المقالات

حديث الثلاثاء: أعلام ونصب وتماثيل..دلالات ومداليل..!


عمار محمد طيب العراقي ||

 

بحكم غربتي القسرية؛ جلت وزرت بلدان عديدة،  وأكثر ما يلفت نظري في تلك البلدان، هي النصب والتماثيل، فمنها أقرأ تاريخ وحضارة تلك الشعوب..

في موسكو رأيت نُصُبا لعلماء كبار، كانت لهم إسهاماتهم الكبرى في المعرفة العلمية..شعراء مثل بوشكين، لروائيين مثل تولستوي، لأخماتوفا وشعرها الساحر، في مومباي يلاقيك عند بوابة الهند الشهيرة، نصب باني الهند الذي لا نعرفه نحن! مهاراشيتاري، هذا الرجل الذي كرس حياته؛ لبناء مدينة عظيمة، حاكى بها لندن في التفاصيل الدقيقة..

في كل مكان نُصًب وتماثيل لها معنى معرفي ، وقرونا هو عمر النصب والتماثيل؛ في كل أرجاء المعمورة، إلا هنا في عراق "الحضارة" فإن تماثيلنا ونصًبنا الصدامية، سيوف وسيوف وخوذ ودبابات ، حتى شعارات الأحزاب والكتل السياسية؛ قلما تخلو من سيف أو خنجر أو حصان مع خارطة العراق..!

إنها ثقافة العنف والقسوة والقوة، ثقافة صهيل الخيل ومجنزرات الدبابات..

حتى جوامعنا كانت تصمم بعقلية صدامية؛  بنوا منائرها على شكل بندقية الكلاشنكوف، كما في جامع أم القرى، الذي هو الآن مقر للوقف السني!

 لقد تعب شعبنا؛ من ثقافة الأعلام والرايات والسيوف والبنادق؛ والقبضات والخوذ الحديدية، وكل الأفكار؛ التي تستفز مكامن العنف والوطنية الزائفة، وأجدر بنا أن نختار أفكارا؛ تبحث عن العراقة والجمال، وتنشر قيم المعرفة، فهي الأبقى.

 لقد أزيلت بعد سقوط الطاغية عشرات النصب؛ خصوصا تلك التي؛ لم تعد تتلائم مع نزوعنا نحو غد إنساني، وبقيت فقط تلك النصب التي تلامس الوجدان، كنصب الحرية، وحمامات فائق حسن والأم، وتماثيل كهرمانه وشهرزاد، والحبوبي،والرصافي، والكاظمي والمتنبي وعنترة ، وغيرها من النصب، التي لا تسعى إلا لقيم الجمال؛ والعراقة والمعرفة والذكرى الطيبة..

أما النصب التي كانت غايتها تمجيد الطغاة، والقتل والوطنية الزائفة، فهي زالت وما تبقي منها الى زوال،..

يكفينا علم من قطعة قماش، نرفعه في الأوقات التي يتعين رفعه بها، إحتراما،وإجلالاً له بدلا من هذا الإسفاف الواسع، برفع العلم بنسختيه الحالية والصدامية، في كل مكان يجوز فيه أو لايجوز..!

شكرا

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك