( بقلم خضير العواد )
لقد طرحت مبادرة المصالحة الوطنية من قبل رئيس الوزراء خلال هذه الايام ورغم الاندفاع الكبيرمن قبل الحكومة لهذه المبادرة واعطاءها الاولوية وبناء عليها الكثير من التاءملات طبعا من خلال نجاحها والا فالعكس تماما كما تصرح به الحكومة وعلى رئسها رئيس الوزراء نوري المالكي .هل كان توقيت المبادرة الوطنية خلال هذه الفترة صحيحا ام التريث بعض الوقت كان افضل .وهل فكرة المبادرة تعتبر الدواء الشافي للعمليات الارهابية في العراق وهل يحتاج العراق لمبادرة المصالحة الوطنية اصلا .
كل هذه التساؤلات تثار خلال هذه الفترةوخصوصا والعمليات الارهابية تزداد يوما بعد يوم تنظيما وخطورة وكاءن المصالحة الوطنية اعطت وقودا للساحة كي تزداد اشتعالا لا العكس لما اريد منها وهي التهدئة .هل العلة الحقيقية لم تشخص واسباب الارهاب لم تعين لهذا السبب كانت الوصفة الطبية خاطئة جدا ولها تاثيرات سلبية على الساحة , لان تعيين المرض وتشخيصة يساعد 75% الطبيب على التخلص من المرض .ومن خلال متابعةالساحة العراقية وتصريحات السياسيون اصبح الجميع يعرف المرض واسبابه ولكن التخوف وعدم الجرئة على اعطاء الدواء الشافي كله يؤدي الى تفاقم الحالة الارهابية كالطبيب الذي يعرف ان شخصا ما مصاب بمرض السرطان وليس هناك وسيلة للتخلص من هذا المرض القاتل سواء قطع العضو حتى يسلم الشخص من هذا الداء فهل يقطع العضو ام لا فهذه هي المعضلة في العراق .
علما ان الجميع يعرف العلة والسبب لهذه الارهاب ومن يعطيه الدعم السياسي والمادي لكي يزداد بشاعة واجراما, فالسبب الحقيقي موجود تحت قبة البرلمان وهذا ليس مخفي عن احد والذي يصل الى هذه النتيجة لايراد منه الخبرة السياسية او الدراسات العليا ولكن تصريحات الملتحفين بقبة البرلمان هي التي تشير الى هذه النتيجة فكيف للمصالحة الوطنية ان تنجح وطريقة المصالحة بعيده كل البعد عن اسباب الارهاب .فالمعالجة يجب ان تتم تحت قبة البرلمان والمعالج الحقيقي يجب ان يفعل القانون والدستور وقانون اجتثاث البعث وقانون مكافحة الارهاب بهذا التفعيل سوف يصل الى الطريقة الحقيقية التي تؤدي الى المصالحة الوطنية اما اللف والدوران وتغطية جرائم واخطاء الاخرين هي التي توصل الى طريق الحرب الاهلية لان مسئلة الدفاع عن النفس مسئلة غريزية واذا شاهد المواطن ان موقف الحكومة سلبيا اتجاه مكافحة الارهاب ولم تقوم بتوفير الحماية اللازمة له فالمواطن بشكل غريزي سوف يقوم بالدفاع عن عائلته ونفسه ولا يترك الاخرين اي الارهاب يحرق الاخضر واليابس وهو يقف مكتوف الايدي وهذا خلاف العقل والمنطق .
فعليه عندما تمسك الحكومة اي دليل يؤدي الى تعيين او تحديد اسباب الارهاب يجب الاهتمام بهذا الدليل وفق القانون والدستور وغيرها من القوانين التي تضمن الامان للمواطنين .مثلا عندماتجد الحكومة في ذاكرة تليفون الزرقاوي ارقام تليفونات عدنان الدليمي ووطارق الهاشمي وغيرهم من القيادات السياسية او عندما تمسك حماية طارق الهاشمي تقوم بعمليات ارهابية في مستشفى اليرموك او الذين اطلق سراحهم من السجون بمساعدة طارق الهاشمي والدليمي والزويبعي اغلبهم قامو بعمليات ارهابية مرة ثانية وهذا ما اكده رئيس الوزراء وغيرها من الادلة التي تثبت بشكل يقين على ان قياديين في البرلمان العراقي هم مسؤلون بشكل حقيقي عن اغلب العمليات الارهابية التي تحدث بشكل يومي ويحدث هذا كله تحت الحماية الامريكية , فهل توفر مثل هذه الادلة اي نسبة لنجاح للمصالحة الوطنية , ففي هذه الحالة فان الحكومة تشترك بصورة مباشرة او غير مباشرة في مساعدة العمليات الارهابية وتقتيل الناس لانها تعرف الخطر ولاتبعده عن الناس بل العكس عندما يتم تقتيل الناس تحت انظارها ومسامعها ولاتقدم شئ سوى الاستنكاروهل الاستنكار يرجع الموتى او يفعل شئ اخر.
فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال(المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) والقوة هنا لحماية الناس والدفاع عنهم ,لانريد بها اخذ حقوق الاخرين بل نريد الدفاع عن حقوقنا بقوتنا لا بالتنازلات التي تزيدهم قوتا وتجعلنا اكثر ضعفا.
فالمصالحة الوطنية الحقيقية هي تفعيل القانون والدستور فهما الرادع الحقيقي للعمليات الارهابية والارهابيين والا فدعوا الناس تدافع عن نفسها واموالها ولاتقيدوا ايديهم وتجعلوا الارهابيين يقتلونهم ويسلبوا ممتلكاتهم ففي هذه الحالة اذا اعلنتم مئة مصالحة وطنية وغيرتم ما شئتم من رؤساء الوزراء فلايتم اي شئ الا بتفعيل القانون والدستور فان الجميع سيعيشون بامان وسلام عندها ستتم المصالحة الوطنية بشكل طبيعي وفوري .خضير العواد
https://telegram.me/buratha