المقالات

ما الذي تفعله السعودية بالبقيع؟!

1283 12:31:00 2008-10-05

( بقلم : – محمد المرهون - الدمام)

في حين نجد بعض الدول ترهن تقدمها وتطورها باحترام المكونات التي تضمها أرضها نجد أن الدولة السعودية ترهنها في وحدة المكون – وبالذات المذهبي، ولذلك تمارس على بقية المكونات (المذهبية، الفكرية، الاجتماعية..) الإقصاء وإلغاء؛ بل وتحاول أن تتجاهل الخصوصيات الإسلامية وتدعم اتجاه مذهبي واحد يتوافق معها وينسجم مع سياساتها، ويمدها بالرأي الشرعي في هتك المقدسات، فتكون يده ضاربة - أي هذا المكون المذهبي- على كل مسلم يبدي الاحترام لها، وأقرب مثال لذلك واصرخ انتهاك على المقدسات الإسلامية هو ما نجده في ممارسات الدولة الدينية(!) في انتهاك حرمة أئمة البقيع(ع) بالمدينة المنورة والصالحين والصالحات من أصحاب وصحابيات الرسول(ص).

لابد أن تعترف الحكومة وتعي جيداً أن الشعب ضمن هذا النطاق الجغرافي الضيق ليس ذا نسيج مذهبي واحد، وإن قضايا العيش المشترك لا تتأتى بالمحاولات الهزيلة والإعلامية في إدعاء احترام خصوصيات المكونات المذهبية بهذا البلد، في حين نجد خطيئة هتك المقدسات الإسلامية المتمثلة في مقبرة البقيع الفرقد ماثلة أمامنا منذ عام 1344هـ ، وإلى الآن وهي تأن تحت محاولات الطمس من قبل من أطلقت الحكومة أيديهم في تحديد المشروع وغير المشروع من الممارسات الدينية الاعتقادية.

إن السماح لمكون مذهبي واحد ودعمه بالسلطة والمال في بلد مسلم ذي مكونات مذهبية مختلفة وتجاهل وتهميش بقية المكونات يُعد من أعظم الجرائم التي ترتكبها الحكومة تجاه شعبها. إن الحكومة بإتاحتها للسلطة المذهبية في تحديد المشروع وغير المشروع في شأن المقدسات الدينية الإسلامية يقتل اللحمة التي يدعون لها ليل نهار، ويصدع جدار الحوارات الوطنية التي بُنيت على أساس الدعوة إلى الاختلاف تحت سقف أخوي واحد ومفهوم مشترك واحد وهو(الوطن).

فإما أن تكون تلك الشعارات المرفوعة هي شعارات إعلامية جوفاء لا أساس لها في الواقع - وهذا ما يثبته الواقع - وإما أن تكون شعارات لها واقعها الذي يحمي من خلاله الخصوصيات المذهبية لكل مكون، ويحترم مقدساتها وممارساته التي تقوم على الدليل والبرهان.

إن مأساة البقيع لا يمكن أن تُمحى من الضمائر الإسلامية الحية والواعية مهما قامت العصابة المذهبية في محاولات تشويه الممارسات التي يقوم بها المسلمون عند المراقد الطاهرة في المدينة المنورة، وهي تدعوهم لمزيد من التحرك للضغط على الجهات الرسمية في الدولة السعودية من أجل البدء في التكفير عن خطيئة الهدم ومحاولات الطمس المنظمة التي تمارسها الوهابية، ودعوتها لرفع أيديهم عن مضايقة المسلمين عند المراقد الطاهرة، فالخيرات التي نحن تتنعم بها وتتنعم بها الحكومة السعودية هي وليدة جهود هؤلاء الأعلام (عليهم السلام) وعلى رأسهم جدهم المصطفى(ص)، فمن الذي أوصل هذا الدين لنا وساهم في إيصال قيمه والمحافظة على مبادئه من التشويه والطمس، أفهكذا نقابلهم بالجفاء؛ بل بمحاولات القتل المعنوي؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Hadi
2008-10-06
Dear mohammod the only way to save our blessing worships places in KSA is the independncy of Mekka and almadinah from the suadi and the the powers they works for to demolish our relegious figures.they full of hate to anything related to islam as I saw that from alhaj last year,they will never win as they fight against almightly allah
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك