المقالات

السائرون الى الله

1411 20:30:00 2008-07-27

بقلم: علي جاسم

أحتضنت الأرض العراقية في ربوعها العديد من المراقد الدينية للأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ورجال الدين الصالحين في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والكاظمية وسامراء العسكريين (ع) وغيرها من المدن التي احتضنت مراقدهم وأنوارهم ، فكان من الطبيعي ان تكون تلك المراقد تجمعات ومزارات لأبناء الشعب وهم يحطون رحالهم عندها وتكون فرصة للقاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية في مناسبات خاصة أو حالات اعتيادية يومية ، وذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع) التي تمر ذكراها هذه الأيام هي أحدى الطقوس والشعائر التي مارسها العراقيون منذ ما يزيد على الألف وثلاثمائة سنة وخلال أعتى الفترات السياسية والدموية بدءا من الأمويين ومرورا بالعباسيين وانتهاء بالنظام الصدامي المقبور وسلطانه الجائر الذي كان كلما يمعن في تضييق الخناق على أبناء الشعب وممارستهم لزيارة أئمتهم (ع) كلما ازداد إصرارهم على تحدي هذا التضييق والسعي لإدامة التواصل الروحي مع آل الرسول (ص)، وقد كان العراقيون منذ القدم يدأبون على إقامتها وتنظيمها وحسب مواعيدها أفقيا وعموديا بما يسمح به مزاج (السيد الحاكم) أو التأثيرات السياسية (ومخاطرها) الناجمة عن ممارسة هذه الشعائر على مسار الحكم !!.وفي كافة المناسبات المفرحة والحزينة واظب أتباع مذهب أهل البيت (ع) على التواصل والاستمرار مع زيارة المراقد المقدسة والسعي الحثيث للحضور اليها من مختلف المدن البعيدة والقريبة وبذل الجهود الكبيرة لإقامة الشعائر والطقوس الملائمة مع كل زيارة ومناسبة كنصب السرادق وموائد الطعام وتقديم المشروبات والمفارز الطبية فضلا عن مواكب العزاء المنتشرة هنا وهناك، وهذا ما حرص عليه الزائرون في إظهار الزيارة بالصورة المثلى والأفضل لتعبر عما في صدورهم من مشاعر حقيقية تلاءم المناسبة المعنية وحرصا على التقرب الى الله سبحانه وتعالى من خلال أوليائه وأحبائه. الزائرون والسائرون الى الله يقصدون بزيارتهم المراقد الدينية لأئمة أطهار كان لهم الدور الأكبر في مسيرة الحياة الإنسانية جمعاء عن عقيدة يؤمن بها أصحابها ومهما أخذت تلك الزيارة من أشكال سواء أكانت سيرا على الأقدام أو لطما على الوجوه أو البكاء على أبواب الأضرحة المهم إنها وسيلة اتصال روحي وعمل عقائدي يؤمن به طائفة أو قومية لا تتعارض على الإطلاق مع مبادئ التوحيد والعدل والإيمان وكافة مقومات الرسالة السماوية التي أتى بها خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) أو شركا يهدد الأديان والمذاهب السماوية الأخرى في العراق أو خارجه وانما وسيلة القصد منها التقرب من الله سبحانه وتعالى لأنها بعبارة بسيطة ممارسات واضحة وسهلة لا التواء فيها ولا تعقيدات سياسية أو مناورات عسكرية !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك