المقالات

العسكر مرة اخرى

1267 18:43:00 2008-09-12

( بقلم : محمد الشيخ )

عّدُ دور القوات المسلحة العراقية في محاربة الارهاب والمليشيات، اساسيا في تضييق دائرة نشاط هذه القوى وجرائمها، وهذا هو احد اهم المهمات الاساسية التي ادتها قواتنا المسلحة، بشجاعة وإقدام. إن ما قام به رجال الجيش والشرطة الوطنية من ماثر بطولية، ما هو إلا دليل على حبهم لوطنهم وانحيازهم لأمنه وسلامته، وقدموا لاجل ذلك اعز رجالاتهم شهداء في معاركهم البطولية وتصديهم للارهاب ومكافحتهم لقوى الشر.

ومن اجل بناء وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية والعسكرية، كي تؤدي واجبها الاساسي في استباب الامن وتحقيق الأمان، وصولا إلى مسك الملف الأمني بشكل كامل، قُدمت لها إمكانيات واسعة من بينها فتح باب التطوع للعمل في هذه الاجهزة، والتي انخرط فيها أعداد كبيرة من الشباب. ومن جهة أخرى تم إعادة أعداد كبيرة من منتسبي الوزارات الأمنية المنحلة وبينهم ضباط صف وضباط كبار حتى رتبة عقيد. وبلغت اعداد افراد القوات المسلحة ما يقارب المليون منتسب، ماعدا أعداد رجال الصحوات، حسب تصريحات بعض المسؤلين الرسميين، ويقترب العدد المذكور مما وصلت اليه اعداد افراد القوات العسكرية في فترات حروب النظام السابق.

ومع ما تشهده أعداد القوات العسكرية من زيادة ملفته، وتنامي قدراتها وتعاظم إمكانياتها، ومع الأداء الناجح لها والانجازات التي أحرزتها توالت التصريحات السياسية لعدد من القادة العسكريين، خاصة تلك التصريحات التي لها علاقة بالشؤون الداخلية والعلاقات بين القوى السياسية، ما يؤشر الى بداية غير موفقة لتدخل المؤسسة العسكرية بالشأن السياسي الداخلي البعيد عن اختصاصها كما حدده الدستور، الأمر الذي يلقي بالمسؤلية على الحكومة بضرورة التنبيه على ذلك، كما هو واجبها في الاهتمام بالجانب المعنوي والتربوي، هذا طبعا الى جانب تطوير برامج التدريب والتسليح والتجهيز والنقل وبناء المعسكرات.

ونظرا لتغير العقيدة العسكرية للقوات المسلحة في العراق الجديد، الديمقراطي الاتحادي، لابد من التأكيد على تجنب ما شهدت التربية العسكرية في فترة النظام الدكتاتوري المقبور، التي كان تستند الى العنصرية والشوفينية والعدوان والإذلال، لذا ينبغي التركيز على الوحدة الوطنية واحترام القوانين والتربية بالثقافة الدستورية والقيم الديمقراطية، والمؤسساتية وحقوق الإنسان. والتأكيد على ان مهمة القوات المسلحة العراقية في الحقبة الجديدة، السهر على حماية الوطن ونظامه الدستوري وقوانينه.

فحين نص الدستور على ان يكون وزير الدفاع مدنيا، كان الهدف منه ولا يزال، التأكيد على وضع المؤسسة العسكرية في مكانها الصحيح. هو المحافظة على النظام السياسي واحترامه، وجعل المؤسسة العسكرية مؤسسة تضم جيشا مهنياً غير مسيس، بعيدا عن التدخل بالصراعات السياسية الداخلية، والوقوف على مسافة واحدة بين جميع القوى السياسية وان لا يكون الجيش موالياً لطرف ما او فئة معينة على حساب الاخرى، وان لا يكون فوق الحكومة، واخذ العبرة من التجارب التي لعب بها الجيش دورا سلبيا مؤثرا على الحياة السياسية والبرلمانية، كما هي تجربة كل من تركيا وباكستان.

وفي الوقت الذي تبنى فيه المؤسسة العسكرية على أساس الولاء للوطن، واحترام الهوية الوطنية والالتزام بها، لا بد من فتح أبواب التطوع امام كل عراقي كفء وقادر، بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والطائفي، شرط ان يكون ولائه للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.

لذا فإشراك مناهضي الدكتاتورية ومعارضيها، الذين قدموا إسهامات وتضحيات جسيمة في مقاومتها وناضلوا من اجل عراق ديمقراطي حر ومزدهر، وبعيدا عن المحاصصات واعتماد المهنية والكفاءة، يعد إحدى أهم الضمانات التي تجعل المؤسسة العسكرية حامية لدستور الدولة وقوانينها وأنظمتها ومصالحها الوطنية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك