( بقلم المهندس داود الزبيدي )
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاالحمد لله رب العالمين الذي حقق للمجاهد الشاهد الشهيد آية الله المجاهد السيد محمد باقر الطباطبائي الحكيم(قدس الله روحه الشريفة ) أمنيته وهاجسه وأكرمه بالشهادة فهنيئا" له بها وهنيئا"لها به ، وهنيئا" لبقية الله في أرضه إمامنا وقائدنا الحجَة بن الحسن العسكري (عليهما السلام ) وعجَل الله تعالى فرجه الشريف بإنتقال روح فقيد الأمة وأرواح من استشهدوا معه ظهر يوم الجمعة العاشورائي من الروضة الحيدرية إلي الروضة الأبديَة حيث جنة الخلد الَتي وعد بها الرحمن عباده المخلصين.
يا مولانا أيها السيد الشهيد الحكيم عزاؤنا إننا على دربكم ماضون، وان منهجكم المتسم بالاعتدال وأهدافكم النبيلة في إقامة حكم الله عزَ وجل والوحدة والعدالة والتحرير قد ارتفعت إلى مصاف قدسيَة شهادتكم بعد أن ارتوت بدمائكم الطاهرة ودماء محبيكم وفاح أريج عطرها في أرجاء وطننا العزيز. وصارت رمزا" عاليا" بين رموز حركتنا الرسالية المعاصرة وامتدادا" لطريق الجهاد الذي إختطه صدرا العراق السيد الشهيد محمد باقر الصدر مفجر الوجدان العراقي (رضوان الله عليه ) والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر شهيد الجمعة (رضوان الله عليه ) ، وهو ثمرة صبركم المرير و جهادكم الطويل خارج الوطن وفي أحضانه بعد عودتكم إليه ، ولا غرابة في الأمر فهذا طريق سيدا شباب أهل الجنة جدكم الإمام الحسن (عليه السلام) الذي استشهد مسموما" وأخوه الإمام الحسين شهيد كربلاء (عليه السلام) وأبوهما الإمام علي بن أبي طالب شهيد المحراب (عليه السلام) وأمهما الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) ((سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)) .
يا مولانا أيها السيد الشهيد الحكيم أكرم بها من شهادة تلاقي بها الله عزَ وجل وجدك رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وأنت صائم في أول يوم من شهر رجب الأصب ، وأنت متوضئ وأتممت أداء صلاة الجمعة إماما" للمصلين في صحن مرقد جدك أمير المؤمنين (عليه السلام) وضجيعيه آدم ونوح (عليهما السلام) ومجاوريه هود وصالح (عليهما السلام) ومراقد الملايين من المؤمنين في أرض الغري ، وعلى خطى سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) الذي أستشهد عطشانا" بشط الفرات بعد أن أقام الحجة على أعداء الله وأعداء الدين في عاشوراء ، فقد نعيت أعداء الله والإنسانية الذين ارتكبوا الجريمة الغادرة في خطبتك التي أقمت فيها عليهم الحجة ووضعت فيها النقاط على الحروف...
أنت الذي ولدت ونشأت في بيت علم وشرف ودين قدم قوافل من العلماء الأعلام و الشهداء الرساليين في سبيل الله ، فوالدك المرجع الأعلى للأمة آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) الذي شملت رعايته جميع المؤمنين، والذي وقف الحكام على بابه ، وكانت رعايته لجماعة العلماء والانفتاح على بقية المذاهب ذات أثر كبير لإيقاف المد الإلحادي في حينه ، وما مكتبات الحكيم التي أنشئت في مختلف المدن إلا مدارس لتوعية المسلمين و رعاية طاقاتهم وتنظيمها في سبيل جعل كلمة الله هي العليا.. وأخوك آية الله السيد يوسف الحكيم (قدس سره) الذي ضرب مثلا"في الزهد ومخافة الله عند إندفاع جموع المؤمنين نحوه وتعلقهم به و إصرارهم على تقليده بعد وفاة والده المرجع الحكيم (قدس سره) هازجين ((من بعد المحسن سيد يوسف قلدناه ))إلا إنه أصَر على الامتناع تورعا" وأشار لهم بالتوجه لتقليد مدرس النجف الأول حينذاك السيد الخوئي(قدس سره) ....
وأخوك العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (رضوان الله عليه) الذي هاجر في سبيل الله وامتدت إليه أيدي الغدر لينال الشهادة في عاصمة السودان....وهكذا الشهداء الآخرين من آل الحكيم ومن شهداء العراق أجمعين ممن يصدق عليكم ما ورد في حديث الكتاب المنزل من الله تعالى لنبينا ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ((فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنين في نسائهم . أولئك أوليائي حقا". بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس،وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصار والأغلال. أؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون )) .
سيبقى موضع استشهادك مزارا" ومحرابا"للصلاة. وسنبقى إلى ما شاء الله نردد معك دعاء نبي الله نوح (عليه السلام) ((ربِ لا تذر على الأرض من الكافرين ديَارا)) ، ونهتف مع طيف صوتك الهادر صيحة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) المدويَة بوجه الطغاة والظالمين على مر العصور ((هيهات منَا الذلَة ))... ويقينا" إن الأرض التي أنجبتك لن يصيبها العقم ، وستقتص القصاص العادل من الذين ارتكبوا هذه الجريمة الغادرة وتصدق عليهم أبيات الشعر التالية :يا لحمقى أغبياءمنحوه حين أردوه قتيلاألف عمر وشبابا"وخلوداوجمالا"ونقاءوسلام عليك يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حيا .
https://telegram.me/buratha