( بقلم ناصر علي )
التحالف الوهابي الصهيوني الأمريكي الذي بدا جليا في الهجوم الإسرائيلي الأمريكي علي لبنان . هو في الحقيقة تحالف قديم يرجع إلي نشأة المذهب الوهابي علي يد الجاسوس الإنجليزي همفر قبل أكثر من ثلاثمائة عام .
ومنذ ذلك الوقت عمل قادة المذهب الوهابي علي خدمة المشروع الإستعماري الإنجليزي و الإستيطاني الصهيوني في فلسطين. بريطانيا لعبت الدور الأول في إنشاء دولة أل سعود الأولي و الثانية وذلك ليكون لها خنجر مسموم في خاصرة الأمة الإسلامية. و لقد كان لبريطانيا ما أرادت فقد قام أل سعود بالعديد من المجازر و المذابح بحق المسلمين و بخاصة الشيعة والذين كانوا يشكلون أكثر من ثلث سكان نجد. وقد إستطاعت الدولة السعودية الأولي و الثانية إبادة الشيعة من أهالي نجد إبادة كاملة إلا من بعض الأسر التي إستطاعت أن تهرب إلي بعض الدول المجاورة و مازالت تحمل أسم النجدي إلي اليوم أو أسماء مناطق نجد مثل الأشيقر.
كما إستطاعت الدولة السعودية الثانية هدم المساجد و الأماكن المقدسة في الحجاز بل و مهاجمة كربلاء و قتل الألوف من المسلمين إضافة لإختطاف المئات من النساء و الفتيات و إعتبارهن جواري يجوز بيعهن. هذا إضافة إلي قطع خطوط الإمداد و تشكيل خطر علي الحجاج و علي القوات العثمانية. ولكن الدولة العثمانية إستطاعت تجنيد قوة مصرية بقيادة إبراهيم باشا و الذي قضي علي دولة أل سعود الإجرامية وجلب حكامهم مقيدين إلي القاهرة مع موجودات الغرفة النبوية التي سرقها أل سعود بعد مجازرمكة و المدينة و إستيلائهم علي الحجاز.
و لكن أحد أفراد الأسرة هرب إلي الكويت وهو عبد الرحمن أل سعود . وهناك قام المندوب السامي اليهودي بيرسي كوكس بتجنيد و لده عبد العزيز بن عبدالرحمن أل سعود ليكون رأس الحربة الجديد ضد الإسلام . و لقد جندت بريطانيا و الحركة الصهيونية كل طاقاتهما لبناء دولة سعودية جديدة تكون خنجرا جديدا في ظهر الأمة الإسلامية. ولقد كان لها ما أرادت فهذه الدولة السعودية قامت علي دماء المسلمين سنة و شيعة . و يكفي مثلا أن نذكر مذبحة الطائف حيث قتل ثلاثين ألف مسلم سني بدعوي أنهم كفار مباحين الدم و المال و العرض لأنهم ليسوا علي دين إبن عبدالوهاب و عبد العزيز بن سعود و دين أسيادهم الإنجليز سابقا و الأمريكان حاليا و الحركة الصهيونية أساسا.
أما عن إجرام أل سعود بحق الشيعة فسأذكر ثلاث نماذج:أولا باكستان: و التي شن النظام السعودي حربا إرهابية ضد الشيعة فيها و ذلك لأنهم إستطاعوا أن يبنوا مشروعا حضاريا متميزا مكن باكستان أن تملك قاعدة صناعية و علمية متميزة بل و إستطاعت أن تملك مشروعا نوويا مدنيا و عسكريا أقلق الغرب و إسرائيل فقامت الدولة السعودية بإختراق النظام الباكستاني و دعمت إنقلاب ضياء الحق العسكري ضد الرئيس المنتخب الشرعي الشيعي ذو الفقار علي بوتو بل و قد أرسل الملك فهد سيفا حادا إلي ضياء الحق طالبا منه أن يستعمله في قطع رأس ذو الفقار بوتو و إرسال السيف و الرإس إلي السعودية كما ذكر ناصر السعيد في كتابة تاريخ أل سعود. كل ذلك لأن ذو الفقار أراد الكرامة لشعبه كل شعبة و صنع لهم السلاح النووي فطالته يد السعودية.
ثانيا أفغانستان: بعد سقوط الطالبان و هم صناعة سعودية بالكامل صدم الصحفيون و مراسلي و كالة الانباء العالمية من حجم المجازر التي تعرض لها الشيعة في أفغانستان علي يد السعودين و العرب الذين كانوا مع الطالبان و علي يد الطالبان و يكفي مثلا أنهم قتلوا أكثر من ثلاثين ألف شيعي في هيرات و حدها كما قام السعوديون و العرب الوهابين بقطه أيادي خمسة عشر ألف شاب شيعي في باميان و ذلك ليتأكدوا أنهم لن يحملوا السلاح. كما ثقبوا أرحام عشرات الألوف من الفتيات الشيعيات و ذلك لمنعهن من الإنجاب. و كل ذلك موثق بتقارير منظمة العفو الدولية.
أخيرا العراق و إيران: لقد نجحت السعودية و من خلفها الصهيونية في تدمير أعظم و أهم دولتين إسلاميتين العراق و إيران. فمن حرب الخليج الأولي و التي كانت حربا أمريكية سعودية بإمتياز و بتواطؤ و اضح من العميل الجاهل صدام. تلك الحرب التي أهلكت الحرث و النسل و دمرت البلدين . إلي قتل الحجاج الإيرانين في بيت الله الحرام ظلما و عدوانا مرورا بفرض الحصار الكامل علي العراق و مقاطعة إيران و دعم كل المجرمين و العملاء الإيرانين لقلب النظام و تدمير إيران. إلي التحريض الواضح ضد الشيعة في العراق. و ختاما الإشتراك في الغزو الأمريكي علي العراق و منع قيام دولة عراقية مستقلة وإذكاء الطائفية و تشجيع التكفيرين و دعمهم بالمال و الفتاوي و البهائم المفخخه.إن من يحرق العراق هو من يعطي الغطاء الشرعي لضرب لبنان وهو من يحرض ضد إيران إنه نفس النظام الذي قتل الحجاج في حرم الله و أزال أضرحة أولياء الله و هو نفس النظام الذي أقام المجازر في العراق و باكستان و لبنان و أفغانستان مستغلا المال المسروق من شيعة القطيف و ضعف المسلمين في مواجهته.ختاما نسأل الله أن ينصر المجاهدين و ينتقم من الطغاة المنافقين المجرمين.
ناصر علي
https://telegram.me/buratha