'بندر ابن سلطان' يلتقي سرا 'الظواهري.. ووفيق السامرائي تحت المجهر!

( بقلم : اسعد راشد )

الذي يعرف بندر ابن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن والمسئول في مجلس الامن الوطني السعودي لا يستطيع الا القول ان 'الرجل' يعتبر بحق 'داهية' ولاعب على كل حبل يستحق بجدارة لقب 'عمرو ابن العاص' ابن النابغة المعروف تاريخيا بانه احد اكبر العرابين للدولة الاموية واحد ابرز المحرضين على الحركة الاصلاحية التي قادها ابرز الشخصيات الرسالية والسياسية وهو الامام علي ابن ابيطالب (ع) .. المتتبع لصولات وجولات بندر السعودي لا يسعه الا ان يقارنها بما كان يقوم به ابن ' النابغة' عمرو ابن العاص 'الولد' الذي وصفه المؤرخون بانه مجهول الاب وقد واقع امه ' النابغة' ‘وهي امة سوداء ‘ في يوم واحد خمس اشخاص من بينهم ابوسفيان وابولهب وامية بن خلف و العاص ابن وائل وهشام ابن المغيرة وقد تبناه العاص لكون انه كان معيلا لبناتها وكانت من اشهر عاهرات مكة وارخصهن اجرا !ـ الزمخشري في ربيع ابرار.. والمسعودي في مروج الذهب ـ .. يقول المؤرخون ان المسلمين لما ارادوا الهجرة من مكة طلبوا اللجوء لدي النجاشي ملك النصارى في الحبشة وقد دلاهم الرسول (ص) الى ذلك وقال لهم ان في الحبشة ملكا نصرانيا عادلا يمكن ان يأويكم ويحميكم من شر قريش وفعلا لجأ المسلمون بقيادة 'جعفر الطيار' عم النبي (ع) الى ملك النصارى وقد رحب بهم واعطاءهم الامان وقد هرع عمرو ابن العاص ابن العبدة العاهرة الى الحبشة لكي يقنع الملك العادل النجاشي بتسليم هؤلاء اللاجئين الى قريش ـ المملكة السعودية حاليا !ـ و حكمهم المستبد الا النجاشي رفض رفضا قاطعا تسليمهم وخاصة بعد ان سمع من المسلمين رأيهم في عيسى النبي (ع) وامه العذراء من خلال سورة مريم التي تلاها عليه جعفر (ع) ..

بندر ابن سلطان له دور لا يختلف عما كان يقوم به ابن النابغة فهو من جهة له علاقات واسعة ومتشعبة مع التنظيمات السلفية ومنها تنظيم القاعدة ينفذون بدقة وفي الوقت المناسب تعليمات بندر واجندته وقد اعترف بنفسه بندر بذلك عندما قال للامريكيين ان السلفيين هو صنعهم وهو من يستطيع ايضا ان يضبطهم ‘ وقد ثبت ذلك في مواقع واحداث كثيرة حيث عندما يريد بندر والنظام السعودي تنفيذ اجندة معينة يقوم بتحريك السلفيين والقاعدة لممارسة الارهاب والعنف كما حدث في العراق بعد سقوط الطاغية صدام وكما يحدث اليوم في طرابلس اللبنانية حيث بدعم سعودي تحولت تلك المدينة الى بؤرة الارهاب وقد وصفها الكثير من المراقبين بانها 'قندهار' اخرى لكثرة تواجد افراد القاعدة والسلفيين المسلحين ورفعهم رايات لا يرفعها الا المنتمين للقاعدة والتنظيمات الارهابية المتطرفة ... ومن جهة اخرى وبصفته مسؤولا عن 'مجلس الامن الوطني' واحد المقربين للملك السعودي عبد الله فانه يسعى لاستغلال موقعه السياسي والامني وحتى الاقتصادي ـ يملك ثروة لا تحصى ! ـ من اجل اقناع الغرب والشرق وامريكا بان الشيعة هم اعداء فلايمكن الثقة بهم ولا توفير الامان لهم بل يجب وضعهم في الاسر وفي معسكرات جماعية ـ كما طالب بذلك احد شيوخ الوهابية في السعودية وهو ناصر سليمان العمر ـ وتدميرهم لكون فقط انهم شيعة وهو امر يشبه بما قام به عمرو ابن العاص لدي النجاشي الملك النصراني العادل ‘ واليوم وبعد ان رفض الامريكيون الذين هم نصارى مطالب بندر والنظام السعودي بوقف التعامل مع الشيعة في العراق وعجز عن اقناع واشنطن بضرب ايران وتسليم الحكم في العراق للطائفيين توجه نحو نصارى الشرق نكاية بالغرب وامريكا التي رفضت مواقفه ومواقف نظامه الداعم للارهاب حيث ذهب بندر الى موسكو طالبا منها امرين وقف دعم ايران الشيعية وسوريا العلوية في مقابل تعاون سعودي مفتوح مع روسيا ضد امريكا ونفوذها في المنطقة الا ان المراقبين وبعض المصادر الاوربية اعتبروا ما يقوم به بندر ليس الا 'طبخة بحص'! فقد رفض الروس ما يطلبه بندر جملة وتفصيلا حيث ان موسكو لا تريد التضحية باوروبا وحتى امريكا من اجل حفنة من الامراء الفاسدين في السعودية لذلك فان مضاعفات الدخول العسكري الروسي الى جورجيا بدأت تنحسر مع الزيارة الاخيرة لساركوزي الى موسكو وقبول زعماء كرملين بسحب جيشهم من الاراضي والموانئ الجورجية .. وما يثير السخرية هنا هو تهديدات المجموعة الاعلامية السعودية ومن يدور في فلكها لامريكا من خلال التلويح بالورقة الروسية ضد واشنطن وقد نشر عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط السعودية مقالا تحت عنوان 'السعوديون في موسكو...' يتضمن رسالة واضحة يوجهها النظام السعودي لواشنطن بقوله (( ان العالم بات اوسع وافضل اليوم ع حيث يقرر كل طرف ما يناسبه ويخدم مصالحه (...) فاذا كان السعوديون يرون في موسكو وبكين مصالح وتوازنات ضرورية يستطيعون ان يفعلوا ‘ كما ان الامريكيين لا يستطيعون ادعاء الفضيلة ‘ حيث يسامرون ويتاجرون مع خصوم الماضي)) !! كما وقد نشر موقع ايلاف السعودي تقريرا لاحد كتبته في نفس الموضوع تحت عنوان ' بندر بن سلطان: موسم الهجرة الى الشرق' !!

اما المراقبون ومصادر خاصة في الحكومة الباكستانية الجديدة فانهم يرون ان التوجه السعودي هذا نحو الشرق قد تكلل بلقاء سري خاص جرى قبل فترة قصير بين الامير بند ابن سلطان وبين ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في باكستان وعلى الحدود الباكستانية الافغانية وقد رتب اللقاء مجموعة ضباط تابعين للاستخبارات الباكستانية المتعاطفين مع الطالبان ومع القاعدة حيث اكدت تلك المصادر ان اللقاء جرى بالتحديد في منطقة وزيرستان القبلية التي ينشط فيها القاعدة ويقال ان الظواهري وابن لادن وقادة اساسيين للقاعدة يتواجدون هناك ويتنقلون تحت حماية القبائل الباكستانية الطالبانية بعلم بعض اجهزة المخابرات الباكستانية والتي مازالت منفلتة وغير خاضعة لتوجهات الحكومة ورئيس الدولة . وقد جاء خطاب ايمن الظواهري الاخير والذي بثته قناة الجزيرة وتضمن هجوما لاذعا ضد ايران وزعماها وضد الشيعة ونصرالله ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الظواهري فعلا ينفذ اجندة النظام السعودي وتوجهات بندر ابن سلطان وان الاخير كان له دور في صياغة خطاب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وقد اكدت مصادر اعلامية ومراقبين سياسيين ان ظهور الظواهري في مثل هذا الظرف وتهجمه لاول مرة على ايران وحزب الله اللبناني بمثل هذا الهجوم الشرس واتهامهم بانهم يتامرون مع امريكا الصليبية ضد مصالح المسلمين له علاقة بتحركات بندر وتوجهه نحو 'الشرق' اي روسيا ويعكس حقيقة ان اللقاء بين الطرفين قد تم في مناطق القبائل الباكستانية ‘ والملفت بين فترة واخرى وفي ظروف معينة ولدرء شبهة علاقته بتنظيم القاعدة يقوم النظام السعودي بنشر بعض التقارير والاخبار المضللة حول اعتقال عناصر من تنظيم القاعدة كخبر اعتقال عناصر تحمل اسماء مستعارة وهي تروج للقاعدة عبر الانترنيت!!

اما الامر الاخر وفقا لمصادر اعلامية والذي له صلة باجندة بندر وما يخطط له فهو التوجه الجديد لوفيق السامرائي المستشار الامني السابق للرئيس جلال الطالباني والذي بدأ اخيرا يتلمسه المراقبون في مجموعة مقالاته التي تنشرها جريدة الشرق الاوسط التابعة للسعودية وهي تركز على ايران وتحريضه المستمر لامريكا والغرب ضدها وضد الشيعة للتضليل وللتغطية على ما يقوم به بندر والنظام السعودي على الجبهات الاخرى خاصة وان 'موسم الهجرة نحو الشرق' ‘ وفقا لتعبير كتاب ايلاف السعودية ‘ قد بدأ ينشط وان بندر هو العراب لمثل هذه الهجرة غير البريئة فيما وفيق السامرائي غدى تحت المجهر تحركه اجندة بندر بموازاة تلك الهجرة 'الشرقية' التي غدت لا تستفز الامريكان بقدر ما انها تشكل مسمارا ضمن المسامير التي ينتظر نعش النظام السعودي غرز اخرها !

اسعد راشد