المقالات

وحدة الشيعة قدرهم قراءة تاريخية عامة وسريعة للسياسة الشيعية

1255 23:25:00 2008-09-30

( بقلم : محمود الربيعي: كاتب وباحث عراقي )

وحدة الشيعة في عصر الاسلام الاولكان الشيعة وحدة واحدة في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانهم يعرفون منزلته وكيف عزز الشيعة حكم الاسلام ودولته العادلة حيث التف حول الرسول ووصيه النخبة من الصحابة كسلمان وابوذروعمار حتى وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم فبقيت تلك النخبة لصيقة بالوصي تؤمن بالاسلام وقيادته الشرعية بعد ان اصبح الحكم هدفا لتحقيق المصالح.

حروب المصالح والاغترار وتفرق البعض ممن عرف الامام خصوصا في مرحلة حكمه فانقسموا على انفسهم ايا م حروب الجمل وصفين والنهروان بسبب الاطماع وفقدان الموازين العقلية رغم ان عليا عليه السلام لازال في ذاكرتهم قد شارك في جميع الحروب التي حارب فيها المسلمون اعدائهم من المشركين في مرحلة التاسيس وهي مرحلة بناء الدولة الاسلامية التي اشتد عودها بعد تلك الحروب وبعد ان قاد النبي صلى الله عليه وسلم وعلي عليه السلام تلك الجيوش التي بنت الدولة الفتية وحقق الانتصارات.

الحرب الجبانة التي شنتها السلطات الاموية وتفرق الشيعةوفي مرحلة حكم الامام الحسن عليه السلام تفرقت شيعته بسبب الخلل الحاصل في القيادة الميدانية واساليب الغدر والطمع التي انتهجتها السلطة الاموية الحاكمة في بلاد الشام.. ولم يختلف الامر في زمن الامام الحسين عليه السلام عندما تفرق القوم من حوله وتركوه وحده في الميدان يقاتل مجرمي هذه الامة وطغاتها الحاكمين.

وحدة الشيعة في مرحلة التنظيم السريواستمر الامر على هذا المنوال طيلة فترة حكم الامويين والعباسيين التي رافقت حياة الائمة القادة من اهل بيت العصمة والطهارة يعانون من جور السلطات. واظهر الشيعة وحدتهم التنظيمية والسياسية والعقائدية في موقفهم المعارض عبر التاريخ في مواجهة الظلم ونظموا انفسهم في عملهم المنظم السري في مواجهة الهجمات الشرسة المستمرة التي مورست تجاههم من قبل السلطات الحاكمة عبر مراحل التاريخ في حياة ائمتهم وبعد مماتهم حتى في عصر الغيبة ، ونجحوا في العصور الاخيرة في مواجهة التحديات الخارجية حتى فترة مرجعية السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره الذي كانت مرجعيته وقيادته رائدة في الاوساط الشيعية العالمية في مختلف الدول.

حاجة الشيعة الى الوحدة واليوم تشهد الساحة الشيعية نموا مضطردا ومضطربا كما حدث ويحدث في كل من العراق وباكستان وغيرها من الدول التي يعاني منها الشيعة مشاكل تهدد حياتهم ووجودهم ومنعهم من المشاركة في الحكم او في العملية الديمقراطية والحد من حركتهم السياسية والعقائدية نتيجة لمخططات ودسائس الدوائر الطامعة في الحكم وثروات الامة، وبسبب الخلل في اليات تحقيق الاهداف وذلك ناتج عن عدم الايمان العميق برسالتهم واتباع الاهواء وتفكك المواقف العقائدية والسياسية بالشكل الذي اصبح يهدد وحدة الشيعة وحياتهم ومستقبلهم. ففي العراق مثلا وبعد سقوط النظام البعثي الحاكم اظهروا اداءا سياسيا ضعيفا امام العالم وامام شعبهم عبر عن عدم وحدتهم السياسية نتيجة للاسباب التي ذكرناها.

الشيعة والسنة يفقدون وحدة الموقف السياسيففي الوقت الذي اصبح فيه المسلمون ينادون ويلحون من اجل وحدة العالم الاسلامي فاذا بالشيعة او السنة بدؤا يفقدون حتى وحدتهم داخل الطائفة الواحدة، فالشيعة بدؤا يتنازعون على السلطة كاحزاب ومجموعات متفرقة، ولم يكن السنة بافضل منهم، ذلك لانهم فقدوا وعيهم السياسي، وحتى وعيهم العقائدي مما جعل الاعداء يطمعون بهم.

القيادات الشيعية ومهمات المرحلة الصعبة في بناء الوحدة الشعبية ان الظروف الحرجة التي يمر بها العراق تتطلب مزيدا من الحاجة الى توحيد الوقف السياسي والذوبان في مشروع الوحدة وعدم السعي الى السلطة فرادى كاحزاب متفرقة لانهم سوف لن ينالوا مايطمحون اليه من سعادة، فالنصر لاياتي من الفرقة والتشتت او بطريق الصراع على السلطة او القيادة، فينبغي ان يكون المشروع الشيعي اكبر من ذلك حيث ان المشروع الشيعي العام يؤمن بتحقيق العدالة ضمن المشروع العقائدي الكبير من اجل سعادة المجتمع البشري لذا فان الواجب يحتم على قياداتهم ان يتخلوا عن المصالح الحزبية ويغلبوا المصلحة العامة، ويحتاج ذلك الى اعادة النظر في الوجودات الحزبية وفي تقييم الاشخاص خصوصا في خطوط قياداتهم وحتى في صفوف تنظيماتهم وعليهم ان يكونوا اكثر وعيا لافشال مخططات الاعداء.

القيادة الشيعية مطالبة بمشروع وحدويان المشروع الشيعي لاستلام السلطة والحكم لابد ان يكون مشروعا يتناسب والاهداف الكبيرة لتحقيق دولة العدل والسلام لا الدولة التي تفتقد عوامل الوحدة والنماء وقيادة الشعب.

الوحدة العالمية الشيعية ضرورة ملحة ضمن المشروع الاسلامي الوحدويواما في باكستان ولبنان والبحرين ومختلف الدول في الشرق الاوسط وشبه الجزيرة العربية واسيا وافريقياالتي تضم كيانات شيعية كبيرة فالشيعة يواجهون مصاعب جمة تتطلب منهم ان يكونوا اكثر وحدة واكثر تماسكا لافشال الهجمات المعادية التي تستهدفهم حيث يتعرض الشيعة في اكثر من مكان الى مضايقات وانتهاكات لحقوقهم داخل بلدانهم.

خاتمةفاذا كانت القيادات الشيعية تريد ان تحقق لشعوبها فرصا من النجاح لابد لها ان تهتم بوحدتها وتصحيح مساراتها الوطنية وان تهتم بسياستها العقائدية والتنظيمية وبانتهاج سياسة ناجحة معتمدة على شعوبها وطاقات شعبها، وان تختار لها سياسات اكثر عقلانية واعتدالا دون ان تنزلق في متاهات الفرقة او الوقوع في شراك الانظمة العدائية او العدوانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك