المقالات

هل مات العرب؟؟

1256 16:39:00 2008-07-23

بقلم: عبد الرزاق السلطاني ralsultane@yahoo.com

إن العملية السياسية رغم ما يعترضها من الصعاب والتحديات تشهد تقدماً ملموساً في عملية التحول الديمقراطي، والتطور السياسي الايجابي وتعايش مكونات الشعب العراقي بما يسنجم مع وحدته.. وهو ما سيفسح الطريق للمضي في أعمال الاعمار والبناء التي حرم منها ابناء شعبنا بسبب تكالب قوى الشر الداخلية والخارجية، فان الديمقراطية المجتمعية او دمقرطة المجتمع المدني والتي تعني بث المزيد من روح المسؤولية عند الافراد تجاه التفكير والعمل على تقرير مصيرهم، وبما أن للسياسة دور كبير في بناء التجارب الوطنية الفتية بوصفها مركز تكثيف القرار المجتمعي وتوحيده، لذا فهي قطب الاعتماد الرئيس لتحقيق المسارات المطلوبة، مما زاد الحديث عن المجتمع المدني ومؤسساته في الدول الصناعية كدليل على نضج الديمقراطية او اكتمالها، وفي فضاء حياة تعددية ديمقراطية سيكون المجتمع المدني داعما للدولة ومكون رئيسا من مكامن قوتها، الى جانب السلطة التي ستتراجع من ابتلاع الدولة، لتسويد القانون، ومن أجل ان تعود الدولة الى مجالها الطبيعي لتقنن صراع الارادات الحرة المستقلة، وإدارته سلمياً، فضلاً عن توفير المساحات لمجابهة التحديات القومية الراهنة والمستقبلية، التي تحتاج فيها بلادنا كباقي دول العالم الثالث الى دور أقوى للدولة في قيادة تنمية عقلانية عادلة، يشارك المجتمع في إرساء قواعدها، وبناء مجتمع مدني يعمل على تعزيز الاندماج والوطنية من جهة أخرى. فإن المجتمع المدني هو مجتمع الدولة الحديثة، والدولة الطائفية ليست عائقاً امام الحداثة السياسية وحسب، بل أمام الحداثة ككل وخاصة الحلقة الاتحادية فيها كونها ركيزة التنمية الاقتصادية والتقدم. ومن هنا فان العراق بلد يحمل خصوصية وطنية تتفاعل معها تعدد اللغات واللهجات والعقائد والاعراف والتقاليد ضمن وطن واحد، وهذه الخصوصية تحتاج الى تجربة ديمقراطية تؤسس لدولة الانسان والقانون، دولة المؤسسات الدستورية وتكافؤ الفرص والمواطنة الصالحة، ليتجاوز ازماته وقيام عملية سياسية وطنية لحفظ المصالح العليا ومن هنا فان عملية التوازن في العلاقات العراق – عربية يجب أن تتجرد من الترسبات الضيقة، والعمل في إطار واسع لتبديد الشرخ الاقليمي والعربي بشكل أعم، غير أن سياسة المحاور والانكفاء على محددات معينة لا تصب في مصلحة العراق والمنطقة، فتعزيز اجراءات إعادة فتح البعثات الدبلوماسية العربية في العراق يضع القادة العرب امام مسؤولية تاريخية ويترجم تصورات احترام سيادة العراق وحفظ هويته، ودور الساسة لبيان وعي ونضج تسخير الطاقات الاصلاحية لتحفيز واطلاق حركة المجتمع لقيادة التطور المطلوب ليعود العراق الى موقعه المتميز في داخل المنظومة الدولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك