المقالات

زيارة السيد عمار الحكيم لمحافظة صلاح الدين وتعزيز الوفاق الوطني بين العراقيين

1164 14:43:00 2008-10-07

( بقلم : احمد عبد الرحمن )

تحمل زيارة نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى كل من مديتي سامراء وبلد، ومحافظة صلاح الدين دلالات ومعان مهمة ومؤشرات سياسية ايجابية، تحتاج الى قراءة دقيقة وموضوعية وهادئة، قد لايستوعبها مقال واحد.

وزيارة السيد عمار الحكيم الى سامراء، وتحديدا لمرقد الامامين العسكريين، تؤشر في جانب منها الى طبيعة المتغيرات الكبرى الحاصلة في المدينة، التي جاءت على العكس تماما مما كان يخطط ويأمل الارهابيون حينما نفذوا جريمتهم البشعة بتفجير مرقد الامامين العسكريين في الثالث والعشرين من شهر شباط-فبراير من العام 2006، وتفجيره مرة اخرى بعد اربعة شهور بنفس الطريقة تقريبا.

وهنا جاءت الزيارة لتعطي زخما كبيرا ومهما وضروريا للانجازات والمكاسب الامنية المتحققة، وزخما بنفس القدر لعمليات اعادة اعمار المرقد الطاهر، والتي قطعت اشواطا جيدة بفضل المتابعة الجادة من قبل جهات عديدة، كالمرجعية الدينية، والحكومة الاتحادية، وديوان الوقف الشيعي وشخصيات ومؤسسات اخرى فاعلة ومؤثرة لديها حرص كبير على اكمال عمليات اعادة الاعمار بأسرع وقت، لفتح ابواب هذا المكان المقدس على مصاريعها امام محبي واتباع اهل البيت عليهم السلام وعموم المسلمين من داخل العراق وخارجه. واذا كانت زيارة سامراء مثلت شقا-او جزءا-من الرسالة، فأن زيارة محافظة صلاح الدين واللقاءات الموسعة مع كبار المسؤولين المحليين وشيوخ ووجهاء العشائر والشخصيات المهمة في المحافظة، مثل الشاق الثاني في الزيارة الذي اكمل من حيث المضامين والابعاد والدلالات الشق الاول.

والنقطة الاساسية الاولى في الزيارة تكمن في انها مثلت خطوة مهمة لترسيخ مظاهر الثقة وازالة سوء الفهم والتصورات التي قد لاتكون دقيقة بما فيه الكفاية، والتي ترتكز على خلفيات سياسية وطائفية تعود الى حقبة النظام الصدامي البائد، والاعوام القليلة بعد سقوطه، والتي شهدت محاولات ومساعي محمومة من قبل اطراف خارجية وداخلية لاثارة الفتنة بين مكونات المجتمع العراقي عبر اثارة هواجس ومخاوف ذات طبيعة طائفية ومذهبية وقومية وحتى دينية.

وقد يكون الامر مع محافظة صلاح الدين ينطوي على خصوصية معينة ارتباطا بحقيقة ان رئيس النظام البائد صدام ينحدر من تلك المحافظة، وهناك قدر من الولاء العشائري له، مازال موجودا وقائما حتى الان رغم طوي صفحته وصفحة نظامه الى الابد، وهذا القدر من الولاء العشائري يقف حائلا دون مد خيوط التواصل مع الحالة الاجتماعية، ببعدها العشائري، والوضع السياسي في المحافظة.

زيارة السيد عمار اوضحت بما لايقبل اللبس والغموض ان الامور ليس بهذه الصورة، وان هناك افتراضات وتصورات خاطئة بهذا الشأن، اذا ان ابناء محافظة صلاح الدين يتميزون بقدر كبير من المرونة والانفتاح، وليس لديهم نفس طائفي ضيق، ورغم ان صدام كان ينتمي الى تلك المحافظة، الا ان الاخيرة تعرضت الى اضطهاد وظلم غير قليل من النظام البائد، ولم تكن بمنأى عن دمويته واجرامه واهماله للقسم الاكبر من ابنائها، ويكفي للتدليل على هذه الحقيقة الاشارة الى ان عدد افراد عشيرة صدام الذين يبلغ تعدادهم ما بين خمسمائة وستمائة شخص، تم اعدام ستة وثلاثين منهم على يد النظام البائد، أي بمعدل شخص واحد من كل عائلة او عائلتين.

النقطة الاساسية الثانية، هي ان الزيارة ازالت التصورات القائلة بأن اتباع اهل البيت، من خلال القوى السياسية والدينية يتهمون اتباع المذهب السني، وتحديدا ابناء محافظة صلاح الدين، بتفجير مرقد الامامين العسكريين، ولاشك ان مثل تلك التصورات بعيدة كل البعد عن الصحة، وغير خاف على الجميع ان الجهات التي ارتكبت جريمة استهداف المرقد الشريف حاولت ان تروج لذلك، بأعتبار ان ذلك يمثل احد ابرز اهدافها من وراء ما قامت به.ومثلما قال القيادي في المجلس الاعلى واحد اعضاء الوفد المرافق للسيد عمار الحكيم " ان زيارة السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والوفد المرافق له الى محافظة صلاح الدين جاءت للتأكيد على أهمية التلاحم وإزالة الفوارق والحواجز بين أبناء الشعب العراقي والتشديد على وحدة العراق أرضا وشعبا وكيانا" .

والنقطة الاساسية الثالثة مثلت الزيارة استكمالا لزيارة مهمة، لاتقل اهمية عن زيارة صلاح الدين، قام بها السيد عمار الحكيم قبل عدة شهور لمحافظة الانبار، والتي كان لها اثارا ونتائج ايجابية طيبة على الصعيد السياسي والاجتماعي، حيث انها عمقت الاواصر بين مكونات المجتمع العراقي، وساهمت في رفع جزء كبير من الحواجز النفسية، التي خلفتها جرائم الجماعات الارهابية المسلحة في مختلف مدن ومحافظات العراق. وفي الاطار العام فأن زيارة نائب رئيس المجلس الاعلى لصلاح الدين وسامراء وبلد، سيكون لها ابعادا سياسية ايجابية على المدى الاني والمستقبلي، تتمحور بالدرجة الرئيسية على تحقيق المزيد من الانفتاح والتواصل والتعاون بين ابناء الشعب العراقي، وتقوي ارضية الوفاق الوطني فيما بينهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك