المقالات

ضوء على قرار السيد رئيس الوزراء بطرد السفيرة السويدية


محمّد صادق الهاشمي ||

 

لا أتحدث هنا عن عاطفة او حماسيات،بل عن قناعة راسخة عاقلة وأقول :

 

إن القرار الذي اتخذه السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد وطرد السفيرة،وبعيدًا عن المجاملات يمتاز بما يلي :

أولًا: أنّه قرار منسجم مع مقررات الأمم المتحدة بما لا يقبل الشك،فكل دولة منتمية الى منظومة الأمم لها الحق في الدفاع عن سيادتها ومصالحها وفوق ذلك مقدساتها سيما أنّ الفاعل لم يُقدِم على هكذا عمل بمحض رأيه الاجتهاديّ؛وإنّما بأمر قضائيّ وغطاء وتأمين حكوميّ وأمام السفارة العراقية،وقد مارس الإهانة للدين والعَلَم العراقيّ الّذي يعني رمز السيادة،فلا يمكن مقارنة موقف العراق بأيِّ دولة أخرى؛لأن الذي أُهين هو عَلَم العراق وسفارته من جانبٍ،ومن جانب آخر وأهمّ هو القرآن الكريم.

ثانيًا: إنّ الخطوات التي اتخذتها الدول الأخرى لا تكون حاكمة و مبرّرة لموقف العراق،ومُلزمة للعراق أن يحذو حذوها، فلكل بلد سيادته ورؤيته وظروفه.

 ثالثًا: موقف السيد رئيس الوزراء موقف عاقل،فقد تدرج في المعالجات لردع السويد منعًا لإنزلاقِ الأمور نحو تصاعد غير مدروس، إلّا إن السويد والتي هي  عضوة في الاتحاد الاوربي تدّعي التحضّر، بَيْدَ أنّها لم تراعي أهمّية الحفاظ على السلام،وقد فتحت الباب على مصراعية لمسرح الأزمات.

رابعًا: حسنًا فعل السيد شياع و لاطريق أمامه إلّا قطع العلاقات؛لأنّ بقاء السفارة مع  استمرار تلك الممارسات وردة الفعل الشعبية التي تصاعدت لحرق السفارة قد يؤدي الأمر التصاعدي الى نتائج غير مدروسة؛كون مشاعر الجمهور في هكذا أمر لا يمكن السيطرة عليها،وقد تنتهي الأمور بأزمةٍ حادَّةٍ سيّما وأنّ في الأفق ما يمكن القول أنّ ثمَّةَ برنامجٍ للتصعيد من جهةٍ ما لإرباك السِّلم في العراق في وقتٍ يحتاج العراق الى السِّلم والحفاظ على المكتسبات .

خامسًا: موقف السيد رئيس الوزراء لايختلف ولا يتخلّف عن موقف الأمّة والمرجعية في الإدانة و تطويق الأزمة والحفاظ على السلام ومنع ممارسات التطرف والفوضى.

سادسًا: موقف السيد رئيس الوزراء لم يؤدي الى تصعيد الموقف سلبًا، بل أوقف الجدل ومنع الأزمات اللّاحقة،وهو موقف للحفاظ على السلم العالمي؛لأنّ الطريقة التي مورست في حرق القرآن الكريم والعلم قد تكون كرة الثلج التي تكبر فتتحوّل الى أزمة مع أوروبا بأسرها والغرب،والى أزمةٍ بين المسلمين والمجتمعات المسيحية (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اللّه )) وبهذا فإنّ موقف السيد رئيس الوزراء قد أخمد الفتنة وأوقف تصاعد الموقف سلبًا واللّه ولي التوفيق .

 أمّا القول أنّ لنا مصالح اقتصادية وأخرى سياسية مع السويد فان استثمار التصعيد يقود الى ما لا تُحمد عقباه ويقع الضرر الأكثر .

سابعًا: كما أنّ موقف السيد شياع السوداني في الوقت الذي يُعَدّ انتصارًا للقرآن والعَلَم، بنفس الوقت يمثل احترامًا لكرامة المرجع الأعلى السيد السيستاني الذي لم تهتم السويد الى رسالته وتوجيهه وخطابه العادل المنصف، ومضامين رسالته النابعة من الحرص على السلام .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك