( بقلم رائـــــــد محمــــــــــــد )
في تفسيرات الوضع السياسي الراهن في العراق المعقد للربط الجدلي مابين الاحتلال والتحرير في العراق وما يدور في ساحته من قتل ودمار وترهيب,
هذا الجدل الأفلاطوني أصبح العقدة في منشار الجميع سياسيين ومحللين وكتاب ومثقفين ومواطنين مما أدى ذلك إلى انسياق الجميع وراء أفكار غريبة ودخيلة على المجتمع العراقي المسالم بطبيعته وأصوله والبعيد عن فكرة التكفير والتقسيط والقتل منذ أن وجدت الدولة ألعراقيه في عشرينيات القرن الماضي,
الأمر لايتعدى خلط في المفاهيم في الفهم للعقل الجمعي للمجتمع العراقي في تفسير مايجري ألان في العراق هل هو إرهاب آو مقاومه أو أحتلال أم تحرير أو غير ذلك من الأمور الدخيلة على هذا المجتمع, أن تعليقا كتبه المحلل السياسي جاك مايلز في صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية يرفض فيه ذلك التعتيم الإعلامي الأمريكي المقصود الذي يقتصر على نشر تعداد القتلى الأمريكيين فقط ولا يشير إلى الأرقام الرهيبة لعدد الضحايا العراقيين.
لقد قارن جاك مايلز عدد الضحايا العراقيين والأمريكيين بحسبة ذاتية أجراها قياسا على نسبة ألقتلي لعدد السكان وخلص من ذلك إلى أن العراقيين يفقدون كل شهر ما يوازي ثلاثة أضعاف ما تعرض له الأمريكيون مرة واحدة في11 سبتمبر2001 رغم أن العراقيين لم يثبت اشتراكهم من قريب أو من بعيد في هذه الأحداث أو غيرها مما يهدد أمن أمريكا وأمن مواطنيها.هذا الأمر قد يجعلنا نتساءل عن نوعيه التعامل الأميركي في الحسابات التقليدية للاحتلال ومن خلال زاوية إنقاذ الشعب العراقي من براثن اعتى دكتاتوريات العالم , الإدارة الأمريكية أن تتغاضى عنه لخدمة أهداف أخرى لا علاقة لها بذرائع غزو العراق أو التدخل في لبنان أو إطلاق التهديدات ضد سوريا وغيرها من الدول العربية وهذه الأهداف التي تتلاقى مع مقاصد ورغبات لوبي المصالح السياسية والاقتصادية في واشنطن تبدأ بدعم وتقوية ألكيان الصهيوني وتمتد إلى احتكار السيطرة على النفط العربي والتحكم بأسعاره لكي تتمكن أمريكا من التحكم في الاقتصاد العالمي والسيطرة عليه!
لو رجعنا قليلا إلى الوراء لوجدنا أن السيد كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أبان الغزو الأميركي للعراق يقول((إن غزو العراق سيتيح للولايات المتحدة الأمريكية فرصة "إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالحها)) هذا ينسف نظرية التحرير الذي ذهبنا أليها في بادئ الأمر وكنا نصفق ونراهن على العامل الزمني في حل هذا الاشتباك الفكري في عدة فرضيات تنؤ تحت وطاءه تفكيرنا بكيفية الخلاص من كابوس الدكتاتورية بأي ثمن وهذا الخلاص ألان يؤدي بنا إلى أنفاق مظلمة ليس بها أي بصيص أمل أو نور في أخر النفق مما يؤدي بنا إلى فوضى فكرية مرة أخرى بين إفلاسنا من أحلامنا كعراقيين في بناء بلدنا وبين حيرتنا من أمرنا في كيفية أدارة ألازمه والتخلص من الكابوس الأميركي,
أن أهم الخطوات اللازمة لإنجاح أي مشروع مهما كبر وصغر هو التخطيط السليم والمنطقي لما بعد الخطوة الأخرى والتي تعتبر المتممة لها في سياق المنطق الطبيعي للأمور لكن المشكلة والمصيبة الكبرى التي جاءت بها أميركا إلى العراق هو اللا تخطيط وترك الأمور على عواهنها وجعل العراق ساحة ((سوق هرج)) لكل من دب وهب بينما كانت تحمل مشاريع لما بعد الحدود ألعراقيه مثل سياسة الاحتواء للازمة الايرانيه وقربها من المناطق الساخنة المطالبة بإصلاح منهج تفكيرها للسعودية وهذا بحد ذاته كان كارثة للعراق والاعتراف الكامل للسيدة كوندليزا رايس ((بان الاميركان ارتكبوا ألاف الأخطاء الإستراتيجية في العراق)) لذلك فان الأساس الخاطئ للتحرك على العراق من خلال المنظور الأميركي والاكتشاف المفاجئ لتركيبة وميول العراقيين في مراحل الانتخابات البرلمانية التي جرت لمرتين وصعود التيارات الإسلامية الشيعية بقوة وبأغلبية تصل إلى النصف أو أكثر أذا أخذنا بنظر الاعتبار التزوير الذي الذي حصل في حرمان الائتلاف العراقي الموحد من 10 مقاعد كان يستحقها إضافة لما حصل علية هو الذي يجعلها تتخبط وسط هذا الركام من المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق لان التخطيط لم يكن سليما ولم يكن ميالا للتنظيم والتخطيط بل كان عبارة عن رؤية هدف بشكل مشوش وغير مدروس ولا أبالي في مصير ديمومة العراق كدولة وككيان وكشعب ,قبل الغزو الأميركي للعراق قال كولن باول موجها كلامه لهيئة الأمم المتحدة((عندما نحس بضرورة أمر ما، فأننا سوف نقود قوانا إليه، حتى وإن لم يكن هناك من يتبعنا))هذا التكتيك السياسي الذي اتبعته أميركا في قضية العراق وهو وجهة النظر الرسمية لسياسة الخارجية الأميركية ولم تكن لساسه البنتاغون وجنرالاتها لنفهم مدى رؤيتها السطحية لملامح السياسة الخارجية والأمر عندما يتعلق بمثل هذه الجهات الدبلوماسية وبهذا الفكر ستقودنا الإمبراطورية الأميركية فأننا بالضرورة واسقاطيا سوف نعرف لماذا تتخبط أميركا بالمشروع العراقي السياسي والعسكري ومدى الفشل الذي وصلت آلية في معالجة الأمور والتفتيش الدائم لها عن أسباب لتعلق عليها هذا التخبط وجدت من المناسب الهروب إلى الأمام وترك المشاكل العالقة دون دواء شاف لهذا الإخفاق وتبرير ذلك في اتهام كل من لايريد لهذه السياسة أن تنجح في العراق بزج السياسة العراقية والعلاقات العراقية في أتون هذا الفشل مع انسياق كامل للساسة العراقيين في أصل المشكلة وعدم مصارحة الشعب بفشل الاميركان لان العزة الأميركية لايمكن أن تعترف بالآثم والخطاء الكبير الذي ارتكبته إزاء الوضع العراقي فلم نجد سياسيا عراقيا يمكن أن يأخذ مقود السفينة ليقول لأميركا وغير أميركا كفى تخبطا أننا أحق في قيادة بلدنا منكم وهذا هو أساس واس المشكلة.
ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو الشعب العراقي الذي يرى يوميا مئات الشهداء من أبنائه مضرجين بدمائهم وآلاف المجازر تحدث هنا وهناك والفاعل دائما المجهول أو أصحاب النظريات التكفيرية والصداميين ومن يرعاهم من داخل العراق وخارجه والاحتلال الذي هو المسئول الأول والأخير عن امن العراق والعراقيين لايحرك ساكنا بل نشاهده يوميا يغرق في دوامة الشبهات مادام هو اختار أن يُبقى الملف الأمني يداعب أصابعه القذرة المتشحة بدم العراقيين الزكي,ولكن نبقى نطرح السؤال للجميع ... هل مازالت جدلية الاحتلال أم تحرير تداعب مخيلتنا؟الجواب مفتوح على مصراعيه للجميع....*كاتب عراقي مستقل
https://telegram.me/buratha