المقالات

مقتدى الصدر ...من حوار السلاح الى لغة الدم

1349 16:23:00 2008-09-06

( بقلم : د.صباح حسين )

مرة اخرى يجدد مقتدى الصدر اساليبه الاعلامية البدائية والمتخلفة في تحشيد الشارع العراقي لصفه من خلال دعوته الاخيرة الى انصاره بارسال برقيات البيعة الى الامام المهدي (ع) والتوقيع عليها بالدم في موقف يذكرنا بما كان يقوم به الطاغية المقبور صدام وبرقيات التناييد التي كان يكتبها المتزلفون له بالدم الذي هو بحكم النجاسة وقد حرمت الكتابة او الامضاء به كما هو ثابت ومعروف .

ان استغلال اسم الامام المهدي (ع) في امور سياسية كما يقوم بها الان مقتدى الصدر امر ليس بصحيح ويشكل اساءة كبيرة الى قضية الامام المهدي (ع) وقدسيتها ومعناها الكبير بالنسبة الى العالم الاسلامي والتي حاول مقتدى الصدر جعلها ممرا لتحقيق اهدافه الحالية التي تنصب الان في محاولة اعادة ترميم سمعته ومكانته التي تضررت كثيرا في نظر انصاره الذين اخذ قسم كبير منهم يراجع مواقفه وبدات حملات الانتقاد العلنية تطل براسها في العديد من المواقع الالكترونية والتي يطرح اصحابها الكثير من الاسئلة حول دور مقتدى في العمليات العسكرية الاخيرة وموقف مقتدى الصدر المتذبذب منهم من خلال دعوته اليهم بالقتال والدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات الحكومية ومرة اخرى دعوته لهم بالقاء السلاح وهذا الموقف المتذبذب جعل انصاره واتباعه في حيرة كبيرة دفعت ببعضهم الى انتقاده وتوجيه الاتهامات اليه بالتخلي عنهم وقت الحاجة واعلان قسم كبير منهم عن الانسحاب من تنظيمات جيش المهدي والتيار الصدري والقاء عدد كبير اخر منهم لاسلحته .

وهذه المواقف وسواها اثارت ارتباكا كبيرا لدى مقتدى الصدر وكبار مساعديه الذين باتوا يواجهون حرجا شديدا في مواجهة حملة الانتقادات تلك من خلال العجز الاعلامي الواضح والغموض الكبير الذي احاط بتصرفات مقتدى خلال الازمة التي احس خلالها اعضاء جيش المهدي والتيار الصدري بتخلي مقتدى الصدر عنهم باعتبارهم ورقة محترقة لم يعد بحاجة اليها مادامت تضر بخططه واهدافه المعلنة وغير المعلنة في السيطرة على العراق ومقدراته .محاولة مقتدى الصدر ترميم وضعه عبر اعادة نفوذه السابق على اتباعه من خلال استغلال قضية الامام المهدي (ع)في الترويج لافكاره عبر الادوات والاساليب السابقة التي كان يتبناها نظام البعث الصدامي والتي كان من بينها رسائل وبرقيات التاييد الممهورة بالدم والتي كانت تعكس اسلوب النظام الدموي وتعطشه الى الدماء وتكلمه بلغة وخطابات الدم التي يسير مقتدى على خطاها يوم امر اتباعه بقتل وتمزيق جسد السيد عبد المجيد الخوئي عندما فتك به اعوانه بعد يوم واحد من دخوله الى العراق على اثر سقوط النظام الصدامي البائد ورفضه تقديم الحماية له بعد استنجاده به ويوم قام مقتدى بتدمير مدن النجف الاشرف والثورة والشعلة والحلة والناصرية وذلك عندما جعلها عرضة لاعمال القتال والحرب ويوم جعل اكثر من الفي شاب ومواطن عراقي يفقدون حياتهم نتيجة لهذه المعرك والحروب الضارية التي اشعل فتيلها مقتدىتحت ذريعة واهمة وهي اخراج المحتل الامريكي من العراق وتجاهله لوجود حكومة شرعية ودستورية منتخبة وهي وحدها من يحق لها النظر في موضوع الاحتلال الامريكي في العراق .

ان قضية الامام المهدي (ع) والولاء له لاتحتاج الى الدماء كوسيلة للتعبير بل الى السلوكيات والقيم الانسانية الرفيعة التي تترفع عن لغة الحقد والعنف والدماء وليس عن طريق جعل الدماء مهورا وانهارا تسيل على ارض وادي الر افدين والتي كانها لم يكفها كل هذا الكم الكبير من سفك الدماء حتى ياتي مقتدى الصدر ليزيد اليوم من سفكها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحبوبي
2008-09-07
السلام عليكم دصباح والله متنا من الاساليب المتخلفة التي تقوم بها عصابات مقتدى في كل مكان ان كافة النجفيين والكربلائيين واهالي الفرات الاوسط جميعا يمقتون عصابات مقتدى الذين يعيثون فسادا
زيد علي
2008-09-06
ألدكتور صباح المحترم ...الف شكر لكتابتك في هذا الموضوع ...ومقتدى الخائب الهارب الغائب...قد قتل السيد عبد المجيد بتحريض من احمد الكبيسي الذي كان في النجف يومها ...(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) صدق الله العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك