( بقلم مصطفى الكويي )
الخطاب الطائفي لبعض اعضاء مجلس النواب والمسؤولين العراقيين بالاضافة الى بعض الشخصيات السياسية والدينية له وقع اشد خطورة ونتائجه اشد فضاعة من وقع الرصاص,حيث تعد تلك التصريحات المعبئة بالتهديد والوعيد والمشبعة بالاتهامات والتضخيمات ضد الطرف الاخر بحق وبدون وجه حق اضحت هكذا تصريحات وبيانات كالقنابل الموقتة شديدة التفجير وفاعلة التأثيرعلى الاتباع والانصار والمؤيدين للمصرح.وحيث ان سمة اطلاق العنان الى اللسان ليقول ما يشاء ودون حساب العواقب اوحتى مع حساب تلك العواقب اضحت هي تلك السمة السائدة والملاسقة كالخيال لبعض الشخصيات السياسية والدينية العاملة في الساحة العراقية ولايهتم هذا المصرح بأرواح الناس ومصائرهم وماسيحل بهم نتيجة لتصريحاته ولردات الفعل التي سيتخذها انصاره ومؤيدوه بل ترى البعض يحرض وبشكل شبه صريح على القتل والعنف وعلى التخندق الطائفي ويصب الزيت على النار ويعطي في بعض الاحوال الاذن والذريعة بشكل مباشر وغير مباشر للارهاب ان ينفذ عملياته بعد تلاقي الاهداف وتقاطع الاجندات في مرحلة ما.هذا ما حدث على ارض الواقع يوم الاحد الماضي في بغداد وتحديدا في مدينة الصدر حيث تم استهداف المواطنيين المدنيين المتواجدين في سوق شعبي وكانت الحصيلة اكثر من 34 شهيدا وكذا جريح مع بالغ الاضرار المادية والانعكاسات المعنوية من معوقين وارامل ويتامى الخ,والمعلوم ان مدينة الصدر ذات غالبية شيعية اكثرهم من الطبقة الفقيرة المستضعفة في السابق والمحرمة ايضا.والملفت للنظر والاجدر بالتمعن والتمحص هو ان هذا العمل الارهابي الاجرامي كان قد سبقه تصريح جدير بالنظر لصراحته من عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي كان قد ادلى به في يوم الجمعة المصادف 2006.07.20 لصحيفة الشرق الاوسط وقال ما نصهطالب الدليمي الحكومة العراقية بغلق مداخل ومخارج مدينة الثورة اي الصدر ووضع مفارز من الجيش العراقي والقوات المتعددة الجنسيات عند جسور القناة لمنع المسلحين من التسلل الى مناطق العاصمة,مشيرا الى ان الشر كله يأتي من خلال مدينة الصدر التي كان اسمها مدينة الثورة ومن ثم مدينة صدام وكذلك من مناطق الحسينية والحبيبية والفضيلية وغالبية سكان هذه المناطة معروفون بأنتماءاتهم الطائفية. انتهىالايعد هذا التصريح طائفي وقمعي وبمثابة تحريض واضح وصريح ضد مدينة الصدر وسكانها؟حيث اسماها مدينة الشر والمعلوم ان الشرمذموم و يجب ان يقضى عليه كحل اوحد كي يعم الخير المحمود محله. اذن فقد تمت شرعنت استهداف تلك المدينة كونها مدينة للشر.والنتيجة كانت مرور يومين بعد تصريح الدليمي واستهدفت المدينة واهلها؟ان نظرة الدليمي الى مدينة الصدر لم تختلف عن النظرة الطائفية والقمعية للنظام الدكتاتوري المقبور حيث عانت تلك المدينة اشد انواع الحرمان والاهمال المتعمدين واقسى انواع العزلة والقمع والفقر.ان الدليمي اراد وطالب ان تعزل هذه المدينة بحواجز ومفارز عسكرية تابعة لقوات الجيش العراقي وقوات المتعددة الجنسيات المتحسسة اصلا من اهالي تلك المدينة,وبذلك تتحول مدينة الصدر الى شبه مخيم كبير او سجن واسع يحتجز داخله بشكل غير مباشر زهاء المليونين نسمة وتصبح كأحد المخيمات الفلسطينية في لبنان مع الفارق في الحجم الجغرافي والكم السكاني وان اهل المدينة عراقيين الاصل والجنسية.ان تعميم صفة الشر على المدينة لم يدع مجال للخصوصية والتجزئة واذا ما كان هناك شر حقا هناك فهل يجوز تعميمه على المدينة ككل؟؟ولكن العمومية والشمولية كانت سمة التصريح اللافتة,فالكل اذن شرير هناك واين ما كان شر يجب القضاء عليه,والنتيجة شرعنة مبطنة لاستهداف المدينة ككل.واذا كان هذا هو الحل فعليه يجوز ايضا تطويق المدن الحاضنة والمفرخة للارهاب وعزلها عن باقي العراق لدرء خطرها المميت والمدر للعراق واهله. ان نواب مدينة الصدر والكتلة الصدرية ككل مطالبة بأخذ هذه الحالة بعين الاعتبار ومسائلة الدليمي عن معنى تصريحاته ومسمياته ضد المدينة واهلها. وعليهم ان يتسائلواعن سر استهداف المدينة واهلها بعد التصريح المذكور. وان على ابناء مناطق الحسينية والحبيبية والفضيلية اخذ الحيطة والخذر ومطالبة الاجهزة الامنية بتوفير حماية لازمة لهم كون انهم من المحتمل ان يكونوا المستهدفون القادمون لانهم المصنفون اللاحقون على قائمة مدن الشر بعد مدينة الصدر المصنفة من قبل عدنان الدليمياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha