المقالات

جدلية المقاومة والدولة وفلسطين..!

1134 2023-11-16

ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

 

من المعلوم للقاصي والداني أن أول ما قامت به ايران بعد نجاح الثورة الاسلامية 

عام 1979هو تبنيها للقضية الفلسطينية بنحو ثوري ، عمدت فيه بكل جرأة الى انتزاع السفارة الفلسطينية من مخالب الصهاينة واعادتها الى الفلسطينيين.

 ثم كان لها ذلك القانون الحازم والملزم للحكومات الايرانية بدعم القضية الفلسطينية،

حتى اعلان يوم القدس العالمي

الذي دعا اليه الامام الخميني(رض)

بكل مايحمل من تأثيرات معنوية وتعبوية على الامة.

كل ذلك وايران كانت بأمس الحاجة الى الاستقرار ريثما تتمكن من تثبيت قواعد ثورتها .

كان الاقتتال في شوارع العاصمة طهران والاغتيالات لقادة الثورة ومفكريها تترى، ناهيك عن الحرب الشعواء التي شنها النظام الصدامي عليها مدعوما من العالم كله بشرقه وغربه.

كلُ ذلك وايران لم تأبه به ولم تكترث له

واعتبرت أن دعم الحق الفلسطيني وتدشين مشروع المقاومة من صميم مبادئها  ولو أدى ذلك لتقويض ثورتها.

كان هناك ألف عذر وعذر للجمهورية الاسلامية للتخلي عن تبني مشروع تحرير فلسطيني،

كان يمكن لها تأخير ذلك او تأجيله،

بحجة أن فلسطين قضية قومية مذهبية ونوعا ما جغرافية .

هكذا كان يمكن لها التماس الاعذار وخلق المبررات،

لكن أنى يكون ذلك ومفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني(رض) كان يقول ((لايمكنني أن أكون حسينيا وأتخلى عن فلسطين))

في حين أن حركة حماس (وهذا ليس للمثال) بمجرد أن وصل الأخوان المسلمون الى السلطة في مصر عام 2012 عقدوا هدنة طويلة مع الكيان الغاصب برعاية الرئيس المصري محمد مرسي ، عقب عملية (عمود النار ) التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة،

على أساس أن نجاح تجربة حكم الاخوان المسلمين أولى من المقاومة !!

فماذا كانت النتيجة على صعيد حكم الاخوان وحركة حماس؟

باختصار شديد منيت مصداقيتهم بخسارة كبيرة امام الأمة كما أنهم لم يجنوا ثمرة واحدة من تلك الهدنة .

وبقيت حماس على لائحة المنظمات الارهابية وقطاع غزة محاصر وانهارت تجربة حكم الاخوان في مصر بمدة وجيزة.

فلو اردنا استلهام العبرة من هذا الخيار والوقوف على مغازيه العميقة،

وجب علينا فهم أهمية استمرار المقاومة في العراق وتهديد المصالح الامريكية خاصة اذا تعلق الأمر بدعم القضية الفلسطينية ولو على أساس براغماتي . 

لجهة أن العراق يقع بقلب الاستهداف الاسرائيلي ، وخير مثال على ذلك محاولة جعله ركيزة للابراهيمية الجديدة.

هذا فضلا عن تداعيات احتلاله من قبل أمريكا واقامة قواعدها العسكرية عليه.

لذا فان الاستمرار بالمقاومة واستهداف القواعد العسكرية الامريكية يندرج في اطار الدفاع عن العراق بل وعلى العملية السياسية كذلك .

ذلك لان القضاء على المقاومة في فلسطين (لاسمح الله) له تداعيات خطيرة يقف في صدارتها الاجهاز على التجربة

السياسية في العراق ، وتغييرها بشكل جذري ، لكونها دفعت (بالعراق) ليكون اقرب لمحور المقاومة منه الى المحور الامريكي.

وعلى فرض أنهم أبقوا على النظام السياسي أو تمكن من الصمود النظام _وهو مستبعد جدا_فسيجد نفسه مطوقا بمنظومة دول مطبعة تفوقه قوة وقدرة.

وسيجد اقتصادياته ومقدراته مرهونة

للنظام الاقتصادي الذي تقوده اسرائيل،

وسيكون مرغما على تقبل امضاء الابراهيمية الجديدة وسن القوانيين التي تمسخ هويته وثقافة شعبه.

نعم هذا لايمنع الجمع بين مسار العمل على انجاح العملية السياسية ومسار المقاومة المسلحة.

المهم أن لا نتوهم أن التخلي عن نصرة الشعب الفلسطيني يتيح لنا تمتين ركائز الدولة وبالخصوص في ظل ما نشهده من تداعيات لطوفان الاقصى الذي يحتم

الانخراط في المواجهة تدريجيا بحسب مقتضيات الميدان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك