المقالات

عسكرة العراق=ديكتاتورية+استبداد+عودة الى الماضي

1065 14:27:00 2008-09-12

( بقلم : احمد عبد الرحمن )

يقول المطلعون على واقع المؤسسة العسكرية والامنية في العراق ان هناك الان خمس عشرة فرقة عسكرية وتتجه النية الى جعل العدد يصل الى ثلاثين فرقة خلال فترة العامين المقبلين!. ولاشك ان رقما مثل هذا الرقم لابد ان يبعث على قدر من القلق وعدم الارتياح، واستذكار تجربة الماضي القريب بكل مأسيها وويلاتها، حينما صنع صدام جيشا اصبح في يوم من الايام من اكبر واكثر الجيوش في العالم عدة وعددا، وكان لايترك مناسبة الا ويفاخر بذلك بطريقة عنجهية.

والامر البديهي انه لايوجد دولة في العالم تفتقر الى وجود جيش ومؤسسات امنية واستخباراتية متعددة، وكل ذلك يخضع في سياقات تشكيله الى ضرورات ومقتضيات الواقع.ونحن في العراق حينما استفحل الارهاب في كل –او معظم-انحاء العراق، كنا نفرح كثيرا عندما نرى قطعات الجيش والشرطة منتشرة في الشوارع والازقة وعلى الطرق الخارجية، وكان فرحنا يزداد كلما ازدادت اعداد الجيش والشرطة امام اعيننا، ولكن هل ياترى سيبقى الامر بعد انحسار الارهاب والقضاء عليه بصورة كاملة على حاله؟.

من دون شك ستكون الامور معكوسة، ففي الوقت الذي تغيب السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وعمليات التهجير والنزوح القسري والخطف والقتل والتسليب، سيتطلع الناس الى العيش في ظل اجواء وظروف ومناخات تغيب عنها مظاهر العسكرة، مثل قوات الجيش والشرطة، والدبابات والمدرعات، وتختفي الحواجز الكونكريتية، وتنتهي مواكب الفزع والرعب التي تطلق اصوات التنبيه المقززة.ان استتباب الامن في كل مفاصل الحياة لايتحقق بزيادة اعداد الجيش ونشرها في المدن والشوارع، واشاعة مظاهر العسكرة والتسلح، وانما ببناء اجهزة امنية واستخباراتية تعمل بحرفية ومهنية عالية وبهدوء بعيدا عن الاستفزاز والازعاج والرعب والفزع، وهذا ما معمول به ومتعارف عليه في كل المجتمعات والدول المستقرة والمتحضرة.

وليس غريبا ان يتحسر العراقي عندما يسافر الى اي بلد على مظاهر المدنية واختفاء مظاهر واجواء العسكر هناك، حيث لاوجود للدوريات والمواكب العسكرية التي تجوب الشوارع ليلا ونهارا، ولاوجود للحواجز الكونكريتية ، ولاوجود لنقاط التفتيش التي ينفق العراقيون نصف وقتهم او اكثر فيها.على المعنيين بزمام الامور ان يستحضروا تجربة ومنهج نظام صدام في عسكرة المجتمع، تلك التجربة التي قادت الى كوارث وماسي مازلنا ندفع ثمنها غاليا من انفسنا ودمائنا وثرواتنا. فعسكرة المجتمع لاتلتقي ولاتتوافق مع دولة القانون والمؤسسسات ودولة الدستور، ولاتنسجم مع مباديء الحرية، لانها ستفتح ابوابا واسعة لهيمنة الجيش، عن طريقة سطوة السلاح، وستفتح الابواب ايضا للانقلابات العسكرية، لتكون بديلا سيئا للغاية عن مبدأ تداول السلطة السلمي عبر صناديق الاقتراع الذي اقره الدستور. ولانعتقد ان هناك من هو مخلص للعراق يريد ان يعيد عجلة التأريخ الى الوراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الكاظمي
2008-09-13
اخي العزيز كاتب المقال لقد توقعنا سيطرة سياسيينا الحاليين على كل مفاصل العملية العسكرية والامنية ومؤسساتها في العراق واذا بهم مرعوبون منها!! يالها من صدمة!! جا شجنتوا تسوون هاي الفترة منذ سقوط صديم؟وبعدين شلون ظليتوا تطمطمون بكل ملفات الازمات والنقاشات بينكم وبين الامريكان والبعثيين وهسه طلعتولنا بانه عسكرة المجتمع شي مو زين واحنه خايفين من الجيش؟جا الشعب المسكين شيكول اذا انتم خايفين؟وبعدين هو هذا بناء المؤسسات اللي خبصتونه بيه وبناء القوات اللي لحد الان ما اكتمل مثل ما ترددون دائما؟.ارجو النشر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك