( بقلم المحامي طالب الوحيلي )
في محيط الدعوة الهادئة الى المصالحة الوطنية او الحوار اوما لذلك من مسميات هي بالأساس محل اختلافات ومادة لجدل عقيم، وتحت قبة برلمان تشظى الى اكثر من صف وفريق وكل يغني على ليلاه، وسط اكثرية حاكمة على وفق المفاهيم البرلمانية ينبغي ان تمسك زمام السلطة التشريعية التي تعني الكثير في مثل هذه الاحوال ، تتجسم منظومة الرعب اليومي مما تفرضه الهجمات الارهابية التي لا شك انها استعصت وتمردت بشكل لا يمكن تصوره اوقبوله او ايجاد ما يبرره.
واذ يذهل العالم العربي امام الحرب العدوانية التي تتعرض لها لبنان طيلة الايام المنصرمة التي احالتها الى خراب لا يستحقه شعب في هذه المعمورة، مهما كانت المبررات والدوافع لان مثل خيار حرب قذرة كهذه ,يعكس نزعة همجية ترعاها اساطين الحضارة ودعاة الانسانية الذين لولا رضاهم لما تمردت اسرائيل مستهدفة الابرياء عبر ماكنة متطورة من عصارة التقنية العالمية التسليحية والتكتيكية. وقد استفادت كثيرا من تلك الهدنة التي تمتعت بها من خلال مشروع السلام والصداقات المفتوحة مع بعض دول المواجهة ودول العمق العربي والاسلامي وحتى حواضر النظم التقدمية او كانت تسمى بذلك، والتي كانت تعلن مواقفاً صريحة من اسرائيل وقضية الشعب العربي في فلسطين ولبنان وغيرها، نجد هذه الدول تنظر بعين الرضا لما يجري من هتك للانسانية وهدم وتدمير للبنى التحتية وقتل لعضو في المجتمع الدولي، وكأن لبنان في كوكب غير هذه الارض، فقط لأن المقتولين فيها من هم اتباع مذهب اهل البيت اوهم الجزء الاهم الذي تقع عليه هذه الحرب، او لانهم جزء من مشروع انساني يتلمس طريقه لكي يبسط طروحاته ومضامينه في معترك البحث عن حلول لهذه الانسانية المعذبة التي تواترت عليها الرؤى والاحداث فلم ترتق الى المثل العليا امام موجات همجية من القتل البشع الذي تستوى فيه الغرائز الحيوانية دون فارق بين الطفرات الحضارية ووصولها الى مستوى الخيال المطلق..
منظومة الرعب العراقي لا تبعد اصلاً عن سياقات الحرب المعلنة في لبنان، بل هي تتجانس معها كثيراً، ما دمنا نعرف ان همجية القتل التي تدور رحاها تحاول ان تهتك حصن العراق وتفت من عضده ووحدته، وقد ازدادت في غضون الحرب اللبنانية الاسرائيلية واتخذت اكثر من طابع، من ذلك احداث المحمودية التي استغرق عدد الضحايا فيها، عدد الضحايا في احداث لبنان وكانت معركة منظمة بين ارهابيين منظمين مع اناس عزل لا ناصر لهم ولا معين سوى رحمة رب العالمين، بعد ان استرخى رجال الامن واعتبروا الدفاع عن امن المواطن في تلك المنطقة وغيرها شأن لا يعنيهم،فيما تنتشي قوات الاحتلال كثيراً حين ترى دماء العراقيين تسيل كالغدران ،لعل اتباع حارث الضاري قد فتحوا جبهة لهم، في المحمودية على طريقة سيدهم صدام باتخاذ الحدود الشرقية للعراق طريقاً لتحرير القدس !!.
ولا ندري اين ذهب (المجاهدون) بعد ان فتحت الجنة ابوابها في لبنان حيث مقاتلة اعداء الدين، لقد كان بعضهم على عجل من امره فاستقرب الكوفة ليفجر مفخخاته باهلها وليستشهد اكثر من اربعين عامل بناء ينتظر من يوفر له فرصة عمل تسد رمق عياله المنتظرين مقدمه سالما عند المساء، ً وترى الساعات تترى بالحوادث المفجعة ضد ابناء العراق من اتباع اهل البيت(ع) امام مواقف مهزوزة للجهات الامنية وقد استبد ببعضها غول الفساد والخيانة للامانة التي ائتمن عليها وهي بسط الامن والنظام دون مواربة او خديعة ارضاء لمصلحة اعداء الشعب العراقي من صداميين وغيرهم، واما تداعيات فرقاء مجلس النواب الذين حابى ومارى بعضهم الإرهابيين كثيراً حتى اصبحوا الجناح السياسي لهم بلا شك او ريبة، وما كان اطلاق سراح المئات من المعتقلين دون عرضهم على القضاء والجنائي، الا خطا جريمة بحق ضحايا الارهاب، حيث ما زالت جثث الكثير منهم مجهولة وما زال نهر دجلة يغص بالآلاف منها وقد فعلت بها الافاعيل التي يستحي منها حتى الكافرين ومن يحارب لبنان اليوم..
وخلاصة القول كل يوم يمر على اتباع اهل البيت(ع) في العراق - برغم سيادتهم البرلمانية والادارية- من هول الارهاب وتراخي قوات الاحتلال لهو اشد وطئة من الحرب المعلنة على لبنان من قبل اسرائيل، ولكن عزاءنا هو ان كلا الشعبين هما من سنخ واحد وفي محنة واحدة ولذلك هما خارج الحمية العربية ومقاييس حقوق الانسان التي تدعيها الحضارة الانسانية العجيبة.
https://telegram.me/buratha