( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )
من الواضح تماماً إن الصداميين والتكفيريين هم الذين يقفون وراء التخطيط والتنفيذ للمذابح والعمليات الاجرامية التي ألمت بالعراقيين وطالت مقدساتهم، فإن تلك الأساليب التي تم من خلالها استهداف شهيد المحراب(قده) في الجمعة الدامية وجموع كثيرة من مريديه من المصلين في كنف أمير المؤمنين(ع) وطالت مرقد العسكريين(ع) وكربلاء وغيرها لاتترك أدنى مجال للشك هوية تلك الجهات الدموية التي لاتتورع عن هذه الأعمال الإجرامية الشريرة، معنى هذا إن ذلك الفكر والممارسة المنحرفة تحمل نفساً مريضاً مأزوما حاقداً فهي لا تنتمي إلى أي دين ومذهب وان تشدقوا أوتوهموا زوراً بانتمائهم إلى أي منها، فليس لديهم وازع ديني أو إنساني أو أخلاقي يردعهم عن الإقدام عن مثل هذه الأعمال الأجرامية، والأمر المحزن إنهم ينظوون تحت مسمى (الجهاد) فهذه البدعة والتوليفات الآثمة تنطلي على أصحاب الرؤوس الخاوية الذين لن يتورعوا عن ارتكاب أبشع الأعمال الإجرامية المليئة بالرزايا والخطايا التي تغلفها فتاوى الممولين والمعتاشين على فتات دهاقنة الارهاب ،
وخلاصة القول أريد للمنطقة أن تدخل عصر الصراعات الطاحنة والأهلنة وهي صراعات لن تقف عند خطوط التماس بين المذاهب، بل أبعد من ذلك لتنال من الوجود المقدس لأتباع أهل البيت(ع)، فالامر لم يعد محكوماً بمساعٍ دينية فقط بل تعداها إلى أبعد من ذلك بكثير لطرح أجندات مرفوضة لدى الجميع كونها نابعة من أسس غير صحية ولا تحمل أدنى أدبيات الديمقراطية، فليس بجديد أن تتدخل المرجعية الجديدة في نزع فتيل الأزمات كما عودتنا وتذليلها الملمات التي حاولت العصف ببلدنا من أجل إظهار وجه العراق المتسامح القائم على الثوابت الحضارية والإنسانية حيث دافعت عن الاخرين بالوقت الذي تخلت مرجعياتهم عنهم وتحملت أعباء تلك التركة الثقيلة وعدم الاحتراب وضرورات تنقية الأجواء ضمن القناعات المشتركة المشروطة باتخاذ كافة التدابير لأنجاح كل ما يترتب عليها من ألتزامات برامجية.
فجولات الصراع لازالت مستمرة من أجل الحرية ودحر الأرهاب وفق منظور السيادة ومنع التدخلات الخارجية في المواضيع التي تمس أمن وسيادة البلد لإنقاذه من اتون حرب لا رابحة فيها غير الأرهاب الصدامي الذي ترنح أمام ضربات قواتنا في مناطق محدودة مما جعل بعض الأصوات الطائفية تتعالى بصراخاتها المفبركة اعلامياً محاولةً تشكيل مجاميع منفلته من القتلة فوضعت ستراتيجيات لأستمرار العدوان على الشعب العراقي، فالمقاومة أن صحت ليست سلطة تهاجم مقدرات البلد المادية والمعنوية بل لمساندتها، فلا بد من عقلنة تلك القيادات إذا أرادت حلاً حقيقياً للموجات الأرهابية التي تقوم بها الأجنحة المنضوية تحت عباءتها، ولردم الهوة التي حاول أعداء العراق أيجادها بين مكوناته دون لحاظ الانتماءات العرقية والمذهبية بإزالة عقلية التسلط والاستئثار بالرضوخ لأرادة الشعب ضمن مداليل ومفاهيم الفيدرالية التي اقرت في ثنايا الدستور بتشكيل اقليم الوسط والجنوب وأقليم بغداد لتمارس الجماهير دورها بما يناسبها من سند شرعي، فضلاً عن كونها منوطة للشعب في تقرير مصيره، فهي راعية وناظمة لوحدة البلد، فكلما كانت أكبر تمنع اختراقها جغرافياً وأمنياً وسياسياً علاوة على ذلك كونها أكثر انسجاماً مع مقومات العراق الأستراتيجية وفق الثوابت والمنطلقات الوطنية، فلابد من تجسير العلاقة مع المحيطين العربي والاسلامي بإقامة علاقات طيبة معها وعلى كل الصعد وهذا يتوقف على مبادرات تلك الدول في ادامتها.
فالخطابات الطائفية التي تحاول النيل من شيعة اهل البيت(ع) ولدت ميتة كونها دعوات واهية ولا تستند إلى أي مسوغ شرعي مما يعطي بالدليل القاطع والفاضح لتلك الرؤوس الخاوية من مدارس الأفتاء المنحرفة فكرياً وعقائدياً التي لم تكتف بالعراق بل تعدتها إلى لبنان في الوقت الذي تشهد فيه هجوم واسع بمعركة غير متكافئة وما تمخض عنها من عجز فاضح للدول العربية للتصدي للعدوان على الشعب اللبناني، بل العكس اعتمد البعض أجندة مغايرة للواقع لرفع أسهمها في بورصة الذمم، فالأزمات الحقيقية مع اخوان العروبة هي أزمات ثقافية ليست إلا .
https://telegram.me/buratha