المقالات

كركوك تحترق بنفطها

1083 03:55:00 2008-07-19

بقلم : سامي جواد كاظم

كركوك هذا اللغز وهل يستحق ان يقال عنه لغز؟ كثر الحديث عنها وهذا يقول بعروبتها والاخر بتركمانيتها وثالث بكرديتها وهذه الادعاءات تنطوي على ابعاد يروم الحصول عليها مدعيها ولكن لو نظرنا نظرة انصاف وليست اجحاف هل سنصل الى تبرير هذه الادعاءات على انها في صالح المواطن كل وقوميته ؟ولست بصدد البحث عن الجذور والتاريخ لمدينة كركوك ولكن المهم انها اكتسبت اهميتها من بابا كركر (1950 م )وهذا امر معلوم حتى انه عندما اكتشفت هذه العين النفطية اغتم الملك فيصل حال سماعه هذا النبأ لعلمه بعاقبة الامور وها هي احدى مساوئها .تعالوا نتحاور ونتساءل ونستعلم ، فالدستور بؤكد على التوزيع العادل للثروات الطبيعية بما فيها النفط على كل العراقيين اذن لماذا هذا الخلاف على كركوك ؟ مسالة من الاقدم في سكناه هذه المدينة اجده امر لا يستحق الدراسة بالرغم من تعويل الكل عليه فقد اثبت احد المؤرخين ان الاكراد لا قدم لهم في هذه المدينة بدليل لا مقبرة كردية في كركوك ، ومن جانب اخر هنالك من ادعى ان الاكراد جاءوا كعمال في موقع بابا كركر ، حتى وان كان ذلك فهذا يعني انهم استوطنوا هذا المكان والمهم من يخدم المكان وليس المهم صاحب قومية هذا المكان .اما في العهد السابق المعلوم للجميع ما اقدم عليه صدام حسين بحق الاكراد من تهجير وقتل وتعريب للمنطقة هنا لا بد من الالتفات الى امرين مهمين وهو هذا التوطين ان كان على حساب اغتصاب املاك كردية او تركمانية وتمليكها للعرب فيعد هذا اغتصاب وعلى الدولة العراقية معالجة هذا الامر بالتوافق مع اصحاب العلاقة ، اما اذا مُلك العرب اراضي هي اصلا تابعة للدولة العراقية في حينها فهذا يبقى على حاله ويعتبر كل من تملك هذه الارض بهذه الطريقة هو تمليك صحيح بحكم الحكومة التي كانت تعمل في وقتها .وبين هذا وذلك فالتركمان هم ايضا اصحاب حق ولكن ربط هذا الحق مع المصالح التركية هذا الباطل بعينه .واليوم كثرت التجاذبات بين هذه الاطراف واراها بين الحق والباطل ولكن لو اعتبر القاسم المشترك الوحيد والصحيح هو احترام الانسان لما استوجبت هذه التجاذبات ،اما اذا كانت هنالك ابعاد اخرى لمن يطالب بها فهذا يعد خرق للمواطنة والدستور .هذا الخلاف ترجم الى خلاف ميداني على ارض الواقع والاصح خلاف ارهابي ، والكثير من الاعمال الارهابية التي حدثت في كركوك كان لها علاقة بهذه القوميات فقد تعرض العرب والتركمان والاكراد الى اكثر من عملية ارهابية اودت بحياة الكثيرين من الابرياء ممن ليس لهم لا ناقة ولا جمل في هذا الصراع .كما ومورست عملية التهجير القسري على قدم وساق بين هذه القوميات واغلاق بعض المناطق حسب جنس قوميته ، بل ان هنالك ممن يسجل مواليده في كركوك وهو ساكن خارج كركوك حتى يثبت انهم الاكثرية اذا ما اجري احصاء للمدينة .هذه المتاهات في الدهاليز المظلمة سحبت معها عملية انتخاب مجالس المحافظات والتي بانت عورتها من كثرة الخلافات في هذا الشان حتى ان مبعوث الامم المتحدة في العراق قدم حلا لهذه المشكلة والكل ينظر بريبة لهذه الحلول بين عدم الثقة بالنفس وبين الخوف من قلة الغنيمة .واخر هذه المساعي هي التي تبذلها قائمة الائتلاف لكي تتوصل الى حل حتى ولو بشكل مؤقت لحين اجراء الانتخابات فعملية تقسيم المحافظة الى اربع مناطق لم ينل القبول من بعض المؤثرين في كركوك .وكل ما يجري في كركوك مواطنيها هم اولا واخرا دفعوا ويدفعون الثمن وفي اخر المطاف لو قارنوا ماخسروا بما سيكسبون لوجدوا انفسهم خاسرين حتى النخاع .فلو اعاروا اهتمامهم للانسان بغض النظر عن قوميته ودينه لالغي مصطلح الاقلية ولخجلوا من نفوسهم من يدعون هم الاكثرية والاولى بهم ان يسالوا انفسهم هل الدماء التي تجري اليوم بسبب الارهاب ارخص من قطرات نفط ستجف غدا ؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-07-19
عرض التلفزيون الالماني قبل ايام احد الاشخاص يسكن بلد قبل 30 سنة ويسكن كركوك وهو واقف في الطابور ويقول هذا الشخص اذا اعطو ني مبلغ 16 الف دولار لكي اغادر المدينة اين استطيع ان اسكن انا وعائلي او كيف يمكن ان اشتري بيت بهذا المبلغ فانا سوف اصرف هذا المبلغ خلال سنة واكون بعدها بدون اي شي هل هذة الحلول الى مدينة كركوك ولو تاتي شركة تريد ان تبني في كركوك ونفرض هذا المهندس هوليس من هذة المدينة يعني شنوا غير مسموح ان يسكن بها واللة انا اضحك عندما اسمع الرجوع ال 1957 هل هي دعاية انتخابي لبعض الاحزاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك