المقالات

جمهورية العراق الشيعية

1515 13:47:00 2008-10-06

( بقلم : هادي جلو مرعي )

لدي شعور ان هذا الموضوع (يلعَّب النفس) لكني فضلت الخوض فيه لما رأيت من اخطاء سياسية عربية ترتكب بحق العراق -فهذا ليس مهماً- المهم ان الاخطاء تعود بالضرر على الشعوب والحكومات العربية.اغلب دول العالم تهرول لبناء سفارات في العراق، وارسال مبعوثين على اعلى مستوى، بينما لم تفعل الدول العربية الشقيقة شيئاً مماثلاً لهذا، وظلت في الغالب، اما مترددة، او مشككة او تبعث (كارتون مساعدات) وانا شخصياً استلمت كارتونة من هذا فيها رز وعدس وفاصوليا وعلبة معجون طماطم، وشاي، واشياء اخرى غير الشاي نسيتها.

سمح العرب الذين يرتبطون بصلات وثيقة للولايات المتحدة الامريكية، لجهات عديدة بان تصف الحال بالطريقة التي لاتلائم مستقبل العلاقة مع الشعب العراقي، وكان بالامكان استدراج هذا الشعب بعيداً عن الحكومات المتتالية منذ نيسان 2003، دون ان تبعث اشارات اليه انه محاصر وعليه ان يدفع ثمن ارتباط حكوماته بالمحتل الامريكي الذي لايجرؤ على النظر -مجرد نظر- الى خارطة بقية الدول العربية او المساس بامنها او بناء قواعد عسكرية على اراضيها وتجرأ في غفلة من الزمن واحتل العراق.

احدى اهم الاخطاء التي ارتكبها العرب انهم جعلوا العراق مجرد (بورسعيد) اخرى لاستقبال البضائع السورية والايرانية، والصينية، دون ان يكون لشركات عربية او مستثمرين او تجار من اقطار مجاورة للعراق او بعيدة عنه اي اثر في الاقتصاد العراقي، وعلى مدى نصف عقد من الزمن ولااعتراض على الوجود الاقتصادي لايران وسوريا، ولكن اتساءل لماذا لايملأ العرب الفراغ، ما داموا يشعرون بان ايران وسوريا تلعبان دوراً سلبياً في المنطقة. فلا هم فتحوا اذرعهم للشعب العراقي ولا هم سمحوا بان تجري الامور بطبيعتها وتركوا الامر (محيراً).

واذا كانت حكومات عربية لاتساعد العراق بظنها انه صار جمهورية شيعية، فهذا من اكبر الاخطاء الاستراتيجية التي قد ترتكب، لان العراق فيه من المكونات ما لايجهله العرب، وفيه من المسلمين السنة من لهم ثقل كبير جداً، وكان يمكن للعرب ان يلعبوا دوراً ايجابياً من خلال التدخل الهادئ لتنظيم العلاقة بين اكبر طائفتين فيه بدل النظر الى الامور بتشاؤم لايحقق رجاءً لاحد ولا يسمح للامور ان تاخذ مجرى غير الذي خطط له الواقع الذي يفرض معطيات يصعب تغييرها وعلى الاخوة العرب ان يتاكدوا ان العراق ليس جمهورية شيعية بل هو جمهورية عراقية تضم طوائف عدة اثبت ابناؤها خلال هذه السنوات انهم يرغبون بالعيش المشترك وبعثوا برسالة عبر جميع القنوات الموصلة للصوت والصورة للذين يريدون للعنف ان يكون عنواناً للبلاد تقول: سلاحكم ما يجيب دولة.

هادي جلو مرعي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي لور الفيلي
2008-10-07
بعد التحيه الطيبه اوفى الكاتب بما لا يقبل الشك كل جوانب الموضوع وله الشكر وارغب باضافه ارى انه اكبر مشكله نعاني منها نحن العراقيين هو الاهتمام براى الاخرين مما ياخرنا كثيرا اقصد راي العرب وما يقولون عنا هذا الزمان زمان حكم الشعب العراقي لابد بالاهتمام بامر بلدنا لا غير وفتح العلاقات مع كل دول العالم ولا نستجدي ممن له وجهة نظر عنصريه او طائفيه نحن العراق نحن العراق وما ادراك ما العراق اسمه في الذرى ان صار العرب معنا هم باعيننا والا الله الغني
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك