المقالات

عدنان الدليمي والمسؤولية عن التفجير الاخير في مدينة الصدر

2181 18:41:00 2006-07-25

( بقلم مصطفى الكويي )

الخطاب الطائفي لبعض اعضاء مجلس النواب والمسؤولين العراقيين بالاضافة الى بعض الشخصيات السياسية والدينية له وقع اشد خطورة ونتائجه اشد فضاعة من وقع الرصاص,حيث تعد تلك التصريحات المعبئة بالتهديد والوعيد والمشبعة بالاتهامات والتضخيمات ضد الطرف الاخر بحق وبدون وجه حق اضحت هكذا تصريحات وبيانات كالقنابل الموقتة شديدة التفجير وفاعلة التأثيرعلى الاتباع والانصار والمؤيدين للمصرح.وحيث ان سمة اطلاق العنان الى اللسان ليقول ما يشاء ودون حساب العواقب اوحتى مع حساب تلك العواقب اضحت هي تلك السمة السائدة والملاسقة كالخيال لبعض الشخصيات السياسية والدينية العاملة في الساحة العراقية ولايهتم هذا المصرح بأرواح الناس ومصائرهم وماسيحل بهم نتيجة لتصريحاته ولردات الفعل التي سيتخذها انصاره ومؤيدوه بل ترى البعض يحرض وبشكل شبه صريح على القتل والعنف وعلى التخندق الطائفي ويصب الزيت على النار ويعطي في بعض الاحوال الاذن والذريعة بشكل مباشر وغير مباشر للارهاب ان ينفذ عملياته بعد تلاقي الاهداف وتقاطع الاجندات في مرحلة ما.هذا ما حدث على ارض الواقع يوم الاحد الماضي في بغداد وتحديدا في مدينة الصدر حيث تم استهداف المواطنيين المدنيين المتواجدين في سوق شعبي وكانت الحصيلة اكثر من 34 شهيدا وكذا جريح مع بالغ الاضرار المادية والانعكاسات المعنوية من معوقين وارامل ويتامى الخ,والمعلوم ان مدينة الصدر ذات غالبية شيعية اكثرهم من الطبقة الفقيرة المستضعفة في السابق والمحرمة ايضا.والملفت للنظر والاجدر بالتمعن والتمحص هو ان هذا العمل الارهابي الاجرامي كان قد سبقه تصريح جدير بالنظر لصراحته من عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي كان قد ادلى به في يوم الجمعة المصادف 2006.07.20 لصحيفة الشرق الاوسط وقال ما نصهطالب الدليمي الحكومة العراقية بغلق مداخل ومخارج مدينة الثورة اي الصدر ووضع مفارز من الجيش العراقي والقوات المتعددة الجنسيات عند جسور القناة لمنع المسلحين من التسلل الى مناطق العاصمة,مشيرا الى ان الشر كله يأتي من خلال مدينة الصدر التي كان اسمها مدينة الثورة ومن ثم مدينة صدام وكذلك من مناطق الحسينية والحبيبية والفضيلية وغالبية سكان هذه المناطة معروفون بأنتماءاتهم الطائفية. انتهىالايعد هذا التصريح طائفي وقمعي وبمثابة تحريض واضح وصريح ضد مدينة الصدر وسكانها؟حيث اسماها مدينة الشر والمعلوم ان الشرمذموم و يجب ان يقضى عليه كحل اوحد كي يعم الخير المحمود محله. اذن فقد تمت شرعنت استهداف تلك المدينة كونها مدينة للشر.والنتيجة كانت مرور يومين بعد تصريح الدليمي واستهدفت المدينة واهلها؟ان نظرة الدليمي الى مدينة الصدر لم تختلف عن النظرة الطائفية والقمعية للنظام الدكتاتوري المقبور حيث عانت تلك المدينة اشد انواع الحرمان والاهمال المتعمدين واقسى انواع العزلة والقمع والفقر.ان الدليمي اراد وطالب ان تعزل هذه المدينة بحواجز ومفارز عسكرية تابعة لقوات الجيش العراقي وقوات المتعددة الجنسيات المتحسسة اصلا من اهالي تلك المدينة,وبذلك تتحول مدينة الصدر الى شبه مخيم كبير او سجن واسع يحتجز داخله بشكل غير مباشر زهاء المليونين نسمة وتصبح كأحد المخيمات الفلسطينية في لبنان مع الفارق في الحجم الجغرافي والكم السكاني وان اهل المدينة عراقيين الاصل والجنسية.ان تعميم صفة الشر على المدينة لم يدع مجال للخصوصية والتجزئة واذا ما كان هناك شر حقا هناك فهل يجوز تعميمه على المدينة ككل؟؟ولكن العمومية والشمولية كانت سمة التصريح اللافتة,فالكل اذن شرير هناك واين ما كان شر يجب القضاء عليه,والنتيجة شرعنة مبطنة لاستهداف المدينة ككل.واذا كان هذا هو الحل فعليه يجوز ايضا تطويق المدن الحاضنة والمفرخة للارهاب وعزلها عن باقي العراق لدرء خطرها المميت والمدر للعراق واهله. ان نواب مدينة الصدر والكتلة الصدرية ككل مطالبة بأخذ هذه الحالة بعين الاعتبار ومسائلة الدليمي عن معنى تصريحاته ومسمياته ضد المدينة واهلها. وعليهم ان يتسائلواعن سر استهداف المدينة واهلها بعد التصريح المذكور. وان على ابناء مناطق الحسينية والحبيبية والفضيلية اخذ الحيطة والخذر ومطالبة الاجهزة الامنية بتوفير حماية لازمة لهم كون انهم من المحتمل ان يكونوا المستهدفون القادمون لانهم المصنفون اللاحقون على قائمة مدن الشر بعد مدينة الصدر المصنفة من قبل عدنان الدليمي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو فرزدق
2006-07-26
الامتداد الطبيعي لصدام نجده في عدنان فالاول كان يسمي مناطق الشيعة بالمحافظات السوداء وعدنان لولا الحياء ولاحياء له لاستعمل نفس التسمية ولكنه اراد التغيير "الشر" ، حقيقةً عندي صديق سني متطرف احياناً ! قلت له لماذا نصبتم عدنان وامثاله قادة عليكم اليس عندكم شخصية معقولة "بيهة شوفة" غيرهؤلاء ؟ ومن اين لهم بشخصية مخالفة لتوجهات عدنان! فحتى شخصياتهم من العلمانيين والقوميين حقيقةً هم طائفيين فهم ليسوا بسياسيين! وعدنان هو افضل ماعندهم! اقترح على السيد المالكي ارسال عدنان للعلاج عسى ان تنحل العقده!
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك