المقالات

خلفيــات الدولــة اليهــودية وأســرار مابعـــد العــدوان على لبنـــان وحـــــزب الله

2135 03:42:00 2006-07-27

( بقلم ماجد محمد )

الـــدفاع المستميت عن الكيان اليهــودي المسخ لدولــة إســرائيـل من قبل أمريكـــا وأوربــا ليس آت من فـــراغ ولا هـــو حبـــا ً لديمقــراطية كــاذبة يمثلهــا هــذا الكيـان كمــا يدعي الغرب وأمريكــا , وإنمــا خــلاصا لهـــذه الدول من اليهـــود بعـــد أن قاســوا الأمرين من تواجــدهم على أراضي تلك الـــدول , وخاضــوا ثلاث حــروب مدمــرة خــلال أقل من سبعين سنـة أحرقت إقتصــادهم وأخــذت معهــا مئتـــي مليون إنســان نتيجــة دسائس ومــؤمرات اليهــود قاتلـــي أنبيــاءهم ورسلهــم ,

إذ لم يعـــرف الأوربيون الأستقـــرار إلا بعـــد دفــع المــلايين من هــؤلاء المشاكسين وخالقــي الفتن والمــؤمرات للهجـــرة خارج أوربــــا وأمريكـــا......الى فلســطين , حيث أنشـــؤوا لهــم وطنـــا ً قوميـــا ًعلى حســـاب شعــبا ً آخـــر , فتحــولت المشاكســات والمؤمــرات والحروب الـــى المنطقــة العربيــة , هـــدأت أوربا وتوحــدت وأستقــر الأقتصــاد الأمريكـــي وتوقفت الحـــروب المدمــرة فيما بينهـــا , في حين توتـــرت منطقتنـــا العربيــة ولـــم تشهـــد أي إستقـــرار منـذ قيـام دولــة إسرائيـــل اللقيطـــة ولحـــد هـــذه اللحظـــة , وعــلى البعض ألا يتفـــاءل كثيــرا ً بـــأن الغــرب وأمــريكا ســوف يسحــبون يومـــا ما دعمهـم السياســـي والعسكـــري لدولـــة الصهاينـــة , فهـــم ليســوا مستعــدين للعـــودة ثانيــة الى حــالة عــدم الإستقـــرار والــى الحــروب المــدمرة بعـــودة المشاكسين اليهـــود إلـــى البــلدان التي نــزحوا منهــــا, بـل العكس هــو ما يحصـــل , حيث أن حمــلات تشجيـــع اليهــود علـــى الهجـــرة الى إسرائيـــل مــازالت مستمـــرة لحــد الآن وتصــرف عليهـــا مبالـغا ً هائلـــة كــي تنجـح . وهـــذه هـــي إرادة دول قــوية لاتــؤمن إلا بمصالحهـــا وبمصــالح شعوبهـــا ولا تنظـــر للأمـــور كما ينظـــر إليهـــا العــرب .

أفـــرزت الحرب المفـــروضة على المقاومـــة الإســلامية اللبنــانية البطلــة عـــدة أمــور منهــا السلبــي ومنهـــا الإيجابــي , فلقــد أمــاطت اللثـــام عن الكثير من الأنظمـــة العــربية الفـــاسدة وبينت عمــالتها أمــام شعـوبها ممـــا سيــؤدي الى إحتمـــال التغييــر فــي الخـــارطة السياسيــة للمنطقـــة , كــذلك كشفــت هــذه الحرب وبشكــل واضــح لا لبـس فيه زيـــف الحــركة السلفيـــة الوهــابية وإدعـــاءها الإســلام باطـــلا ً بعــــد إصطفـــاف قادتهـــا وشيوخهــا مع اليهــود ضـــد المسلمين وأصـــدارهم للفتــاوي الســـاندة لدولــة إسرائيــل والمحرضـــة على لبنــان وعلى مقاومتـــه الإســلامية متمثلـــة بحـــزب الله .

ويمكـن إعتبـــار موقف الحكــومة العراقيــة ومجلس النــواب العراقـــي إعـــلانا واضحـــا ً على إستقــلالية القـــرار السياســـي العــراقي وعــدم تبعيتـــه لأرادة القـــرار الأمريكـــي , وما خطـــاب رئيس الحكــومة السيــد نــوري المالكــي أمــام الكونكــرس ومجلس الشيــوخ الأمريكي إلا بيـــانا رادعـــا لكل من شكك بوطنيـــة الأحــزاب العراقيـــة الداخلـــة في تشكيلـــة الحكومـــة . كمـــا كان للموقـف الثــلاثي الأمــريكي الصهيونــي السعــودي المعـــادي لأيــران عبر الإدعـــاء ومن دون براهين بأنهــــا متورطـــة بشكـل أو بــــآخر مع حــزب الله دافعـــة إيـــاه بالعـــدوان علــى ( دولـــة إسرائيــل ) مـع هــذه الحملـــة الإعــلامية الشرســـة التي تشن عليهـــا أثــرا فاضــحا ً لمعــرفة الخطــوة التاليـــة والمـُحـــاكة ضمـن مخطط شــرق أوسط جـــديد و التي سيـُـقـدم عليهــا هــذا الثــلاثي الشيطــاني , فــالحركة التاليــة ستكـون إيران .

ومن النتــائج الإيجابيــــة الأخــرى ذلك التماســـك الرائــع للجبهــة اللبنــانية الداخليــة وهـــو ما أسقط الرهــان الأمريكــي الصهيونــي علــى إن تدمير البنــى التحتيــة والمصــانع الأهليــة والحكوميـــة ســوف يخلــق حالــة من الضغط على حــزب الله وسينهيـــه كليـــا ً , لقــــد أتضــح هــذا الرهـــان في الأيـــام الأولــى للعـــدوان , إذ سُـخرت الماكنـــة الأعلاميـــة المرتبطـــة بالتحالـــف الأمريكــي الشرق أوسطـــي وبالتــزامن مع التصــريحات الرئاسيــة لدول مصــر والأردن والسعــودية والكـــويت لإثـــارة الــداخل اللبنــاني ضــد حزب الله معتبرة أيـــاه بأنــه هــو سبـــب مــا يتعــرض له بلـــدهم , وهـــذا دليل علــى إن العـــدوان كان مبيتـــا ً وليس رد فعـــل لأســـر جنديين إســـرائليين , وسقــوط هـــذا الرهـــان ســـوف يعجـــل من إظهـــار بقيــة الأوراق البـــديلة للخطـــة ومحـــاولة تنفيــذها , فكــل خطـــوة لهـــا بديـــل , ويبقـــى صمـــود المقاومـــة هو الكفيــل بسقــوط الأوراق واحـــدة بعــد أخـــرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك