المقالات

الى مستشاري المالكي ... لاتضللوه وتورطوه بالخروج عن القانون

1520 14:53:00 2008-09-07

( بقلم : علي الاوسي )

لم اكن متحاملاً هذه المرة في مقالي بل ناصحاً وحريصاً على السيد نوري المالكي الذي عرفته قبل اكثر من عشرين عاماً مسؤولاً للمكتب الجهادي لحزب الدعوة وقوات الشهيد الصدر التابعة للحزب المذكور.احبه كثيراً لانه كان شديداً في مواقفه وغيوراً في دينه لن يناور او يجامل في مبادئه وقد يستغضب بسرعة اذا خدشت مكابرته او جرحت مشاعره وهذه السمة وان تعد سلبية في ظروف ما لكنها كانت ايجابية في الواقع العراقي الجديد خصوصاً مع اناس لم يروا الحلم والتسامح الا ضعفاً وجبناً فنتذكر وقفته في مجلس النواب مع النائب الهارب مشعان الجبوري الذي صرخ في البرلمان بان المالكي يريد ان يعدمني ووقفته مع النائب الهارب الى القاعدة الشيخ ناصر الجنابي الذي استفز المالكي بانه لا يثق به فاجاب المالكي ببداهة سريعة طيب جمعت عليك وثائق لضلوعكم في جرائم ارهابية حتى اقدمكم للمحاكمة.

كان عنيداً ومكابراً وشجاعاً وقد قادته هذه السجايا والمزايا التي قد لا تتوفر مجتمعة في غيره الى ان يحقق النصر الحاسم في صولة الفرسان ولم يتراجع او يتردد في دخول المواجهة والتحدي رغم تكالب الاعداء عليه من الخارجين على القانون وعصابات التهريب والخطف والاغتيال المنظمة.

بحسب التقديرات الامريكية الاستخبارية ان المواجهة في البصرة بالطريقة التي جرت بحضور المالكي نفسه قد تكون مغامرة عسكرية كبرى لا تفكر القوات الامريكية بالدخول فيها دون احراز النصر السريع عبر المعلومات الاستخبارية وقراءة تفصيلية للواقع الميداني في البصرة وقد تكون هناك مخاوف امريكية بعدم تحقيق نصر سريع على العصابات الاجرامية في البصرة بسبب اعلانها الحرب الشاملة والمفتوحة في البصرة والدعم الاقليمي اللامحدود لها.

والانتصار الكبير الذي حققه نور المالكي أدى الى نتائح سياسية ودبلوماسية كبيرة بالاضافة الى فرضه لهيبة الدولة والقانون في كل المحافظات وقد ادى الى انفتاح عربي كبير عكس التفهم العربي الرسمي للحكومة التي كانت متهمة بالطائفية او الانتقائية في تطبيق القانون وفرض الامن.

وما نخشاه على المالكي هو استثمار النصر المؤزر في صولة الفرسان استثماراً حزبياً ضيقاً ولاسباب انتخابية وتعبوية بينما الواقع ان النصر الذي تحقق لم يكن بقناعة مستشاريه او مقربيه من عناصر حزب الدعوة الذي تحفظوا كثيراً على اصرار المالكي على ضرب جيش المهدي لاعتقادهم ان هذا يوفر الفرصة لقوى سياسية فاعلة ومنافسة من الانفراد بالساحة بعد تغييب الصدريين منها.

على المالكي ان لا يصغي الى مستشاريه ومقربيه من الدعاة لكيلا بضللوه كثيراً او يورطوه في خطوات كارثية لا تجوز للمالكي ولا تليق بالعراق الجديد وقد حاول بعضهم من استدراج المالكي عبر النفخ المتواصل والتحريض المستمر باتجاه الشخصنة والطغيان والفردية. هؤلاء خبراء بصناعة الديكتاتور والطاغية ويحاولون بكل وسعهم الى تسويق المالكي بانه القائد الفذ والبطل المنفرد وفارض القانون وذلك من خلال بعض الاخطاء القاتلة نشير اليها بشكل عابر واجمالي وهي:

1- تأسيس مجالس الاسناد في محافظات الوسط والجنوب التي تميزت اغليها بالامن وسيطرة الحكومات المحلية عليها في فرض القانون والنظام، وهذه الخطوة الخطيرة في تأسيس مجالس الاسناد باموال الحكومة واشراف مكاتب حزب الدعوة في المحافظات يعنيس استغلال للمال الحكومي لاغراض حزبية خاصة وهو مخالفة قانونية صارخة من المالكي الذي هو المعني بفرض القانون وليس خرقه. والمستغرب ان هذه المجالس هي بديلة لمراكز حزب الدعوة الثقافية وهي وجودها استفزازي لمجالس المحافظة المنتخبة والمعنية بحفظ النظام والامن وتوفير الخدمات في المحافظات.

2- تعيين قادة الشرطة في المحافظات من صلاحية مجلس المحافظة والمحافظ بعد اقتراح وزارة الداخلية لاشخاص معينين بينما تم تعيين وتغيير قادة شرطة بامر مجلس الوزراء دون الرجوع الى مجالس المحافظة وحتى قضية مؤسسة السجناء كانت خرقاً قانونياً من المالكي بتعيينه رئيساً جديداً بدلاً عن الرئيس السابق.

3- احالة الضباط المستبسلين في صولة الفرسان الى بغداد وادخالهم دورات شكلية دون مكافئتهم كما يفترض ارضاء لبعض القوى الحزبية التي اعتبرت استبسال هؤلاء الضباط سبباً في هزيمة ميليشياتها في البصرة.

4- التعامل مع ملف خانقين بطريقة الانسجام مع العقل الجمعي وكسب الشارع دون ترشيده وان الصخب والضجيج حول خانقين مع تقديرنا للموقف العربي والدولي والاقليمي الرافض للتمدد الكردي على الصلاحيات الجغرافية والاستحقاقية لكن الوقوف ضدهم خطأ فادح قد يكسبنا الشارع وانفعالاته ولكنه سيفقدنا الحكومة وفقدان الحكومة اخطر علينا من شارع يمكن تثويره او اخماده بالشعارات فلماذا هذا الانسياق وراء الصولة القومية التي يقف البعثيون وراءها.

ان اولى الناس بتطبيق القانون هم فارضوه بما فيهم نوري المالكي وليس من الصحيح ان يفرض القانون من حيث يخرق ويخالف فهذه انتقائية لا تليق بقادة العراق الجديد. فليحذر المالكي من النفاخين المداحين المضللين فان ظاهرة البطل والرمز الاوحد قد انتهت منذ التاسع من نيسان 2003 بلا عودة ولا رجعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي عبدالامير غافل
2009-03-15
دعوا الرجل يعمل بما يراه ويعتقد انه مناسب للمواقف والظروف .
حامد
2008-09-11
لماذا هذا الهجوم على مستشاري المالكي ومعاونية يعني قابل بس همه يصنعون فراعنة ودكتاتورية حالهم حال الناس شوية خففوا الضغط عليهم مو انتوا بهاتعليقات راح تفرعنون الرجال هسه متكلي اشسوالنا لحد الان بدون كهرباء ومكاتب الحزب ماخذين راحتهم ومستشاريه مرتاحين على الاخر
محمد سامح الجميلي
2008-09-10
علي الالوسي بين النصح ودس السم محمد سامح الجميلي كثيرا ما يكتب في مواضيع شتى يكون السبب الظاهري لها هو انتقاد لاذع يثراد منه دس السم في العسل فان ماجئت به اخي الفاضل علي الالوسي هو من نفس هذا النوع من النقد ،فما قلته بشان علاقتك بالسيد المالكي وطول مدتها كان المفروض ان تقولها له شخصيا او من احد المقربين له وهذا بسيط جداوتستطيع ان تصل اليه فغير معقول ان ليس هناك بينكم من اصدقاء او رفاق درب مشتركين لتفعل ذلك؟ هذا من ناحية اما من ناحية اخرى فان نشر هذا الموضوع في موقع براثا له مدلولات
رزاق الكيتب
2008-09-09
كل شهر رمضان والشعب العراقي بأمن وأمان إنشاء الله تعالى شكرا لكاتب المقالة السيد علي الاوسي واتفق معه ماجاء في مقالته وهذه هي الحقيقة ,وأرتئيت أن أضيف شيء قليل وإن كان بعيدا قليلا على موضوعك ,ألا وهو موضوع الحمايات !حيث إستهتروا بإعتداءاتهم المتواصلة على الشعب والأعلام للأسف وبدون رادع يذكر .
موالي
2008-09-08
الله .....شكد حلوة حرية التعبير و النقد الايجابي .
احمد البصرى
2008-09-07
الف تحيه لك اخى علي الاوسى كأنك تعلم بما يدور فى خلد وضمير الملايين التي تخفق قلوبها حبا للمالكي وخوفا عليه ونقول لمستشاريه وحاشيته ومقربيه اتقوا الله بالمالكي وكونوا عونا له لاعونا عليه لان قلوبنا لا تتحمل عكس الذي تأملناه وحسبناه للمالكي والعراق شبع لحد التخمه من قادة الضروره وتيارات الاصلاح ونحن احوج مايكون للصدق والتواضع والايثار
hameed ridha
2008-09-07
بسمه تعالى النصح لله امر بالمعروف ويا حبذا ان يكون مباشرا بين الناصح الطيب الغيور والطرف الاخر لتجنب استغلال الموقف ممن يتصيدون بالماء العكر وما اكثرهم فكرة عدم خلق دكتاتور وارده وتستحق الملاحظه ولكن من يعمل وقلبه ونيته مع الله المتعال يصعب اغواؤه ولذا تشير ايات القران العظيم دوما فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن الخ ونقدر كل جهودالاطياب المجردين من اطماع الدنيا وبهرجتها والمصغين للناصحين الامناء والحكماءالعاملين لهدي الله وخيرعباده وبهم تعلو الامال لغد مشرق والله ناصرالمؤمنين دوما
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك