المقالات

الصدريون يرغبون بانقلاب أمريكي في العراق

1366 12:28:00 2008-07-12

بقلم: فالح غزوان الحمد

قد تستفحل العلاقات و تتشنج بين القوى السياسية التي من المفترض أن يجمعها إطار واحد , تدعي جميع أطرافها أنها تتبنى قضية واحدة و تناضل لأجل مصالح مشتركة لمذهبها و طائفتها و من انتخبوها .. فالخلاف و حتى تقاطع الرؤى و الأطاريح أمر يمكن استيعابه في فضاء التعددية السياسية و النظام الديمقراطي الحر ، و لكن أن يصل الكره و البغض و الحقد لدى البعض حدا تُنتَهك خلاله كل المتبنيات الشرعية و الأخلاقية و الوطنية و لا يستقر في العقول و الأذهان و النفوس سوى الرغبة في الانتقام من طرف بعينه و تسقيطه و تضييع أي مكاسب سياسية هي بالدرجة الأولى للشعب و الأمة و ليس لهذا الحزب أو الكيان فهذا ما يخلق علامات الاستفهام الكبيرة حول صدقية شعارات تلك القوى و حقيقة ما ترمي إليه و ما هو المحرك الكامن وراء اتخاذها مثل هذه المواقف و سر انقيادها لرغبات معينة يقف بعض العقلاء حائرا إزاءها إذا ما افترض في الآخرين عقلانية مقابلة .. يبرز التيار الصدري واحدا من أكثر الأحزاب السياسية تقلبا في مواقفه و ارتباك خطابه السياسي وهو ما فُسِر بكونه فاقدا لأي مشروع سياسي واضح و لهذا يحتكم للعشوائية و الارتجالية في التعامل مع الأحداث . و لكن مع ذلك فإن ما أخذ يتجلى بشكل واضح هو أن ثمة ثوابتَ بالفعل و مبادئ للصدريين لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ، كل شيء يمكن أن يكون متغيرا و متحركا إلا ذلك المبدأ الراسخ و الثابت ليس في العقل السياسي الصدري إن كان ثمة عقل من الأساس بل في ذهن و مشاعر و نفسية أي صدري مهما كان موقعه و شأنه و تأثيره . هذا الثابت هو الكره و الحقد الأعمى للأحزاب الإسلامية الشيعية الأخرى وعلى رأسها المجلس الإسلامي الأعلى و انضم إليه فيما بعد حزبا الدعوة و الفضيلة رغم التحالف السابق مع هذين الأخيرين ، و أخيرا تحفظاتهم تجاه تيار الجعفري رغم أنه تم تشكيله أساسا بعملية التفافية من قبل السيد الجعفري لإعادة الصدريين إلى حظيرته و نعتقد أنه قد يفلح في نهاية المطاف . لسنا بالطبع في صدد الدفاع عن هذه الأحزاب و لا نملك ولاءً لأيٍّ منها و لكن نرى أن الصدريين يقومون بإسداء أعظم الخدمات و اجلِّها للقوى السياسية التي تريد إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها الأغبر فهم يصطفون مع أعداء الشعب لا لشيء إلا لمجرد مناوئة المجلس الإسلامي الأعلى و أخيرا عٌمِّمت قناعة لدى الصدريين جميعا إن أهم المبادئ و الأهداف التي يسعى إليها التيار هو التشنيع على المجلس و رموزه و جعله العدو رقم واحد و لا باس بأن يكون العلمانيون و البعثيون و القوى الطائفية و بقايا البعث خيارا للتحالف أو التآلف أو حتى الانتخاب مادام ذلك سيسهم في تقليص النفوذ الواسع للمجلس الأعلى .. يقول أحد الصدريين الذين التقيت بهم مؤخرا وقد قدم من مدينة النجف الأشرف بعد لقائه بقادة التيار هناك إننا نسأل الله أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإحداث انقلاب عسكري في العراق كما جاءت به بعض الأخبار و القراءات فليعد البعثيون و ليحكم الطائفيون و لا أن نرى بدر و المجلس هم من يحكم .. وحين سألته : و لكن هؤلاء من المفترض أنهم أخوتكم و هم مهما حصل من تقاطع معهم سيبقون من جلدتكم و لن يحيدوا عن خيار استحصال حقوق طائفتكم و لا أحسب أنكم نسيتم ماذا فعل حزب البعث بهم و بكم و بسائر الشيعة .. فلماذا كل هذا الموقف المتعنت الذي لا ينم إلا بالحقد و البغض الذي يصعب إيجاد سبب معقول له ؟؟ فأجابني بالقول إن من يمثل الشيعة هم أبناء المهدي و تيار المولى المقدس لا غير أما هؤلاء فلا يمثلونهم .. فسألته : و لكن لماذا ؟ فخاض ذلك الأخ بقضايا لا يمكن أن تنهض مبررا للموقف الذي أعلنه وكلها عموميات تؤاخذ عليها كافة القوى السياسية العاملة حاليا على الساحة ومنها التيار الصدري كملف الخدمات و الذي تساءلت حول واقعه في مدينة العمارة التي كانت تحت قبضتهم لخمسة أعوام فلم يجد أهلوها سوى القتل و الدمار و السرقات و التخريب ولم تقدم أية خدمة لمواطني المحافظة ، فإذا كان ثمة عذر تعتذر به فلماذا لا تمنحه و تعتذر به عن الآخرين ؟؟ على أن الواقع يقول أنه الحكومة و السلطات المحلية كانت طيلة السنوات الماضية منهمكة بالملف الأمني الذي جزء من إشكالياته هو مليشيات جيش المهدي التابعة للتيار الصدري نفسه .. فلولا هذا التحدي لكانت مراحل الإعمار و إعادة البناء قد قطعت شوطا أكبر مما هي عليه حاليا . أجل يطمح الصدريون لانقلاب عسكري أمريكي هو بالأساس من نسج خيالات البعض من اليائسين يروّّجون له بين الفينة و الأخرى .. يأمل الصدريون إعادة حزب البعث للحكم و الطائفيين للسلطة و إزاحة الشيعة و رميهم على الهامش ليس إلا لمجرد الحقد الأسود المعشش في نفوسهم و الكره الذي يضمرونه ضد كل عراقي شيعي لا يواليهم و ينحاز إلى أفكارهم السفيهة و يؤيد القائد الذي لا يُعرَف مكانه منذ عامين .. إن موقف الصدريين هذا يكشف حقيقتهم و يعرّيهم تمام التعرية فما هم إلا ورثة ثقافة البعث البائد و لا يهمهم مصلحة المواطن العراقي و لا حقوق الطائفة الشيعية المظلومة بل مصالحهم الخاصة و مقدار ما يحققونه من مكاسب و ليذهب الجميع إلى الجحيم و عاش السيد قائد الضرورة مقتدى .. مقتدى .. مقتدى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك