المقالات

النسبة المالية للمشاريع وعلاقتها باالفساد الوظيفي

1229 14:49:00 2008-09-01

( بقلم : علي الخياط )

كثيرة هي الحكايات والامثال والعبر القديمة التي خلدها التاريخ وحفظها رغم انقضاء اعوام عديدة على زمنها ، الا ان الحاجة الى هذه الدروس القيمة والاستفادة منها دروسا وعبر لحياتنا حاضرا ومستقبلا خاصة في واقعنا المرير الذي نعيشه، ومن العبر القديمة التي شدتني اليها لقربها مـما يحصل الان في مختلف جوانب الحياة: يحكى ان تاجرا معروفا بالزهد والطيبة والاخلاق الحميدة ، يملك احد العبيد الذي يعهد اليه بأمور البيع والشراء الى غير ذلك من متطلبات هذا التاجر ، هذا العبد يدعى (خلبوص)و يملك دهاءا لا مثيل له في (اختلاس) اي شيء يعهد اليه من بيع وشراء، وجعل نسبته 50% معيارا لاي تعامل يكلف به. التاجر حسن لطيبته المفرطة يصدق ما يخبره به (خلبوص) من كساد البضاعة وتوفرها بالاسواق حين يراد البيع ، وقلة البضاعة وشحتها حين يراد الشراء، ليستفاد اكثر من عملية الشراء والبيع وهكذا يفعل في كل شيء.

طلب التاجر حسن ان يعمل له ختم خاص باسمه، فتجول التاجر مع عبده بالعديد من محال الاختام ، وحصلا على سعر الحرف الواحد وهو دينار لكل حرف فأمتثل التاجر، واعطى لخادمه مبلغ ثلاثة دنانير عن اجر كلمة (حسن) البالغة من ثلاثة حروف ،اخذ خلبوص يمر على اصحاب الحرفة الواحد تلو الاخر محاولا التقليل من سعر عمل الحرف، لانه لا يرضى ان يعمل عملا دون ان يأخذ حصته منه ، محاولاته العديدة لم تأت بنفع وكان السعر محدودا وبدون نقاش من الجميع، جلس خلبوص مفكرا بما يعمله،وحين اطال التفكير ،نهض مسرعا الى احد الحرفيين ليبلغه ان يعمل ختم بأسم (خس) تعجب صاحب الحرفة من هذا الاسم وتساءل يوجد احد بهذا الاسم؟فأخبره ان يعمل ما طلبه منه ، وحين خط الحرفي الحرفين اخبره خلبوص ان يتأنى فيما يضع نقطة حرف (خ) ليضعها على حرف (س) لتكون (حسن) بدلا من (خس) فأنذهل الحرفي من لؤم خلبوص ودهائه وعاد مسرورا الى سيده ليدفع له الختم.

ابتلينا بأمثال هذا الداهية في وقتنا الحاضر بـالذين اصبحوا كالمنشار الالماني او منشار الثلج (ماكلين) في الصعود والنزول يسلبون الاموال بدون وجه حق. ،يستغلون مناصبم ووظائفهم للضغط بأتجاه حصولهم على المشاريع وتنادر التجهيز والمقاولات ،اضافة الى الكثير من عمليات الفساد الاداري والمالي التي يقومون بها ،ويشرفون على ابسط حيثياتها ،كل هذا يحدث دون ان يتركوا خلفهم أي دليل لادانتهم ،ويخرجون مثل الشعرة من العجين من أي عارض او شك يمسهم ،هؤلاء الذين ارتضوا ان يكون المال والسحت الحرام من اولوياتهم ،غير ابهين بالامانة التي وضعت على اعناقهم اوشرف المهنة الواجب احترامه،المطلوب من الشرفاء من اصحاب الشركات والمقاولين ورجال الاعمال الذين رضخوا الى من ساومهم على النسبة التي وصلت احيانا الى النصف ،بكشف هؤلاء المرتزقة السارقين وفضحهم على الملأ ليكونوا عبرة لغيرهم من المرتشين ،والمساومين ولانهم محال ان يتركوا ما تعلموا وتعودوا عليه ،ولن يردعهم احد اوضمير ، الا قبضة الحديد التي تفيقهم من ظلمهم وجبروتهم ،والله يمهل ولايهمل ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك