المقالات

الفوضى الخلاقة والارادة العراقية

1261 16:23:00 2008-08-27

( بقلم : علي الخياط )

ما لا يقبل الشك والريبة ان القوى الكبرى تضع لها استراتيجية معمقة قبل البدء بأي مشروع ودراستة من كافة النواحي والالمام بكل ماله شأن بذلك. وأكيد ان القوات الامريكية قبل الدخول الى العراق واسقاط نظامه البعثي قد وضعت خطة لما بعد (سقوط النظام) ولم تكن الاحداث ناتجة عن فوضى كما يحاول البعض وصفها والفوضى الخلاقة او البناءة مصطلح ادرجته الادارة الامريكية وعلى لسان كبار مسؤوليها لموازنة سيطرة الاحزاب الاسلامية عن طريق الديمقراطية التي يداعي بها المسؤولون ونقيضتها الفوضى الخلاقة، من اجل اسقاط هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة، عن طريق تغذية هذه الفوضى هنا وهناك وعن طريق جماعات مسلحة وعصابات منظمة وارهابيين تكفيريين وامدادهم بما يحتاجون من مال وسلاح وتوفير الحماية لاسقاط حكومة الاسلاميين المنتخبة؟

وما عمليات السلب والنهب والقتل التي حدثت بعد انهيار النظام البعثي ووقوف القوات الامريكية موقف المتفرج من هذه العصابات وتهديم البنى التحتية وسرقة منظمة للمصارف، كل هذا امام مرأى ومسمع القوات الامريكية لارسال رسالة الى المواطنين ألآ وجود للامن ولا حماية للممتلكات بعد حل المؤسسات الامنية وجعل البلد في فوضى لتنصلها (القوات المتعددة الجنسيات) عن حماية مؤسسات اركان الدولة وممتلكاتها.

وكما قال الكاتب صمويل هنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات (فجوة الاستقرار) في معالجته للنخبة السياسية التي تولد احباطاً ونقمة في اوساط المجتمع مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، فالاحباط الاجتماعي يولد المزيد من اللااستقرار اذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية وهينغتون يريد ان يصل الى أن التحديث السياسي او اللغة السائدة اليوم للاصلاح السياسي يرتبط بالاستقرار وهذه الحالة قابلة للانقياد اما نحو التكيفّ الايجابي او تحلحل البنية السياسية باكملها واستبدالها بأخرى.والان الحكومة المنتخبة امام مأزق الاستراتيجية الاميركية في الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين ،ومااختلاف وجهات النظر بين الساسة العراقيين والاتهامات المتبادلة بشأن السيادة وحقيقة الاتفاقية وبنودها الا تعبير عن مصداقية الفوضى التي ولدتها السياسة الامريكية لتحقيق اعلى سقف من المطالب التي تصب في صالحهم.وهنا

كثرت الطروحات وتشعبت، وادلى كل احد بدلوه ليشخص عيوب الاتفاقية الامنية واسباب الضرورات المحيطة بها حسب وجهة نظر الذي ادلى برأيه.. خطباء الجوامع والحسينيات وائمة الجمعة يطالبون بعرض الاتفاقية ومفرداتها على ابناء الشعب ، رجال السياسة اغلبهم يطالب بعرضها ، على الشعب ، اما المواطنون عموما فاختلفت اراؤهم ، منهم من يعتمد على البرلمان ، المنتخب في حل هذه المعضلة ، اخرون يرفضونها جملة وتفصيلا ، بعضهم يطالب بتثقيف المجتمع وإطلاعه على هكذا اتفاقيات ، وكما حدث في اغلب الدول التي عانت ما يعانيه العراق من وجود قوات اجنبية على ارضه، مرت اشهر على المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي ، ولم يعرف ابناء الشعب عنها غير ما يرد في الاعلام والذي يكذبه بعض الساسة على اختلاف انتماَتهم بأن ما يذكره الاعلام غير ما تذكره حقيقة الحقائق والوثائق في هذه المفاوضات ، الحكومة والبرلمان والمرجعيات السياسية عاجزة عن ايصال مفردات الاتفاقية الى الشعب ،وربما اقرار مثل هكذا اتفاقية دون ان يكون متوافقاً عليها من المكونات السياسية ، سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه ،خاصة و نحن نعيش في بلد التوافقات السياسية من اعلى رأس في الحكومة الى اصغر موظف في وزارتها ، فما الذي ينتظره القائمون على هذه الاتفاقية في الاعلان عنها وذكر تفاصيلها . جميع المواطنين في العراق يرغبون برحيل القوات الامريكية والاجنبية كافة من ارض البلاد ، جميع الطوائف والاديان لها نفس الرأي ،والجميع يطالب بتسليح القوات الامنية العراقية من جيش وشرطة وقوى اخرى تستطيع القيام بحماية المواطن والتصدي للارهاب والعنف ،واخيرا نقول ان كانت الفوضى الخلاقة منتجا امريكا فعلينا ان نؤكد ان الاعمال الارهابية والمسلحين الخارجين عن القانون ،والقاعدة هي جزء من هذا المنتج واستراتيجيته للعراق ومعنى الاستراتيجية :هي خطة عامة لتحقيق هدف معين في مرحلة معينة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك