المقالات

قرار مقتدى بحل جيش المهدي ..مناورة وكسب للوقت ودعاية اعلامية

1358 15:28:00 2008-08-09

( بقلم : د.صباح حسين )

ينطوي القرار الاخير الذي اتخذه مقتدى الصدر بحل جيش المهدي وتحويله الى منظمة ثقافية على عدة امور واحتمالات ابرزها ان صح التعبير اعتراف مقتدى بهزيمته وعدم جدوى الاستمرار بالتمسك بتشكيلات جيش المهدي التي باتت تشكل عبئا كبيرا عليه ,بعد ان تحولت في الاونة الاخيرة الى عصابات للسلب والنهب والسطو المسلح والاعتداء على المواطنين مما جعل شعبية مقتدى والتيار تتاكل الى حد كبير ,فضلا عن الصراع الكبير والحاد والذي نشب بين مجاميعه المسلحة في العديد من احياء العاصمة بغداد التي كانت خاضعة لهيمنة ونفوذ هذه العصابات المسلحة بشان تقاسم اموال الخاوات والاتاوات التي كانت تحصل عليها من المحلات التجارية في هذه المناطق ,

حيث كثيرا ما كانت تندلع اشتباكات عنيفة وعمليات اغتيال متبادلة بين هذه المجاميع بشان الايرادات .ولم تفلح جهود مقتدى في الحد من هذه النزاعات بالرغم من الاوامر العديدة التي اصدرها بشان وضع حد لهذه النزاعات والاشتباكات المسلحة وانهائها .كذلك فان فشل عناصر جيش المهدي في المعارك الاخيرة التي شهدتها مدينة الثورة ومحافظة البصرة على اثر العمليات الامنية التي نفذتها الحكومة في هذه المناطق قد ضعضعت وضع جيش المهدي الذي فقدت عناصره قابلياتها القتالية وبشكل كبير وشعورها بالهزيمة وعدم قدرتها على مواجهة القوات الحكومية مما دعاها الى الانسحاب والتواري عن الانظار .

ناهيك عن ان الكثير من القيادات المهمة في جيش المهدي قد هربت خارج لعراق نمنذ مدة طويلة مما ترك فراغا قياديل كبيرا بالنسبة لجيش المهدي لم يكن تعويضه بالامر السهل ,,خاصة وان قيادات جيش المهدي التي حلت محلها كانت غير قادرة على ملء الفراغ مما جعل جيش المهدي يغرق ويهتهاوى بسهولة على عكس ما كان يتوقعه مقتدى الذي كان يراهن على صمود هذه العناصر وقدرتها على المواجهة من اجل فرض شروطه وهيمنته على الساحة السياسية في البلاد .وهذه الاسباب والدوافع ليست وحدها كافية لتبرير قرار الحل فمن المؤكد ايضا ان مقتدى قد اراد المناورة وابعاد عناصر جيش المهدي عن الانظار والملاحقة على اثر الضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها في الاونة الاخيرة وعدم قدرتهم على الافلات ووقوع اعداد كبيرة منهم في قبضة الاجهزة الامنية .مما جعل مقتدى يفكر بوسيلة لصرف الانظار عنهم وعدم قيام الاجهزة بملاحقتهم فكان قراره هذا بالاعلان عن حل جيش المهدي والقاء السلاح .ومن المؤكد ايضا ان قرار الحل هذا هو مجرد قرار ظاهري وان عناصر وقيادات جيش المهدي ستبقى موجودة وفي ايديها السلاح لحين عودتها لاحقا في الوقت الذي تراه مناسبا وهي خطة اشبه بخطة صدام للتخلص من ضغوط المجتمع الدولي للتخلص من اسلحة الدمار الشامل التي كانت موجودة لديه من خلال اعلانه في وسائل الاعلام عن تخلصه منها في الوقت الذي كان يحتفظ فيه بالمعدات والعلماء لديه .من المؤكد وليس بعيدا عن اذهان مقتدى ومعاونيه تلك الخطة من خلال الاعلان عن تفكيك وحل جيش المهدي في الوقت الذي يتم فيه تشكيل خلايا سرية مسلحة تحتفظ باسلحتها وجاهزة للعمل في وقت من اجل تخفيف الضغط عليها ولاشعال الحرائق والدخان في وجوه الجميع .

ومما لاشك فيه ان قرار الحل هو في الواقع مناورة اكثر منها امرا واقعيا من اجل جس نبض الجميع ومحاولة للعودة الى قلب المسشهد من جديد ,حيث ان مقتدى قد رفض في وقت سابق الاعلان عن حل تشكيلات جيش المهدي بعدما طلب منه المجليس السياسي للامن الوطني كشرط للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات فما الذي تغير الان .

من المؤكد ان شعور مقتدى بالضعف وتاكل رصيده وشعبيته لدى الشارع العراقي عوامل ما زالت تقلق مقتدى ومن هنا اخذ يضع الخطط لترميم هذه الخسائر وتعويضها من جديد ولكن عبثا فالجرائم التي ارتكبها جيش المهدي والتجاوزات السابقة امور قوضت مكانة جيش المهدي وزادت من نقمة وسخط الجماهير وابناء الشعب العراقي عليه وترحيبهم الحار وفرحتهم الكبيرة بزواله وهزيمته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله بن محمد الصفواني
2008-08-09
من المعيب أن نخاطب الشهداء الأحياء بهذه اللغة النابية . والتي خوطب بها والد السيد مقتدى ثم غير المخاطبون خطابهم لتلافي الضرر ربما كان الأمر وراثة فالمرء يحفظ في ولده ولعل خزان الحقد على الصدر الشهيد لا يزال يغلي على أبنائه حقداً وحسداً
عبد الرزاق السعيدي
2008-08-09
يااخواني مقتدى الصدر يتخبط منذ وقت طويل وليس الان، فهو مرة يدعو الى القاء السلاح، ومرة يدعو الى المقاومة، ومرة يصف الحكومة بالعميلة ومرة يدعو الى التعاون معها. هو لايعرف ماذا يريد، ولايدرك ولايفهم حقائق السياسة، كنت اتمنى ان يلتزم بكلامه ويتوجه للدراسة الحوزوية ويخلص الناس من المشاكل والكوارث التي تسبب بها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك