المقالات

بغداد.. قتلوني ولكن!

1413 06:56:00 2008-09-25

( بقلم : بشرى الخزرجي )

لم ينم بشار تلك الليلة الحالكة الظلمة .. ظل يقظاً يرمق السماء بنظرات حزينة غريبة والدموع تملأ مقلتيه يناجي خالق الكون .. يا رب دقات قلبي تتسارع! ثمة شيء يقلقني، يخيفني، يرعبني، يسرق النوم من عيني لا اعلم له سببا؟ .. ربي ما الذي يخفي لي القدر مع حلول يومي القادم؟ اللهم أسألك اللطف بي وبوالدي وعائلتي الصغيرة، يا الله.. مولودي الجديد الذي ولد قبل أيام عدة بحاجتي فلا تحرمه مني يا ارحم الراحمين. سكون الليل كان على غير عادته، لف المنطقة والدار المتواضعة القابعة في احد أحياء مدينة الصدر الشعبية، الجميع غط في سبات عميق.. لكن لم يداعب النعاس جفن المهندس بشار ذلك المساء أبدا.. بقي متحيرا لا يجد تفسيرا لما هو فيه، فتارة يضم صغاره إلى صدره كما وقد عزم السفر بعيدا بلا عودة.. وأخرى يرنو بناظريه نحو حجرة والديه وكأنه يودعهم الوداع الأخير محدثا نفسه .. إنها النهاية .. انه الفراق، انه الموت الذي لا بد منه، بل أظنه طريق الفناء الذي رسمه لي الأعداء المجرمون المتعطشون لدماء أبناء العراق.. هؤلاء الوحوش البشرية الذين يتبعون خطوات الشيطان متوهمين أنهم يسلكون سبيل الرحمن، ينهشون جسد بلادنا دون رحمة كل يوم، حتى في شهر الرحمة والتراحم رمضان الكريم لم يسلم الناس منهم.. أولئك الغرباء المبتورون لا يريدون الأمان لنا، فكم من الدماء الزاكيات هدروها على أرضك يا بلد الأولياء ؟لقد حان أوان رحيلي المبكر الذي خطه القتلة السفاحون لي بلا شفقة أو ذمة .. سأودع أهلي عند غدي الباكر .. أمي، أبي، زوجتي، إخوتي .. أرجوكم سامحوني سأترك لكم أحزانا كبيرة اسأل الله أن يخففها عنكم .. سأمضي أحبتي إلى واجبي عند الصباح، سيكون صباحا غير كل الصباحات .. فقاتلي الملثم الجبان ينتظرني خلف جدران التخلف والتعصب الأعمى ..هناك في شوارع مدينتنا الحبيبة بغداد.. أجل سأقتل برصاص الغدر والجهل عند شروق شمس يوم جديد من أيامك يا بغداد .. على يد أناس مجهولين ليس لهم طعم ولا لون سوى لون الدم وطعم الموت والدمار!. أستحلفك يا مدينتي الغالية بكل قطرة دم سقت ترابك الطاهر أن لا تحزني ولا تبكي أبنائك الذين يتساقطون كنجوم ساطعة تنير درب الحرية والبناء .. بل تباهي و تفاخري بهم ثم ادعي وتضرعي إلى الله .. ادعي فبدعائك يرفع الله البلاء عن سماء عراقنا .. وصيتي لك الصبر ثم الصبر يا مدينة السلام.. كما عهدتك صلبة العود على الرزايا بشموخك وسموك الذي يبلغ آفاق المدى.. كيف لا وأنت عنوان العزة وفخر المدن ومهد العلم والعلماء .. اطلبي يا أم العراق وقلبه الكبير الصافي الطيب من الله أن يحفظ وطننا وأهلنا ويخزي و يهلك أعداءنا في الدنيا قبل الآخرة .. وسنردد كلنا خلفك وبصوت واحد .. آمين يا رب العالمين.

تنويه: اهدي كلماتي هذه إلى ابن عمتي الشهيد المظلوم الفقير ابن الفقراء المهندس بشار كاظم الذي قتل يوم 2_9_2008 وجميع شهداء العراق الأبرار الذين قضوا نحبهم على يد القتلة المجرمين وما بدلوا تبديلا.

بشرى الخزرجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السّراي
2008-09-25
لكي ايتها الاخت الفاضلة ولكل اهلنا واحبتنا في عراق الصابرين اسمى ايات التعازي والاسى لفقدكم الاخوة والاحبة على يد اعداء الله ورسوله والناس اجمعين رحم الله شهيدك وكل شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته وعزائنا هو اننا نقتل ونذبح لاننا اتباع اصحاب السراط المستقيم وإنا لله وإنا اليه راجعون ولعنة الله على ظالميهم وظالمي آل محمد من الاولين والاخرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك