المقالات

من الذاكرة ......ثاني لقاء واهل سامراء

1387 22:51:00 2008-09-24

( بقلم : صباح رحيمة )

عام 1986 التحقت للعمل في مسلسل ( وا معتصماه ) كمخرج مساعد مع المرحوم د.محمد يوسف الجنابي وكان من بين المشاهد ما يكون تصويرها في مدينة سامراء وهذه المشاهد تتطلب تحضيرات كبيرة من اكسسوارات وبشر وخيول وامكانية السيطرة عليها وتحريكها بالشكل المطلوب لانها مشاهد تحرك الجيش العربي باتجاه عاموريا . فيلزمنا اعداد كبيرة من الخيول وعناصر من الجيش الفرسان وغيرهم من المشاة وهؤلاء لابد لنا من تزويدهم بالزي الكامل والاسلحة وتوزيعهم على شكل مجاميع وهكذا تحركنا الى سامراء وعند الملوية وبالتحديد في الساحة المجاورة انزلنا اغراضنا وراح الحوار يدور لفي كيفية الحصول على العدد الكافي في مثل هذه المدينة وهل يمكن استخدامهم حتى النهاية وكثير من الاسئلة وكنا قد اتصلنا ببعض الاصدقاء والمعارف من الفنانين الذين ابدو استعدادهم للتعاون ولكن كان المرحوم المخرج قلقا وغير واثقا من تلك الوعود والتطمينات وكان ينظر الي وهو يخبرني عنها ويكرر السؤال علي في امكانية نجاح هذه المهمة خصوصا واني انا المسؤول عن نجاحها او فشلها وان اطمئنه بان العملية ستسير وفق ما خططنا .

كان وصولنا بعد الفجر بقليل اذ سارعت ومسؤولي الازياء والاكسسوار بتهيأة الازياء كل زي على حدة وعلى شكل صفوف في كل صف عشرة يوضع فوق كل واحد منها سيف وترس وصفوف اخرى يوضع رمح وترس وهكذا جهزنا ما يقرب من ثلثمائة قطعة .كانت اول وجبة في التوزيع لجنود وحدة الخيالة والمخرج لاينفك يروح ويرجع قلقا يسأل وطلبت منه فقط ان يجري تدريباته وتحضيراته بعد عاين المكان للمرة الاخيرة واستقر رأيه بأماكن وضع الكاميرات هياة له السيتلحين قدوم الكمبارس وطلبت من مساعدي الاخراج تهياة الممثلين واجراء التمارين المطلوبة حتى صارت الساعة الثامنة صباحا وكنا قد استكملنا كل مستلزمات التصوير الا حضور المجاميع الذين شاهدنا طلائعهم وقد اقبلت من جهة المدرسة القريبة من الملوية ( هي نفس المدرسة التي عرضنا على خشبة مسرحها قبل 15 سنة ) على شكل صفين منتظمين يقودهم احد الاساتذة ومعهم شاب فيه عوق ولكنه ينط في نشاط ويصيح بهم وهم يستجيبون لنداءاته والمدرس يبتسم حتى وقفوا جميعا داخل السور وجاء هذا الشاب ( عمل ممثلا كوميديا في بغداد بعد هذا اللقاء ) المرحوم سلام السامرائي وتحرك الشباب ليقف كل واحد خلف زي يستلمه ويتحرك الجميع لارتداءها

وفي دقائق معدودة كان الجميع امام الكاميرا ودارت الكاميرا ولم يتخلف من هؤلاء الطلبة واحدا عن المهام التي اوكلت اليهم ولم ينسحب احد منهم حتى نهاية العمل واعيدت العملية بتسليم التجهيزات بنفس الطريقة ولم نفقد قطعة واحدة وكان المرحوم سلام بالرغم من عوقه يركض من مكان الى مكان تارة مع الكمبارس يرشدهم واخرى الى الحضور من المشاهدين يوجههم ويطلب منهم التعاون دون كلل او ملل وعند نهاية النهار اراد المخرج ان تصرف مكافئة للطلبة المشاركين ففوجيء بالرفض القاطع (لانكم ضيوف اولا ولان العمل عن تاريخ مدينتنا ثانيا وانه عراقي وللعراقيين ثالثا ) هذا عدا الرقي والبطيخ الذي حمل الينا .

 وعند العودة في اليوم الاول همس في اذني المرحوم الجنابي ( كنت خائفا من الخذلان ولكنني واثق من تطميناتك ) فاجبته ( لان لي معهم تجربة والمجرب مايتجرب ) وفي اليوم التالي كان الشباب بانتظارنا جاهزين ينتظرون الاوامر ولكن بعد ان نتناول وجبة الافطار من القيمر السامرائي الذي هيأوه لنا . والى استذكار آ خر.

كاتب ومخرج

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك