المقالات

هل ستنقلب الرئاسة على البرلمان؟!

1329 13:53:00 2008-08-18

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

رغم التقدم الكبير والواسع في العملية السياسية، فلا زال العراق في صدارة النشرات الاخبارية لما له من ثقل في المنطقة والعالم ولما يلعبه من دور اساس في الخارطة الشرق اوسطية، ولم يعد خافياً ما تتعرض له الحكومة والبرلمان من ضغوط غير مبررة لايصال البناء الوطني الى طرق موصدة وهذا متات أما من ضغط الثقافة القديمة الموروثة، او بسبب ثقل الواقع الذي يحاول سحب المكونات العراقية في اتجاهات متضادة لخلق فتنة قومية بعد ان فشلت القوى الظلامية في اشعال الفتنة الطائفية، اذ ان الخارطة المطروحة لهذه الاتجاهات تحاول تأزيم مشكلة كركوك واعطاءها ابعاداً قوميه من خلال تكتيكات خبيثة لرفع درجة حرارة ملف المدينة، وبالتالي فان التجربة العراقية ظلمت كثيرا ممن ينظرون اليها بسوداوية كونها لا تنسجم مع تطلعاتهم، في الوقت الذي نشهد فيه اجماعا وطنيا للحفاظ على هيبة الدولة وتسييد القانون ودعم واسناد الحكومة، فان ثقافة التسامح تعد قيمة جوهرية في العلاقات وهي اسلوب تقدير التنوع للمفاهيم والآراء وطرق ممارستها بانساقها الصحيحة، كما انها انسجام في الاختلاف القائم في العدل ونبذ التسلط وقبول الآخر، التي لا تنشأ بمقتضى امر معين مرحلي لكنها تنبع من عقلية واسلوب ذاتي تتمظهر في سلوكيات الفرد والجماعة، لذا فالتسامح قد اصبح في فضائنا العراقي ضرورة وحاجة، وعليه فالحوار والتواصل ثقافة منطلقها الفرد وهدفها الجماعة لاقامة علاقات التواصل في البنية المجتمعية للوصول الى مراتب متطورة في التعايش وقبول الآخر لتشكيل الاطار الصائب لدفع المشروع الديمقراطي نحو التعدد وتهيئة الجو العام نحو مسارات تغييرية حقيقية لمنع التدافع القومي والمذهبي وضمن الآليات الديمقراطية.

اننا نعتقد ان المناخات الجديدة تحمل الحكومة مسئولية مضاعفة لتأخذ دورها الطبيعي في التعاطي مع جميع الملفات العالقة باعتبارها حكومة منتخبة وممثلة للعراقيين، كما يتوجب عليها اعتماد محورية اساسها احترام موارد الدستور وعدم تجاوزها واعطاء الصلاحيات الواسعة الى المجالس التي هي مسئولية الحكومة والوزارات، فان ممثلي الشعب في البرلمان والمجالس هم الاقرب الى الجماهير وتشخيصهم الاولويات، وبالتأكيد سيكون ذلك نابعا من صميم الارادة الوطنية وضرورات المرحلة، فضلاً عن توسيع الصلاحيات التي اقرها الدستور للعراق الجديد كونه ضماناً اكيداً لسلطة البلد من الرجوع الى الحالة الرئاسية التي قادت العراق الى مآس لا زال يئن من آثارها التدميرية، لذا فان تدعيم بناء دولة المؤسسات الدستورية مورد مفروغ منه دستورياً وهي الخطوة الاساس على صعيد البناء الوطني الديمقراطي للعراق البرلماني الفيدرالي التعددي الدستوري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك