المقالات

الصدريون والوزارات ذات الحق المحفوظ

1206 23:44:00 2008-07-15

بقلم: كمال ناجي

من المعلوم أن التيار الصدري أعلن انسحابه منذ عدة أشهر من الحكومة و ترك خلفه وزارات شاغرة كان لا بد من أن تُملأ ، و لكن الشد و الجذب بين الكتل السياسية الباقية في الحكومة و المنسحبة الراغبة في العودة كان سببا مباشرا في تأخير تسمية الوزراء للوزارات الشاغرة منذ عام تقريبا . و شخصيا لا أجد مبررات كافية لمثل هذا التباطؤ و التلكؤ سيما و أن بعض الوزارات ذات تماس مباشر مع حياة المواطن إلا أنه من جانب آخر يمكن أن نجد عذرا للسيد المالكي الراغب في أن تكون حكومته حكومة وحدة وطنية بمعنى تمثيل كل من يمكن تمثيله فيها . تبدو المشكلة مع جبهة التوافق متعلقة بقضايا محددة منذ إعلان عودتها إلى التشكيلة الوزارية فهي تدور حول أسماء المرشحين لشغل مناصب الوزارات المقررة لها ، و الجبهة واضحة في سعيها لفرض ترشيح بعض الأسماء بعينها و هو ما أسهم في عرقلة و تأخير عودتها إلى الحكومة لأن بعض هذه الأسماء ذات خلفيات وضع عليها رئيس الوزراء أكثر من علامة استفهام باللون الأحمر . لكن المشكلة مع التيار الصدري تبدو مختلفة فكتلة الصدريين لم تعلن عن رغبتها في العودة و أكدت أكثر مرة أن قرار الانسحاب نهائي لا عودة عنه . غير أنها عادت الآن لتعلن شروطا على المرشحين و تشهر حقها باستخدام الفيتو ضد من لا يروق لها . بالطبع ليس الأمر متعلقا بحق من يمثلونها في البرلمان بالامتناع أو الاعتراض فهو حق طبيعي و لكن ... و لكن الصدريون ما زالوا يعتبرون تلك الحقائب الوزارية التي كان يشغلها بعض من أعضاء التيار هي حقائب محفوظة الحقوق و لذلك فلا بد من موافقتهم على أي مرشح لها ، وهو في المحصلة النهائية يعني رغبة في العودة و لكن من شباك ضيق النافذة فمن المعلوم أن هذا الوضع لا يختلف عما قامت به بعض الكتل و الأحزاب من ترشيح مستقلين لا ينتمون إلى كوادرها و لكن هي راضية عنهم و كاسبة لولائهم مسبقا . و النتيجة أننا أمام حالة من النفاق و الانتهازية خاصة إذا علمنا أن حدة الاعتراض جاءت في وقت وصل فيه الاتفاق إلى مرحلته النهائية و لا ينقص سوى تصويت النواب في البرلمان عليه لتلافي الاختلال الحاصل نتيجة غياب عدد من الوزراء لوزارات مهمة . و يبدو أن المساعي الصدرية تهدف إلى تحصيل مكاسب ضيقة على حساب المواطنين و مصلحة الوطن لأن عرقلة الأمور إلى أبعد من هذا الوقت لا يصب في مصلحة الحكومة و لا الشعب .إن الثابت بالنسبة للحزب الذي ينسحب أنه لا يملك حق تقرير من يشغل الوزارات التي انسحب و تخلى عنها و في حال امتلاكه مثل هذا الحق فهو ليس في حكم المنسحب قطعا لما قلناه من أن التمثيل الوزاري لا يرتكن بالضرورة على أعضاء في كادر الحزب بل يمكن أن يكون أية شخصية موالية و متحالفة مع المنسحبين . لا أدري متى يكف الأخوة الصدريون عن التصيد في الماء العكر و بهذه الطريقة الصبيانية الخالية من أي جدارة سياسية ونضوج لائق و عقلانية برلمانية لو صح لنا القول فالوضع في بعض الوزارات لم يعد يحتمل وضع المزيد من العراقيل بوجه استكمال بناء الوزارة و عودة إشغالها من قبل شخصيات جديدة وهم طيلة الفترة الماضية كانوا يكيلون الانتقادات لتأخر رئيس الوزراء عن إعلان تسمية الوزراء المرتقبين و عدوا كل لحظة تأخير هي ضد مصلحة الوطن فيما يقومون الآن بمهمة التأخير و العرقلة على أتم وجه و أكمله بحجج واهية كالقول أن اختيار الوزراء يتم على أساس حزبي و الحزبي هنا مفهومه لدى الصدريين مفهوم واسع و يليق تماما بعقليتهم السياسية و طريقة تفكيرهم أنفسهم فهم يلحون الآن على ضرورة اختيار وزراء مستقلين موالين لهم لشغل وزاراتهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك