المقالات

يضحي ببصره في سبيل فوز المنتخب العراقي

1744 20:20:00 2008-06-23

( بقلم : عبد السلام الخالدي )

الساعة تشير إلى السادسة والنصف من مساء يوم عصيب على العراقيين 22/6/2008 ، يوم الحسم والتحول الكبير والإنجاز الأكبر للكرة العراقية، كنت متوجهاً من العمل إلى المنزل كي أتابع وبشغف مباراتنا الحاسمة التي كنت متفائلاً جداً بفوز منتخبنا، وحجزه البطاقة التأهيلية الثانية في مجموعتنا مع المنتخب القـراسوغامصري(نسبة إلى اللاعبين السودانيين والبرازيليين والغانيين والمصريين، على العموم هذا ليس موضوعنا لأن المحصلة الأخيرة كانت لهم، ومن يضحك ويجتهد كثيراً يضحك أخيراً، الشوارع تكاد تكون فارغة من المارة سوى إنتشار رجال الأمن تحسباً لأي طاريء يعكر إحتفالات شعبنا الصابر المظلوم، منطقة الكرادة تغص بالجماهير القادمة من كل مكان في بغدادنا الحبيبة متشحة بعلم بلدهم الحبيب، كنت أتابع ومن خلال جهاز الراديو في السيارة برنامجاً لأحد المحطات العراقية كان قد فتح الإتصالات المباشرة مع المواطنين ليستلم ردود أفعالهم وتمنياتهم وتوقعاتهم عن مباراة اليوم، كل الإتصالات كانت تشير إلى فوز منتخبنا وهذا شيء لايثير الإستغراب فهذا ماعهدناه من جمهورنا الوفي، ولكن إستوقفتني مكالمة هاتفية مع أحد الشباب العراقي في مقتبل العمر، ودار الحديث التالي بينه وبين مذيع البرنامج:

الشاب: أتمنى ومن كل قلبي أن يفوز منتخبنا هذا االيوم على نظيره القطري ليرسم البسمة على شفاه الشعب العراقي قليل الفرح ويعيد أمجاد بطولة أمم آسيا وأنا متأكد من أن لاعبينا لن يخذلوا جمهورهم الوفي الذي آزرهم بكل مايملكون، وقد كتبت شعراً تغنيت به بأعضاء فريقنا وتلى ماكتب، حقيقة كان شعراً بمعنى الكلمة هز مشاعري، ثم قال: ولدي قصيدة أخرى كتبتها مباركاً الفوز الكبير الذي سيحققه أسود الرافدين سأتلوه عليكم بعد المباراة بإذن الله.

المذيع: شكراً أخي الفاضل ونحن نبادلك نفس الشعور وأتركك الآن لتتمتع بمشاهدة المباراة.الشاب: ولكن أنا بصير ولاأرى، صمت المذيع ولم يعلق، ربما لصدمته، ثم إستدرج وقال: نتمنى لك الشفاء العاجل بعد المباراة حينما يفوز المنتخب العراقي.

الشاب: صدقني ياأخي والله لن أفكر أن أرى يوماً ما، بل أن فوز المنتخب هو أجمل هدية لي وإذا مافاز منتخبنا اليوم فسأفرح وكأني فتحت عيناي، وأقول لك من كل قلبي وبدون رياء لاأتمنى أن أرى بعيناي بقدر ماأتمنى لمنتحبنا الفوز.

المذيع: شكراً لمشاعرك أخي العزيز وتمنياتنا لمنتخبنا الفوز وننتظر إتصالك بعد المبارات لتتلوا على مسامعنا قصيدة الفوز، مع السلامة.

قلت مع نفسي أتمنى أن تعرض هذه المكالمة الهاتفية على أعضاء فرقنا الوطني قبل المباراة كي يعرفوا مدى حب الجمهور العراقي لهم، وهذه حالة من مئات بل الآلاف، ولكن إستوقفني هذا الشاب العظيم وقلت في نفسي، ماذا أملك كي اقدمه لهم مقابل فوزهم، ربما تشجيعي ودعائي لهم.

بعد المبارة تذكرت أن لدي شيء واحد لو قدمته لهم لفازوا في المباراة، ولكن للأسف هذا الشيء لايهب ولايعطى بل من المستحيل أن أقدمه لهم، لأن هذا الشيء من صنع الإنسان نفسه، وموجود في داخل كل منّا، ورغم كل هذا لو كان هذا الشيء يعطى لأعطيته لهم، الغيرة، نعم الغيرة، لو كان من الممكن أن أتنازل عن غيرتي للاعب واحد من أعضاء المنتخب العراقي لتنازلت عنها له ليسجل بها هدف وأعلن إستعدادي العيش بقية عمري من دون غيرة طول العمر مقابل هدف التأهيل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعرالاسدي
2008-06-25
اخي العزيز عبدالسلام الخالدي بعد التحية ارجو ان لانظلم اللاعبين الذين هم انفسهم قد صنعوا الانتصار الاسيوي بالامس كنا نمجدهم واليوم نخذلهم ولكن ببساطه خسارة الفريق مبينه للقاصي والداني هم شراذم عدي وقصي وتربية البعث العفن هم ابو عمر حسين سعيد وعدنان حمد وبقية الشله وارجو ان تلتقي باحد اللاعبين سيخبرك ماوراء الكواليس يااخي حتى غلط يغلط عليهم حسين سعيد ويعاملهم كما يبعامل عدي ايام زمان الرياضيين صاروا بين المطرقه والسندان الله يساعدهم وخسارتنا سببها شراذم بعثيه قذره لايهمها العراق ودموعهم
hadi
2008-06-25
i remember how good was albat-ha team in 1999 when we plaid with them on thi-qar football cub,i think if we sent albat-ha taem im sure they will defeat qatar,we don't need to send them altalabah of alnajaf club
عراقي\النجف
2008-06-24
الى متى يكون لبسطاء هذا الشعب المظلوم المقتول حيا غيرة وحرص على وطنهم اكثر من كثير كثير من المسوؤلين في هذا البلد وفي كل مؤسسات البلد وما مؤسسة الرياضة الا غيض من فيض فالى ابن هذا الشعب السيد البصير المحترم الذي فضلت بامنيتك ان يفوز بلدك بفوز المنتخب ل (أنت )خير من كل من تسبب بهذا الاذى لك وللشعب وأسال الله ان يمن عليك بنور البصر كما من عليك بنور البصيرة ولا اسأل الله ان يهدي المسؤلين عن ماساتك والشعب بل اسأل الله ان ينتقم منهم وان نكمل مسيرة التغيير بدون هولاء الغربان الصدامية
احمد الزوبعي
2008-06-23
السلام عليكم القصه مؤثره وهذا حال العراقيين اتخيل ابيوم اللعبه كنت رايد اشتري صابون من محل ابسوريا جان ابفوت عراقي كالي وكت صابون خلي انشوف المنتخب اليوم راح يفوز لو لا وبعدين اغسل. بس عدنان حمد كان نازل يلعب دفاع بالاساس هو هذا الشي الي كان غلط ونزول يونس المتاخر وضياع فرصه عماد وفرصه البديل الثاني الي ما سامع بي قبل وفريقنه عكس الفرق الجمهور ايكون عليه عامل ضغط سلبي يعني لو لاعبين ابقطر يمكن كان فزنه ..اضيف الى ذالك انو الفريق المتعدد الجنسيات (قطر) كان عازم على الفوز لان ماعنده خيار ثاني..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك