المقالات

العمارة ونهاية اخر معاقل جيش المهدي في الجنوب

1267 14:33:00 2008-06-16

( بقلم : جميل الحسن )

لمحافظة ميسان حكاية مع جيش المهدي و التيار الصدري مازالت فصولها مستمرة منذ اكثر من خمسة اعوام .اذ استباحتها هذه العناصر لتعمل على تحويلها الى منطقة مغلقة لحساب التيار وكانتونا خاصا به من غير المسموح لاية كتلة سياسية او حزب معين بالعمل فيها .وقد حاولت عدة احزاب كسر طوق الحصار الصدري المفروض حولها فلم تفلح ,بل ان هذه الميليشيات والعناصر عملت على قتل العديد من الاشخاص الذين حاولوا اقامة مكاتب وممثليات لاحزاب اخرى في داخل المدينة فلم يفلحوا ,اذ تعرضوا الى اعمال القتل والتهديد بالقتل لتعيش الممدينة وضعا متازما من خلال هيمنة هذه العناصر على الاوضاع في مدينة العمارة التي لم تشهد اي تقدم يذكر بالرغم من سيطرة التيار الصدري على نسبة كبيرة من مقاعد مجلس المحافظة وكون المحافظ نفسه ينتمي الى التسار الصدري ,اذ غابت المشاربع الجادة والحقيقية لتطوير المدينة عنها والتي ما تزال احدث مشروع فيها يعود الى منتصف الثمانينات من القرن الماضي ومازال اهل العمارة يتحدثون عن المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وكلاهما من النيار وكيف قاما باعادة الاموال المخصصة لمشاريع الاعمار والبناء في المحافظة الى الخزينة المركزية بدلا من انفاقها على المشاريع تحت مزاعم عدم وجود شركات عراقية متخصصة يمكن الوثوق بها لاقامة مثل هذه المشاريع .وهذا التصرف اكد ضحالة وتدني قدراتهما وعدم توفر الكفاءة لديهما لادارة شؤون المحافظة وبالشكل الذي يؤدي الى تطويرها وخدمة ابناؤها .عناصر جيش المهدي في مدينة الهمارة تمارس عرض عضلات مسلح ومستمر منذ مدة طويلة وعند حدوث اية ازمة مع الحكومة نجد ان هذه العناصر تسارع الى الانتشار في ضواحب المدينة وابعاد رجال الشرطة منها والسيطرة عليها بالقوة .

كما ان هذه العناصر اعتادت ايضا على القيام بقصف المناطق والاحياء السكنية التي تقع بالقرب من القاعدة البريطانية في العمارة .وهذه الاعمال من القصف قد ادت في الواقع الى استشهاد العديد من المواطنين الابرياء ,فضلا عن تعريض حياتهم الى الخطر نتيجة لاعمال القصف العشوائبة تلك .ولم تنفع مناشدات ورجاءات الاهالي في الحد من اعمال القصف تلك والتي لم تتوقف الا بعد مغادرة القوات البريطانية لمركز مدينة العمارة حيث كانت عناصر جيش المهدي اول المسارعين الى نهب المعسكر وتفريغه وعلى طريقة الحواسم بالرغم من عائديته الى الحكومة العراقية التي ابرمت اتفاقا مع القوات البريطانية بتسليم المعسكر اليها بعد الانسحاب ,اذ لم تترك هذه العناصر المجال امام تسلم الحكومة العراقية للمعسكر من البريطانيين ,حيث قدرت المنهوبات بحوالي مليار دينار عرافي والتي تضمنت العديد من المولدات والمضخات والمباني والمنشات وغيرها .

معاناة مدينة العمارة واهلها من وجود هذه العناصر بقيت مستمرة ومتواصلة ومع نشوب اية ازمة او خلاف سياسي في الحكومة نجد ان هذه العناصر تسارع الى الانتشار في شوارع المدينة وفرض سيطرتها على شوارع المدينة بالقوة ومسارعتها لاستغلال الخلاف مع الحكومة لفرض سطوتها وهيمنتها على المدينة رغم عدم وجود علاقة بين موضوع الخلاف مع الحكومة على هيمنتها على مدينة العمارة .ان اهالي العمارة بدوا فرحين مع انتشار اولى القطعات العسكرية التي بدات بالتدفق على المدينة لمحاولة فرض الامن والقانون فيها وانهاء معاناتهم المستمرة من وجود هذه العناصر التي اصبحت في ادنى حالاتها المعنوية بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في البصرة ومدينة الثورة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك