المقالات

قراءة أولية في منهج القطيعة الصدري -2

1113 13:02:00 2008-09-07

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

يعرّف التيار الصدري على نطاق واسع كونه أتباع السيد محمد صادق الصدر الذي اغتاله النظام المقبور مع اثنين من أولاده . و الحقيقة أن التيار الصدري قبل عام 2003 و ليس بعده قد انقسم على نفسه و تجزأ إلى أكثر من ستة أجزاء و لكن ابرز أجزائه الموجودة حاليا هم أتباع مقتدى الصدر – أتباع الشيخ اليعقوبي أتباع محمود الصرخي .. فيما هنالك مجاميع صغيرة تبعت فيما بعد ما يعرف بالحركات المهدوية و السلوكية و بعض آخر ترك الولاء للسيد الصدر باعتباره مرجعا إفتائيا و قلد مراجع أخرى .

الغريب في التاريخ الإسلامي أن تيارات و حركات القطيعة تنشأ بشكل مشابه للكيفية التي نشا فيها التيار الصدري الحالي . و تنطوي كل هذه الحركات على أفكار قائمة على تقسيمات ثنائية لأصحاب المذهب الواحد أو المسلمين بشكل عام . و التيار الصدري يعتبر واحدا من أكثر التيارات الدينية التي أقامت فكرها على التقسيم الثنائي للطائفة . بل لم تقف عند حدود الطائفة المذهبية بشكلها العام و إنما غاصت إلى الفئات الخاصة كالمرجعيات فراحت تقسمهم إلى صامتين و ناطقين مع عبثية واضحة لدلالة هذا التقسيم و ما يحمله من رغبة حادة في إقصاء الآخر و شرذمة الملة الواحدة ، و إلى الساسة من مذهبها فقسمتهم إلى موالين للمحتل و موالين للمقاومة مع أن جميع القوى و الأحزاب السياسية رفعت شعار المقاومة بصيغتها السلمية أي صيغة استرداد الحقوق عن طريق العمل السياسي و الصدريون أنفسهم أظهروا إيمانهم بهذا الطرح العقلاني و لكنه إيمان لم يؤثر لا على خطابهم و لا على طريقة تفكيرهم . و بهذا فقد كسب الحزب الصدري أعداء كثيرين و لكن في نفس الوقت جذب بعض المتعاطفين معهم ممن ليسوا بالضرورة قريبين من طرحهم الفكري أو سياقهم المذهبي العام بل يمكن القول أن تلك الجهات رأت في حركة مقتدى الصدر خير عون لها على الجهات و الأحزاب السياسية و القوى الوطنية التي رأت من الصعوبة هزيمتها أو إقلاقها و إعادة المعادلة الظالمة السابقة ، فكان تيار مقتدى الصدر خير من يمثل الأداة المستقلة التي يمكن الضرب بها من الداخل لهز وحدة الصف الشيعي خاصة . إن الصدريين ينهجون نهج القطيعة مع محيطهم المذهبي و البيئة الاجتماعية التي يفترض أن تتواشج صلاتهم معها ، و بهذا يعيدون أخطاء بعض الجماعات التي ظهرت في البيئة الشيعية و لجأت إلى قطيعة من الذات فأدى هذا المسلك إلى إعادة صياغة الأفكار المذهبية نفسها و جعلها في نهاية المطاف ملفوظة خارج النطاق الشيعي ككل .

لا يمكن بعد كل هذه السنوات تبرير مواقف و سلوك الصدريين بقلة التجربة و المراهقة السياسية و الغباء لقيادات الحزب الصدري ، بل لا بد من النظر في تشريح العقلية الصدرية و خلفيات تكوينها و كيف وصل الحال إلى ما وصل إليه من انهيار مقومات عرفية و أخلاقية و شرعية ضربت عرض الحائط بكل هذه السهولة و بروح تمرد طاغية لا تكاد تقف عند حد . ليس في جعبة مقتدى الصدر سوى مقاطعة محيطه و التمرد على أية حالة وئام و دفع حطابه المتكرر الذي يصف الأحزاب العراقية الأخرى بكونها أحزاب الاحتلال كما ورد في بيانه الأخير بأتباعه إلى ترسيخ قناعة المعارضة السلبية و تاكيد مفاهيم غريبة على الشعب العراقي و لنكن واضحين أنها مفاهيم مستوردة من طبيعة لذهن سياسي مختلف إن كان جاء بثمرات في مكانه فليس مجديا العمل به هنا بناء على طبيعة الشعب العراقي و تعدديته الاثنية و المذهبية . وقد استفحل تماهي مقتدى في هذا النحو من التكفير منذ خروجه من العراق و إقامته في قم و قد أصبح الرجل مطيعا في إعادة ضبط بوصلة توجهاته السياسية و لينا جدا لتقبل تلك الذهنية الغير ملائمة للمعترك العراقي سياسيا و اجتماعيا ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ضرغام حيدر
2008-09-08
السيد عواد المحترم ليت كل قاريء ينشر هذا الكلام المنطقي وارجوك الأستمرار بالكتابة ,ضد كل التيارات الصبيانية كي يعرف العالم كيفية الأستنتاج من الحقائق ...فعلا ما جئت به هو الواقع , وفقك الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك