المقالات

بشائر السلام ومكافئة المستبسلين

1315 14:24:00 2008-06-24

( بقلم : كريم النوري )

الثواب والعقاب من مرتكزات التكامل والتفاعل الانساني اقرتها الشريعة وكرسها الشارع ومارسها العقلاء والاسوياء، فلابد ان يكون ثمة مقاسات للتفاضل والتمييز بين المبدعين الفاعلين وبين المتقاعسين والقاعدين والله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين. وفي العمل الامني والعسكري يتأكد مفهوم المفاضلة والتمييز لخطورته من جهة ولمنع الاختراق والاغراءات من جهة ثانية.

والدعم المالي الهائل الذي يقدم للعصابات الارهابية يدعو الى ايجاد وسائل كفيلة مماثلة لمنع مثل هذه الانزلاقات الخطيرة والاختراقات الترغيبية او الترهيبية التي تمارسها العصابات الخارجة على القانون ضد افراد قواتنا المسلحة البطلة. ولابد ان تكون المبادرة في التكريم والتقدير والمحاسبة والملاحقة القانونية بيد الحكومة واجهزتها الامنية وليس العكس بحيث تقوم العصابات الاجرامية بتحذير وتخويف ابناء قواتنا المسلحة وكتابة تعهدات كما حصل سابقاً في مدينة الصدر. وليس العقوبة والمحاسبة للمتخاذلين والمتراجعين من اداء الواجب الوطني هي الالية الصحيحة اذا لم يرافقها الية اخرى وهي مكافئة الشجعان والمستبسلين من عناصر قواتنا المسلحة البطلة.

لا يمكن ان يكون المتخاذلون والمستبسلون عندنا في درجة سواء وكما أشار أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر يقول : لا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان وتدريباً لأهل الإساءة ، فالزم كلا منهم ما ألزم نفسه أدباً منك .

ان قرار معاقبة المتخاذلين صائباً وسليماً وبالاتجاه المهني والاحترافي الذي سيضع حداً لهذا الانفلات والاستهتار والخضوع لابتزاز هذه العصابات ولكن التعميم ومعاقبة المستبسلين والشجعان مجاراة لزيد او مداراة لعمرو يمثل منتهى الاجحاف بحق الابطال وسيترك احباطاً في نفوسهم وسيجشع العناصر العسكرية الاخرى على الخضوع والخنوع لابتزازات العصابات الخارجة على القانون.

وافراغ قواتنا المسلحة من هذه العناصر الشجاعة بحجة انتمائها السابق لاحزاب سياسية دون ان تتورط في خيانات وتخاذلات في صولة الفرسان وبشائر السلام سيمنح المجال واسعاً لدخول ضباط بعثيين ولهم ولاءات غير وطنية فان هؤلاء ايضاً لديهم توجه سياسي وهو الاسوء فلماذا اعتبار الضباط من اصحاب التأريخ النضالي مسيسين بينما الضباط من بقايا النظام ومن حزب البعث مستقلين؟

محاسبة المتخاذلين من المحسوبين على العصابات الخارجة على القانون ونقل بقية الضباط المستبسلين والشجعان معهم بحجة الانتماء السياسي السابق لا يمت الى التوازن والحيادية بادنى صلة بل هو اسلوب خاطىء نأمل ان ينتبه اليه الاخرون في القوات المسلحة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك