بقلم : ولاء الصفار
وأنا أتجول بين ثنايا مكتبتي وقع بصري على مجلة(ألف باء) قديمة، فدفعني فضوليإلى قراءتها والإبحار بمواضيعها التي أسهبت في حب القائد !! والتغني بمواقفهالبطولية..!! ومنجزاته العظيمة!!!، وبمقالاتها التي أغدقت في تملقها المفرط،وبصفحاتها التي ملئت بصوره، وما خطته الأقلام المأجورة التي اعتادت تزييفالحقيقة مقابل حفنة من دنانير القائد وكرمه الشهير لأتباعه،- الذي وصل إلى حدقطع اللقمة من أفواه الجياع واعطائها لمن يكتب بحقه ولو بيتا من الشعر!!.استوقفني عنوان كبير ألفيته على واجهة إحدى الصفحات وهو (التسعيرة والعفووالتعددية الديمقراطية) وكان عنوانا لحوار أجرته المجلة مع المدعو(عبد الرحمنالدوري) مدير الأمن العامة للعاصمة بغداد آنذاك، ولا غرابة ان يبدأ الحديثبالتمجيد والتبجيل لشخصية القائد الفذة..!!ومنجزات انقلاب 17 تموز!!! التي-حسب قوله- انها أحدثت نقلة نوعية للمواطن العراقي من حالة الظلم والجور التيعانى منها في العهود السابقة إلى حياة تسودها الرفاهية والسعادة والطمأنينةوالاستقرار، وتخليصه من الإرث المظلم الذي خلفته القوى الامبريالية!!.وراح الدوري يتصنع العبارات الرنانة التي ترفع من شان القائد الضرورة ومواقفهالبطولية -على حد تعبيره- ليس على مستوى العراق بل على مستوى الوطن العربي!!!مرورا بما أسماه انجازاته التي كانت في مقدمتها (الديمقراطية الجديدة!!)والتي انبثقت منها انتخابات حرة نزيهة!!! لأعضاء المجلس الوطني (الكارتوني)،مؤكدا (على حد تعبيره)على ان هذه الخطوة هي بداية لرفع الحيف عن المواطنالعراقي!!!، وتابع المسؤول السابق كلامه قائلاً(ومن خلالها يمكن تأشير الظواهرالتي من شانها ان تؤثر في نفوس الآخرين وتشخيصها، والعمل على القضاء عليها،بالإضافة إلى رفع الحاجز بين المواطن والمسؤولين في الحكومة العراقية، وجعلالوضوح والصراحة لغة التعامل!!!).وهنا، توقفت قليلا ورفعت بصري وتركت المجلة جانبا وساءلت نفسي، هل كان لهذهالمنجزات وجود على ارض الواقع أم لا؟!! وفعلا، عندما راجعت دفتر مذكراتي لأبحثعن المنجزات التي حققتها تلك الديمقراطية الصداميةالمزعزمة، وجدت ان هذهالديمقراطية قد حققت للشعب العراقي الكثير من المنجزات!! منها انهيار اقتصادالعراق وانخفاض قيمة عملته الوطنية، بالإضافة إلى تردي الوضع المعاشيللمواطنين العراقيين، وتحويل ارض العراق إلى مقابر جماعية، ووضع أبناء العراقالشرفاء تحت الارض أو خلف القضبان، وازدياد أعداد الأرامل واليتامى والمساكين،وتهجير وإبادة اتباع أهل البيت عليهم السلام لا لذنب سوى ولائهم ومحبتهملائمتهم سلام الله عليهم، وغيرها من المنجزات التي لو أردت ان أعدها لجفالمداد دون التمكن من تدوينها كلها.وبينما أنا كذلك تذكرت بان مسؤولينا في الحكومة العراقية الشرعية قد وعدوناأيضا قد حاولوا جهد الإمكان تطبيق ديمقراطية حقيقية على ارض العراق طيلةالفترة التي أعقبت سقوط الطاغية، ولكن للأسف كان الذي ساعد ذلك الطاغية علىظلمنا وهم ألأمريكان يقومون اليوم بنفس الظلم ولكن بديمقراطية حقيقية هذهالمرة من خلال مخطط لإفشال عمل الحكومة وإظهارها بمظهر العاجز حتى تجيء بمنتريده محققا لأهدافها، فقامت بكل ما تستطيع من جهود لجعل الوضع متردياً منالناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية، وانتشار ظاهرة القتل على الهوية،ومحاولة إبادة اتباع أهل البيت عليهم السلام، فضلا عن سرقة أموال العراق بوضحالنهار من قبل أناس يدعون الوطنية، وغيرها من المنجزات التي تكتشف يوما بعديوم.إيه يا عراق؟!! ما أشبة اليوم بالبارحة، ولكن يبقى معنا إيماننا بالخلاصوالنصر لإن الله ناصر المؤمنين وإن طال الزمناشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha