( بقلم نضير الخزرجي )
شهدت المدن العراقية الآمنة البعيدة عن خط الارهاب، التي تسمى بالمدن (البيضاء) عند البعض و(الخضراء) عند البعض الآخر، وعند الجميع بأرض (السواد)، موجة من الهجمات بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية البائسة واليائسة، رغم ان حراس هذه المدن من أهلها، وبتنا نسمع في كل عملية ارهابية بمصطلح الطابور الخامس، يرد في طي البيانات الرسمية او على لسان المسؤولين المحليين، والمصطلح اشارة الى عملاء وجواسيس واجراء من داخل المدينة وعلى أبوابها، من حراس المدينة او من سكانها، وظيفتهم السماح واحتضان الارهابيين، او المشاركة في اعمالهم وفق اجندة لجهات من خارج المدينة.وبالطبع من الصعوبة على اجهزة الامن والشرطة والمخابرات، رصد اعضاء هذا الطابور، بخاصة اذا كانوا نافذين في اجهزة الدولة ومفاصلها الأمنية، ولا سيما وان العراق شهد تشرذما في اجهزة الشرطة، فتح الأبواب والسدود حتى لأصحاب الجنح للالتحاق بمراكز الشرطة والجيش، ناهيك عن جلادي النظام السابق، الذين يجيدون تبادل الأدوار، على ان حل الجيش بقرار الحاكم المدني بول بريمر رغم تشرذم الجيش وتمزقه من ذاته لهروب قياداته الى مخادع ازواجهم او حفرهم، وبالملابس الداخلية كما صورته عدسات الصحافيين على اطراف نهر دجلة، كان خطأ كبيرا، ترقص له طربا، الكثير من حاضنات الارهاب، اليوم، رغم صراخهم بخطل قرار حل الجيش، لان حل الجيش اوجد فرق الموت والاغتيال والارهاب المتوزعة في العراق، وشكل اذرعا عسكرية لهذه الحاضنات.
ورغم الصعوبة في كشف اعضاء هذا الطابور المتوزع في كل مدينة من مدن العراق الوسطى والجنوبية اضافة الى بغداد، لكنه وبالعودة الى احداث انتفاضة شعبان العام 1991م، يكون بالامكان الامساك ببعض الخيوط وملاحقة هذا الطابور، فكل مدينة من مدن العراق المنتفضة انذاك، والتي تعرضت الى الدمار بعد ايام من الثورة الجماهيرية، تدرك من الذي خان الانتفاضة، وتعرف الجهة او الجهات او الاشخاص من داخل المدينة او اطرافها، والذين استفاد منها الحرس الجمهوري في دك مدن العراق على اهلها، وكانوا أدلاء النظام على قادة الانتفاضة وابنائها، والذين ساقوهم الى معسكرات الاعتقال في سجن الرضوانية في بغداد.
واعتقد ان ادلاء اليوم هم أبناء ادلاء الامس الذين ساهموا مع قوات النظام واجهزته القمعية في زرع المقابر الجماعية في كل مدينة عراقية بيضاء او خضراء لا فرق!، كما ان ارهابيي اليوم هم ابناء قتلة الشعب العراقي وجلاديهم بالامس، رغم قصر المسافة الزمنية بين اليوم والأمس، وهؤلاء يريدون اعادة الكرة من جديد، لاعادة النظام الى سدة الحكم.
وبالطبع فان للقاعدة شذوذا، فهناك من الابناء من يساهم عن اخلاص في خدمة ابناء مدينته، والعراق ككل، وان كانت اللعنة تلحق بابائهم، حيث يخرج الله الطيب من الخبيث، فلا يؤخذ الطيبون من الابناء بذنب الخبيثين من الاباء.
فاحذورا ادلاء الأمس تأمنوا شر الطابور الخامس وشر الرياح الغربية والغربية الشمالية.
نضير الخزرجي- لندن
https://telegram.me/buratha