( بقلم : محمد مهدي الخفاجي )
عندما نبدأ بالتأريخ الحديث ولا اريد العودة الى أبعد من ذلك وأبدء من ثمانينيات القرن الماضي اول شيء تعلمناه في المدارس كأطفال – بلاد العرب اوطاني – ورددناه ورددناه وبدءت الحرب مع ايران بعد تهور الطاغية ودخوله اراضيهم تعلمنا ورددنا – الدفاع عن البوابة الشرقية لوطننا العربي الكبير - .احترق الاخضر واليابس في جنوبنا الحبيب وتقتل ابنائنا المقاتلين دفاعا عن البوابة الشرقية ويسقط اهلنا الامنين بفعل القصف من الجانبين وتهدم ديارنا حتى انتهت الحرب ونحن نقبع تحت خط الفقر وقد فقدنا كل ما نملك اضافه الى فقدنا لاهلنا واخواننا وابنائنا وابائنا كل هذا دفاعا عن – وطننا العربي الكبير – الذي يجب علينا التضحية من اجله حتى غزا الطاغية المعتوه ارض الكويت الجاره وعاد لنا الكابوس نفسه فعادت اراضينا جبهة قتال و دمر ما تبقى منها وقتل من ابنائنا من لم يقتل في سابقاتها ونحن ما زلنا نردد – بلاد العرب اوطاني- .
بدأت الانتفاضة الشعبانية المباركة مع انهزام الجيش من الكويت واشتداد الحصار والجوع والحرمان ونحن نلعق جراحنا وما اكثرها حتى اعطي الطاغية الضوء الاخضر لقمع هذه الانتفاضة المباركة وبمساعدة ومباركة – بلاد العرب اوطاني –وعادت الحروب والدمار والمقابر الجماعية الى هذه الارض التي عانت ما عانت وهجر من هجر وقتل من قتل وسجن من سجن وهرب من هرب كما يقول المثل :- (عمر الشقي باقي) .
بعد هروب ابناء الجنوب العراقي وجدنا ان – بلاد العرب اوطاني – التي ضحينا من اجلها ما ضحينا قد اغلقت ابوابها بوجوهنا ولا من مصغي ولا من مجيب اما بلدان الكفر والالحاد التي قاتلناها وعاديناها هي من فتحت ابوابها لابنائنا المغلوبين على امرهم فانقلبت الموازين أ ين هي – بلاد العرب اوطاني – ولما في يسرنا هي اوطاني وفي عسرنا هي ليست اوطاني وماذا بلاد الكفر اصبحت اوطاني وفتحت ابوابها لابنائنا . يالها من مصيبة !!
بقينا نلعق جراحنا ثانية لا بل ثالثة ونحاول ان نستوعب هول الصدمة الكبيرة من – ذوي القربى في بلاد العرب اوطاني – فمن بقي في جنوبنا الحبيب عاش تحت نير ظلم وحصار وسرقة لنفطنا والاضطهاد والتنكليل ومن في الخارج عاش في غربة وذلة وطرق الابواب والبحث عن مأوى بسبب خذلان – ذوي القربى في بلاد العرب اوطاني – حتى يوم 9-4-2003م حينما سقط اعتى طاغية عرفه العالم انطلاقا من اراضي – بلاد العرب اوطاني – واذا – بذوي القربى – يبعثون بهائمهم المفخخة ويشرعون حدودهم لسرقة كل شيء وقتل وتفجير المدنيين في الشوارع والاسواق بحجة المقاومة للمحتل الذي مر عبر اراضيهم وانطلق من القواعد الموجودة على اراضيهم والاغرب من ذلك ليس فقط مواقف حكوماتهم الدكتاتورية المعروفة وانا مواقف – ذوي القربى في بلاد العرب اوطاني – فيهللون ويمجدون ويباركون ويبعثون التهاني في كل تفجير لانتحاري نتن يقتل ابناء شعبنا وقنواتهم الفضائية محرضة ومشجعة لموتنا وعلمائهم علماء السوء والتكفير يفتون بوجوب هدر دمائنا واموالنا واعراضنا والناعقون وراء كل ناعق تصدح حناجرهم عالية ممجدة بقتلنا مع كل هذه الصدمات من قبلكم وكل هذه التضحيات من قبلنا وكل هذا الاحسان منا وكل هذا النكران منكم ماذا تظنون منا يا عرب ان نكون بعد اليوم .....؟؟؟
اسال ولا انتظر جواب لاني على يقين انكم كما قال ربي جل جلاله :- (( في طغيانهم يعمهون )).
https://telegram.me/buratha