المقالات

عسكرة العراق وتعثر خدماته !!

1084 14:55:00 2008-09-14

( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت الحكومة تحتضر بواقعها الخدماتي الذي ينذر بكارثة شعبية لا يحمد عقباها، اذا استمر عزوفها عن معالجة الاخطاء في وزاراتها الخدمية، والاستمرار في سياستها العسكرية الهجينة،التي تحاول من خلالها عسكرة العراق من شماله الى جنوبه عبر (مجالس الاسناد والصحوات وزيادة عديد العسكر والجيش في ظل تنامي البطالة المتفشية في جسد المجتمع...) فضلا عن عقد المليارات تلو الاخرى في شراء الاسلحة الثقيلة والصواريخ العابرة للقارات ـ والله اعلم ـ ان كانت هناك صفقات تسليحية تصل الى السلاح النووي!!. لا احد يحق له ان يشكل على الحكومة في اتجاهها الى زيادة القدرة العسكرية للجيش العراقي، والاستقلالية عن القوات المتعددة الجنسية في وجودها بالعراق، اذ بتأهيل الجيش العراقي ومؤسساته الامنية سيوجب على تلك القوات (الصديقة) مغادرة العراق وحزم امتعتها (مشكورة) بعد ما انهت مهمتها في تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية النظام الصدامي البائد.

 الا ان الاحتكار على تلك السياسة العسكرية وعلى حساب بناء مؤسسات الدولة الخدمية، يدخل الحكومة في الكثير من التساؤلات المشروعة لدى الساحة السياسية، وبالتالي ادخال العملية السياسية في احتقانات نحن الان في غنى عنها ، لاسيما وان اعتبارات الخوف من الاخر وغياب الثقة حاضرة في اطر الخلافات السياسية اليوم. بالامس اعترض الاخوة الكرد على سياسة الحكومة في سعيها اللامحدود لتوسيع الزخم التسليحي اللامبرر في ظل غياب الخدمات وانعدام المشاريع العمرانية، ناهيك عن مطالبة اغلب القوى السياسية الفاعلة الى الالتفات لواقع المواطن الميئوس منه، بسبب غياب الخطط التنموية عن تطوير البنية الاقتصادية في البلد. وبين كل تلك المطاليب تأتي الحكومة لتقف بالضد من اشكالية القوى السياسية لاندفاعها التسليحي وعدم السماح لها بان تغوص في تسليح العراق بشريا وماديا، لاسيما وان الاعداد المعلنة من قبل وزارة الدفاع والداخلية لعدد عناصرها قد تجاوز عشرات المرات عن الرقم العالمي الذي يجب ان تكون عليه المؤسسة العسكرية في اية دولة. عندما تطالب جهات سياسية فاعلة مرتبطة بالاحتكاك الجماهيري المعبر عن الامه وهمومه المثخنة بالجراحات، بتحسين الخدمات ومحاسبة المقصرين في الوزارات المعنية في ذلك، ويكون رد الحكومة لهذه المطاليب بالصمت المدقع بالتبريرات الواهية وغير المنسجمة مع المعاناة التي يجسدها الواقع الخدماتي للمواطنين، تكون الكارثة والنقمة الجماهيرية متوقعة، لاسيما وان اتجاه الحكومة الى الدفق العسكراتي ينفر الجميع من تلك السياسة غير المدروسة لواقع العراق ومعاناته من تلك السياسة العسكرية طيلة العقود الثلاثة الماضية. الظرف الراهن في العراق يوجب على حكومة المالكي النظر بجدية لواقعه الخدماتي المتهرىء، والاعلان امام الشعب عن الجهات المسؤولة لاستمرار تلك المعاناة المأساوية في البلاد، من انعدام الكهرباء ونقص المياه الصالحة للشرب والارتفاع المستمر للاسعار مع تدني مستوى الرواتب، وزيادة ظاهرة الامراض المعدية... الى غيرها.

ناهيك عن تشكيل اجهزة مختصة لمحاربة الفساد الاداري والمالي في البلاد عبر تأسيس لبنة اجتماعية اقتصادية تسهم في رفع القدرة الصناعية للبلد وتعزيز دور الرقابة الحكومية في دوائر وقطاعات الدولة. وعدم اللجوء الى اختيارات اكل الدهر عليها وشرب من التعويل على بناء مؤسسة عسكرية كبيرة تكون اليد الساندة لفكر الاقصاء والاستبداد في المجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك