( بقلم محمد شمخي جبر )
كانت تهب علينا كل عام رياح سموم الصيف فتغطي سماء ما بين النهرين بالرمال الناعمة , واليوم فأن للصحراء غير سموم الامس فهي تنفث علينا سموما ارهابية تنشر الدمار والخراب في ربوع بابل والكوفة والبصرة وكربلاء واور واريدو اي في ربوع وادي الرافدين تلك الموجات الارهابية القادمة عبر الصحراء التي تجد لها ملاذا امن في الحاضنة الغربية المطلة على هذه المروج الجميلة والجنائن المعلقة وشعبها الاصيل الذي هو دائما ضحية حسد الحاسدين ونار الحاقدين زرقاويين بعثيين صداميين وهابيين كلهم احفاد مجرمي واقعة الطف و متمردي جيش الشام و ناكثي العهود.انني ابحث و بعمق عن وسيلة هادئة ومتوازنة لاسترضاءهم واستمالتهم كما حاولت الحكومة الحالية وما سبقها من مشاريع المصالحة والعفو والوحدة الوطنية , ولكن هذا للاسف غير مجدي فلم ولن تجد له آذان صاغية ولم ولن تجد الشريك الحقيقي للحوار والمصالحة فبسهولة الشريك غير موجود
والنوايا السيئة متاصلة فلا مصالحة تستطيع ان تحتوي هذا الوحش الهائج الذي لا يريد ان يفيق على المتغيرات الوطنية ولا على الوئام الوطني ولا على الدستور , فكل الذي يرضية هو دماء وجثث مقطعة على ضفاف النهرين .
ان مشاهدة بسيطة لادارة الملفات الامنية في الحكومات السابقة لا سيما حكومة البعث تجدها تعتمد بالدرجة الاساس وقبل كل شيء على ميليشيا الجيش الشعبي لضمان امن حكومتة وبالتالي هدوء الشارع , و كذلك ضاهرة الحرس القومي لما سبق حكومة البعث الصدامية. نستشف من هذا ان العراق طالما كان يحكم بالميليشيات المسلحة مع دعم الاجهزة الامنية .
الحقيقي لا اريد ان ألمِح الى شيء سوى ان امن البلاد اليوم مخترقا وكذلك ان عمل الاجهزة الامنية الان ضعيفا بالمقارنة مع الجرائم التي تحصل كل يوم , فالداخلية والدفاع – مع التحفظ على نوايا البعض - انهم يواجون الارهاب بمهنية عالية وبالطرق التقليدية وكإنها تعمل في السويد او اي دولة اوربية غير ان الشارع اليوم هو بيد الارهاب وهو الذي يحدد الزمان والمكان للجريمة القادمة دون رادع …وحتى الرادع الاخلاقي عندهم مجهول وليس عندهم خطوط حمراء يتوقفون لديها. على ضوء هذة التعقيدات والتناقضات في الصراع الدئراستطيع ان اقول :
ان المؤسسات الحكومية والامنية لا تستطيع ان تردع شرور الارهاب الاصفر القادم من الصحراء بالوسائل والادوات التقليدية مهما ترسخت المهنية العالية ومهما تحسن الوضع التسليحي لها , لان
المعركة غير متوازنة اخلاقيا و غير متكافئة بالادوات والنوايا .
انني احث السياسيين و من قائمة الائتلاف خاصة على الاسراع بالخطوات نحو فيدرالية ما بين النهرين التي تضمن بعض الضمان الجغرافي وطبعا الضمان التاريخي وبكل تاكيد الضمان العقائدي
محمد شمخي جبر - لندن
https://telegram.me/buratha