المقالات

عندما تسقط الاقنعة

2177 07:04:00 2006-07-21

( بقلم بهاء صبيح الفيلي )

اليوم  اود ان اتحدث عن قضية لا تخص العراقيين والعراق , وهي قضية لبنان وتعليق على مايدور هناك , وانا اقرأ واستمع لتعليقات وتحليلات بشأن الوضع في لبنان , ونحن نحترم جميع الاراء بغض النظر عن تباين او تطابق الاراء معهم , ولكن الذي احزنني ان تزور الحقيقة من قبل البعض , وتأليب بعض الكتاب والمحللين السياسيين الناس على الحق والحقيقة موهمين المستمعين والقراء ببطلان الحق والحقيقة . ان اسرائيل دولة قائمة على المساعدات الامريكية ومنفذة للسياساتها , ويمكننا القول ان القوات الاسرائيلية جزء من التها العسكرية والتي تستخدمها عندما لا تريد ان تحشر اسمها في اي اعتداء بربري على دول المنطقة .

ان العرب المهزومين من الحروب التي دارت بينهم وبين اسرائيل وبعد حرب عاصفة الصحراء وكجزء من الوعود الامريكية للعرب على دعمهم لتلك العاصفة التي دمروا بها البنية التحتية للعراق والته العسكرية دون المساس بالنظام الدكتاتور , فكانت مفاوضات مدريد والتي اثمرت لأتفاقية سلام اوسلوا عام 93 والتي بموجبها تعيد اسرائيل الاراضي التي احتلتها عام 67 للفلسطينيين , ولقد شهدنا مدى حرص اسرائيل على التنصل من هذه الاتفاقية والتي بعدها ابرمت اتفاقية ما يسمى بخارطة الطريق والنتيجة كانت جدار عازل يقتطع جزئاً كبيراً من الاراضي المحتلة عام 67 , وخلاصة القول انه ليس هناك حق وحقوق للفلسطينيين وغير الفلسطينين عند اسرائيل لأنها وبصراحة شديدة لا تستطيع اسرائيل التخلي عن اي شبر احتلتها بالقوة , ولأن هذه الاراضي بنيت عليها مستوطنات ومشاريع زراعية وصناعية وسكنها يهود قادمين من روسيا واثيوبيا وغيرها من الدول , وهؤلاء يشكلون ثقلاً انتخابياً وسياسياً وعسكريا في اسرائيل .

مايهمنا هي العملية التي قام بها حزب الله واختطاف جنديين اسرائيلين ورد الفعل البربري من قبل اسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كما يحلوا لبعض الكتاب ان يصفوها , في الحقيقة قبل فترة ليست بالطويلة سمعت خطاب لحسن نصر الله على قناة المنار اللبنانية والتي وعد بها ان يقوموا بأختطاف اسرائيلين اذا لم تستجب اسرائيل لمطالبهم بأطلاق سراح الاسرى والمعتقلين من اللبنانيين  , وهاهم نفذوا وعودهم واسروا جنود اسرائيليين , وانهم يقاومون اقوى قوة عسكرية في المنطقة ويردونهم على اعقابهم ويكبدونهم الخسائر التي لم تستطع جيوش الاعراب ان يكبدونها في حروبهم التي لم تؤدي الا الى فقدان اراضيهم وتقوية اسرائيل , فالحقيقة واضحة كالشمس , اسرائيل تقصف المدنيين وتدمر المباني السكنية وتحول كل شيء الى ركام وحطام , اين دور الامم الصامتة من كل ذلك اين دور مجلس الامن في اخماد النزاعات والدفاع عن المدنيين , اين الاعراف والقوانين , لا بد ان لهذه الامم الصامتة دور خامل كالغازات الخاملة لا تتفاعل ليس لها دور في التفاعلات , وحسبها انها موجودة ولها اعلام ترفرف في نيويورك .

اسرائيل غير ملتزمة بأي قانون صادر من مجلس الامن او من الامم الصامتة , لأن وبصراحة اسرائيل غير صامتة وزعيق اسلحتها تصم الاذان , وهذه الامم اغلقت اذانها لكي تزيد الطين بلة لكي تكون  صامتة ولا تسمع .

واما الدول العربية شعوباً وحكومات فقد سقطت اقنعتهم وبانت وجوههم الحقيقية فبعدما كانوا ينادون بالقومية والدين والان ينادون بالسلام , ولكن اي سلام ينشدون سلام الاردن والفلسطينين مع اسرائيل والتي بموجبها حولت احتلال الارض الى استأجار الارض اي بمعنى اخر تغير العنوان فقط , واتفاقيات اسرائيل مع الفلسطينيين ذهبت ادراج الرياح , والحقيقة ان الفلسطينيون والاردنيون يستحقون ما يجري لهم لأنهم غير منصفين مع الاخرين وخصوصاً مع العراقيين فوقفوا موقفاً معادياً على طول الخط وساندوا النظام الدكتاتوري ويقفون الان مع الارهاب في العراق ولذلك لا اود ان يفهم القاريء كتابتي هذه دفاعاً عن الفلسطينيين والاردنيين بقدر ماهو تبيين الحقائق , والسعودية منبع الوهابية لم يجدوا هناك شيئاً يبرروا جبنهم وخيانتهم الا اتهام حزب الله بأن هو الذي اشعل الفتيل بعد ان صرحوا بأن عملية حزب الله مغامرة غير محسوبة , ونسأل السعوديين شعباً وحكاماً ماهو الحق وماهو الباطل ان يقتل العراقيين الابرياء على ايدي ابنائكم الذين ضاقت بهم الارض من فسقهم وشرورهم ام مقاتلة الصهاينة , الزيف القومي والطائفي العربي يدعوا لقتل الشيعة في العراق ولبنان وفي اي مكان وتحجيمهم وسلب حقوقهم وارادتهم حتى ولو تحالفوا مع اسرائيل , والموقف العربي المتمثل بالجامعة العربية نشم منها رائحة نتنة رائحة التواطيء والخيانة ضد ما يدعون به , وهذه الرائحة النتنه لا تفوح بها الحكام فقط بل الشعوب ايضاً , فالتونسي الطائفي يذهب الى العراق ليفجر نفسه في سوق للخضار ويقتل النساء والاطفال , الباعة والمتسوقين , وكذلك الجزائري والمغربي والمصري والسوداني واليمني والسعودي والسوري الذي يترك الجولان ويأتي ويخطط مع عصابات الارهاب والفلسطيني الذي يقبض ثمن الخيانه من الاسرائيليين يأتي للعراق ليفجر موقف تجمع العمال والاردني اللئيم الذي يندس من قبل مدارس المخابرات الى العراق ليصنع منه الاحتلال الامريكي بعبعاً يخيف به الابرياء العراقيين , هؤلاء هم العرب الذين يغرقون في بحر الطائفية والعنصرية هؤلاء العرب الذين نزع (بضم النون) اقنعتهم من قبل حزب الله .

 ايران تساند حزب الله , اقولها نعم انها تفعل ذلك وهذا شرف عظيم للأيرانيين فالمعركة ليست مع ايران وحدها وليست ضد سورية بل ضد كل من يريد ان يكون له كرامة وذات , العرب تخلوا عن كرامتهم وعلقوها في كامب ديفد ومدريد واوسلوا وواشنطن , دخلوا اسرائيل نازعين ثوب الكرامة والذات . واما ما نسمع عن معادات القاعدة اللعينة لامريكا واسرائيل فأنها محض كذب وترويج ضد الاسلام والمسلمين , سنسمع يوماً ان افراد من القاعدة يقاتلون مع الاسرائيليين جنباً الى جنب ضد الشيعة في لبنان كما الان يقاتلون الشيعة جنباً الى جنب مع الامريكان . عندما تسقط الاقنعة يتكشف وجوه بشعة اختفت خلفها عقوداً وعقود , وعندها يظهر حيوانية هذه الوجوه المتوحشة التي اختفت خلف ديناصورية التفكير المهندس بهاء صبيح الفيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك