( بقلم : أحمد مجبل العراقي )
أعلم أنني كنت سأثير الكثير من ردود الفعل ضدي و ضد عائلتي حين أقترب من كشف حقائق بقيت طي ذاكرة شوارع مدينة الصدر الصابرة . و لكن بعد خروج عائلتي إلى خارج البلد و انتقالي إلى مكان داخل العراق أراه آمن لي من مكاني السابق تشجعت على الكتابة ، و هذه الكتابة ليس المقصود منها الطعن بأحد سوى مرتكبي مجازر و فظائع الطامة الكبرى فيها أنها كانت بعلم و دراية السيد مقتدى الصدر نفسه و كبار المسؤولين في الهيئة السياسية للتيار الصدري ، وهو ما دفعني لمراجعة بقائي عضوا في جيش المهدي ، الجيش الذي لم أكن يوما أتصور أنه سيتحول إلى ما يشبه عصابات همها الوحيد القتل و السلب و إرهاب الناس .
لن أتحدث في هذه الأوراق عن مقاتلة جيش المهدي لفلول القاعدة و التكفيريين فتلك معركة جررنا إليها رغما عنا و لضرورات لو صح التعبير يعرفها الجميع ، كذلك لن أتحدث عن فرض سطوة الجيش على المناطق التي كانت تحت سيطرته و تحييد الجهات الرسمية سواء الأمنية أو الإدارية . بل سأتناول فقط سلوكيات و أعمال مشينة ضد الأبرياء بل و بعض الصدريين أنفسهم لأسباب سأعرضها للقراء وقد قام بها جيش المهدي في عدة مناطق كنت على تماس مباشر معها بل و اشتركت فيها بصورة مباشرة أيضا قبل أن أراجع وضعي و انصرف نهائيا عن هذا الجيش الذي اعتبر نفسي أنني خدعت في الانضمام إليه تحت رعاية شخص لا يعرف شيئا عن كيفية القيادة و أعطيناه حجما يفوق حجه الحقيقي ، فمقتدى الصدر لم يقنعني يوما بأنه رجل صالح لقيادة ما تركه والده السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره من قاعدة شعبية واسعة بددها مقتدى بقرارات ارتجالية و تصرفات غبية و بعد عن القواعد الشرعية التي إن التزم بها الإنسان وفقه الله و هداه و أمده بالعون و القدرة و الثقة بالنفس . و بما أن النتيجة التي وصل إليها حال التيار هي مزيد من الانهزام و الضعة و الهوان و تشرذم و انشقاقات لها أول و لا يبدو أن لها آخر فيقينا أننا لم نسر بما يرضي الله و يرضي الإمام الحجة عجل الله فرجه .
كانت بداية التحاقي بجيش المهدي في شهر آب عام 2005 و كنت عندها قد قمت بزيارة السيد مقتدى . كان الوضع آنذاك متوترا جدا و لا أدري كيف قادني أحد الشيوخ إلى مكان مقتدى الصدر . كنت أحمل بعض الحقوق الشرعية البسيطة و استفتاءات عن قضايا شرعية واحد منها كتبته بنفسي لتوضيح المهمة الحقيقية لجيش المهدي ؟ هل نحن مطلوب منا المقاومة و كيف نقاوم المحتل ؟ هل عندما يدخل المدن أم حين يطوقها أم بمجرد وجوده في قواعد قريبة منا ؟؟ كانت الأسئلة بالنسبة لي على مبلغ من الأهمية . لأنني أعتدت التدقيق الصارم في فهم القضايا لا سيما التي تكون على جانب من الأهمية الشرعية . قلت لمقتدى الصدر أن الأخوة في المدينة لا يملكون فهما واضحا لكيفية المقاومة و هل ان الشرطة العراقية في حال دخولها مع الأمريكان مشمولة بحكم المحتل لنا ؟
خرجت و ليس لدي شيء جديد فقط قال لي إننا نملك حق الدفاع عن النفس و كلما يحدث تهديد لأنفسكم تكونون في واجب المقاومة ... هذا ما فهمته و أعيد عليّ من قبل أحد الموجودين بعد أن رآني ألح على المسألة . بعد العودة إلى بغداد وجدت أن سيارة مفخخة قد قضت على خمسة عشر شخصا من زقاقنا و أصيب والدي إصابة بالغة شافاه الله منه فيما بعد ، في تلك اللحظة وجدتُ نفسي احمل سلاح عائد لأخي و أتوجه إلى مجموعة السيد أبو علي في مكتب الشهيد الصدر ( هذا الرجل قتل في معارك مدينة الديوانية بعد أن ذهب ليقود عمليات إحدى المجموعات هناك ) . التحقت لنقل بشكل فعلي بجسش المهدي و كانت أول عملية اشترك فيها هي مهاجمة نقطة للجيش الأمريكي لكننا لم نصب سوى عجلة همفي بأضرار متوسطة فيما سقط بعض المدنيين الذين كانوا مجتمعين على جمبر لبيع السجائر و الحقيقة لا أعرف عددهم و لم يتم إذاعة الخبر في الفضائيات التي تابعتها تلك الليلة لغرض أن أسمع بعمليتنا و في داخلي مزيج من مشاعر الحماسة و الفخر بالإضافة إلى برودة الخوف و الرهبة من شيء لا أميزه بقوة و وضوح .
في الصباح التالي كان اشتراكي في العملية الثانية و الدافع لهذه العملية و أسبابها طويلة و متداخلة سأحاول اختصارها في الحلقة القادمة إن شاء الله .
أحمد العراقي
https://telegram.me/buratha