المقالات

قصتي مع جيش المهدي (الحلقة الثانية )

1734 21:01:00 2008-07-16

بقلم: د.صباح حسين

بعد قيام النظام الصدامي البائد بشن عدوانه على الجارة ايران لم تتوقف مشاريعه الجهنمية في زج ابناء الشعب العراقي في محرقتها ,حيث كانت مفارز ما يسمى بالجيش الشعبي تقوم باصطياد المواطنين وزجهم في تشكيلات مسلحة في جبهات الموت على الحدود ,حيث كان القليل منهم من يعود سالما من هناك وكانت مدينة الثورة مسرحا لاعمال التجنيد القسرية التي كانت تجري من دون هوادة نظرا لكثافتها السكانية وللعداء الكبير الذي يكنه النظام لها نتيجة لمواقف اهلها الرافضين لسياسات النظام البائد الاجرامية .لقد كان لي صديق في المدينة وكان ابوه وطنيا غيورا استغل علاقته باحد كبار البعثيين في المدينة في الدفاع عن ابناء مدينة الثورة وحمايتهم من بطش النظام واجهزته القمعية وكان يتعمد تسريب مواعيد الحملات الامنية والمداهمات الى ابناء المنطقة من اجل ضمان افلاتهم من قبضة الاجهزة التي كانت تتولى هذه المداهمات وقد تكرر الامر اكثر من مرة مما دفع النظام بتكثيف التحريات بحثا عن مصادر هذه التسريبات التي كانت تسمح للمواطنين بالافلات حتى قادت معلومة صغيرة الاجهزة الامنية الى والد صديقي الذي تعرض الى عملية اعتقال من قبل الاجهزة الامنية والحزبية وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد مع استثنائه من العفو العام حتى النهاية .والد صديقي ونتيجة لموقفه الوطني الشجاع في حماية ابناء مدينته من بطش وقمع الاجهزة الامنية البعثية الصدامية ورفضه ارسالهم كوقود الى ساحات الموت للدفاع عن عرش ال العوجة صادر النظام مسكنه وقطع راتبه وعانت عائلته من ظروف معيشية صعبة واضطرت زوجته الى بيع الخضروات في احد الاسواق الشعبية في المدينة من اجل سد رمق عائلتها .بقي والد صديقي في السجن اكثر من خمس وعشرون عاما وقد استثني من كل قوانين العفو التي اصدرها الطاغية صدام حتى خرج في العفو الاخير قبل سقوط النظام باشهر قليلة عندما فتح النظام ابواب السجون ليخرج منها القتلة والسفاحين واللصوص ,فضلا عن السجناء المتعبين والمنهكين والذين لم يجد النظام وقتا كافيا لتصفيتهم ممن يعتبرهم النظام من المارقين والمحرضين عليه ليعود الى اهله وعائلته من جديد . عاد والد صديقي الى وظيفته من جديد ليمارس عمله كمهندس للنفط بعد ان تم فصله في السابق بسبب مواقفه ,لكنه لم يكن يدري بخلده وذهنه وهذه السنوات الطويلة التي امضاها في السجون ان يجد امامه حفنة من العصابات واللصوص ممن ينتسبون الى جيش المهدي بعد تشكيله وهم يقومون بسلب ونهب المنشأة التي يعمل فيها وتصديه لهم وفضحه لجرائمهم مما اثار غضب هذه العصابات والعناصر على اسلوبه معهم مما دفعهم الى التخطيط لابعاده وازاحته عن طريقهم فاخذوا يرسلون رسائل التهديد اليه بالقتل والموت في حال لم يكف عن التصدي لهم وخططوا ايضا لنقله بعيدا عن الدوائر التي يمارسون السرقة فيها ,لكن والد صديقي لم يكف عن دوره الوطني في فضحهم وكشف الاعيبهم ,بعد قيامهم بسرقة الرواتب وبطريقة مفبركة عندما اتفق موظفو المالية الذين هم من هذه العناصر والمكلفين بسحب الرواتب مع اللصوص والاتفاق معهم على سرقة الرواتب بعد تحديد الزمان والمكان معهم ,وفعلا حدثت السرقة وبعد ان قامت عناصر جيش المهدي المتواطئة مع اللصوص بادعاء الاصابات والجروح من اجل ابعاد الشكوك عنهم ومن المثير للاستغراب ان عناصر جيش المهدي التي هيمنت على هذه المنشأة النفطية سرعان ما اصبحت ثرية وبشكل عجيب من خلال شراء العديد من المساكن والسيارات في المنطقة .عناصر جيش المهدي وبعد ان وجدت ان والد صديقي يقف عثرة في طريقها قررت ان تقوم بقتله وهو ما قامت به فعلا بعد ان نصبت عناصرها كمينا له اثناء توجهه الى الدوام صباحا ,حيث قامت باعتراض طريقه وافراغ اكثر من تسعين رصاصة في جسده ومن المؤسف ان هذا الامر قد حدث امام انظار عناصر الشرطة الذين اكتفوا بالتفرج على الحادث وكأن الامر لايعنيهم تاركين لصديقي واهله اللوعة والاسى والذكريات المريرة والحزينة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
برهان
2008-07-19
ويل لهم ثم وبل لهؤلاء المجرمين القتلة الذين استباحوا الدماء والأعراض الأموال الحرام ألا لعنة الله على المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وسيكون عقابهم عاجلا غير آجل بحول الله وقوته
قلم رصاص
2008-07-16
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل ,دعهم يسرقون ويقتلون ويعيثون فسادا ,فسيأتي اليوم الذي يجنون فيه ثمار أعمالهم وإجرامهم وخستهم وسترون آثار فعالهم جلية وواضحه عليهم وسترتسم الذله والخزي والعار على جبين كل منهم وسيذيقهم الله لوعة مابعدها لوعه حينما يعاقبهم بأولادعهم وحرائرهم لانهم أدخلوا الى بطون ذويهم مالاً سحت وتعلقت برقابهم ,رقاب ودماء وبيوت هدمت أركانها وشردت عيالها وهتكت أعراضها.صبراً فإن الله لهم بالمرصاد عاجلاً أو آجلا.ألا لعنة الله على البعث والمنافقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك