بقلم : سامي جواد كاظم
في قصة يوسف (ع) قالت امراة العزيز الان حصحص الحق والحق يتحصحص عندما ينبلج من الافواه التي طمرته فالحصحصة تاتي بعد الطمر . واليوم نعيش نحن امة محمد كثير من الخلافات وهذا رافقه كثير من الحصحصات الحقة التي تظهر من جحر الباطل بين الحين والاخرمن غير ان تكلف اصحاب الحق العناء في الدفاع والاثبات .وكم من طاغوت حكم امة محمد اقر في ايامه الاخيرة بظلمه لال محمد واتباع ال محمد وان كان هذا الاقرار لاينفع امام الله الا انه شهادة للطرف المجني عليه . ولعل القرضاوي اخذ حيزا من الاعلام بفضل التجاذبات التي اثاروها وردوها ونددوا بها وهولوها بمجرد ان قال بعض اعلام الشيعة ان ما قاله القرضاوي غير صحيح فالمشكلة بالدفاع لا بالمعتدي عجبا على هذا الزمان ولكن الله عز وجل له ارادته في هذا الشان .
بالامس جمال البنا كان المفكر والقيادي الاسلامي ولكنه بعد ان (شطح ) قلمه باتجاه الحصحصة التي تحدثنا عنها في صدر مقالنا جاء تاليفة لكتاب اقر بما لم يقروا به وكابروا ولازالوا يكابرون في بعض مواضع الخلافات مع الشيعة الا وهي مسالة تدوين السنة والاحاديث الدخيلة . ولا اعلم لماذا تثار حفيظة فقهاء السلفية اذا ما اثار احد ابناء ملتهم مسالة الحديث الموضوع ووجوب البحث والتنقيب فان الرد العنيف يكون جاهز من غير الرد العلمي والنقاش المنطقي فهكذا ردود تكون دليل ادانة ضدهم .
كتاب البنا الحديث الاصدار هو ــ جناية قبيلة ( حدثنا ) ــ واية جناية اقترفتها قبيلة حدثنا فلا يعلم هولها الا من اعتقدو بها واذا ما اقترب منها كاتب او مفكر عندها تثار الحفيظة وتظهر العقيرة وتزبد الافواه . في هذا الكتاب تطرق البنا الى المسائل الحساسة التي تمس شرف البخاري ومسلم ابتداءً مرورا ببقية كتب الحديث السلفية حيث يقول (في العهد النبوي والخلفاء الراشدين كان الموقف المقرر هو تحريم كتابة الأحاديث، وأن من كتب شيئاً فإنما يكون لفكرة أن يحفظه، وبعد ذلك يتخلص منه ) وهذه حقيقة دائما يتملص منها السلفية اذا ما اثارها محاور او تفسر بوجهة اخرى ولكن البنا يستطرد بالقول فيقول ( أنه يقصد بقبيلة (حدثنا) هؤلاء الذين نقلوا للمسلمين عبر القرون الطويلة الماضية مئات الأحاديث ونسبوها للرسول صلى الله عليه وسلم )، انه قصد الى المجهول ولم يشخص من هم الذين نسبوا الحديث لرسول الله ولكن كما يقول المثل ( الذي تحت ابطه معزة تمعمع ) فالراد هو صاحب الفعلة اي المشخص بـ ( حدثنا ) .
ويدافع البنا عن كتابه بالقول (أن الكتاب يذكر حشدًا من أحاديث الرسول، ومن أقوال الخلفاء الراشدين، فضلاً عن الواقعة التاريخية، وهي أن الأحاديث لم تدون في عهد الخلفاء الراشدين، وأن عمر بن الخطاب بعد أن ارتأى تدوينها ظل يستخير الله شهرًا ثم خرج وقال: إنه ذكر أقوامًا وضعوا كتبًا وانكبوا عليها، ـ وأنا لا أشرك بكتاب الله شيئاً). هنا الاقرار ان عمر كما فعل الذي قبله منع تدوين الحديث وامر بحرق من دون الحديث بما فيها الاحاديث التي دونتها عائشة زوجة النبي عندما طلب منها ابو بكر بان تحضر ما دونت من احاديث رسول الله فجمعها وحرقها وهذا موجود في البخاري .
ومضى قائلا (بجانب تحريم التدوين، فإن الوصية المؤكدة والمكررة كانت الإقلال من الرواية، ولا نجد لأكبر الصحابة وأعظمهم إلا أحاديث معدودة بحيث يمكن القول إن جملة الأحاديث التي كانت تدور في المدينة قلما تزيد على خمسمائة)، وهذا اهم ما قاله البنا وهو مجموع احاديث النبي المتداولة في المدينة وهي خمسمائة حديث هنا السؤال المهم من اين له البخاري الاستدلال بالاحاديث التي جمعها والتي تتجاوز الستة الاف حديث الغير مكرر والتي توصف بالصحيحة على ان طرقها كلها صحيحة وموصلة الى رسول الله (ص) فقد وجه البنا ضربة قاصمة لهذا الادعاء .
وبعد ذلك بدأت تتوالى صفعات البنا الذي يقول انه ما قصدهم ولا يعلم ما فعل فانه يقول (أن قبيلة حدثنا أدخلت في العقيدة رؤية الله تعالى يوم القيامة، وبأن له يدين ليسا كأيدي البشر، والإيمان بعذاب القبر والشفاعة والحوض والميزان ذي الكفتين واللسان). وقال (إنها جنت على القرآن بما ادعته من نسخ، بحيث تنسخ آية أطلقوا عليها آية السيف قرابة مائة من آيات السماح والصفح والسلام، كما أوجدت أسبابًا هزيلة لآيات عظيمة رائعة الدلالة).وأضاف أن (قبيلة حدثنا أقحمت العشرات وربما المئات من أحاديث عن إسرائيليات لا أصل لها، وتحدثت عن مئات الأحاديث عن ـ الغيب ـ ، والغيب لا يعلمه إلا الله، وامتدت جناية قبيلة حدثنا إلى الرسول، فأكدوا أنه مرض حتى لا يعرف يمينه من شماله ، وأنه قال (تلك الغرانيق العلا وأن شفاعتهم ترتجى) في سورة النجم، وأنه كان يطوف على نسائه كل ليلة، وأوتي قوة 30 رجلاً)، كبرت كلمة خرجت من قلم البنا بحق علماء ملته فما كان ردهم على حقيقة طالما خاصموا الشيعة بسببها وجعلوا الشيعة افاكين جاهلين السنة . من يحرف القران ومن يحرف السنة ومن يدخل الاسرائليات في شريعتنا كلها اسئلة اجاب عليها البنا الذي اضاء ما يخشاه الظلام .
لهذا البنا السلفي ماذا كان ردهم ؟ هل تعتقدون طلبوا منه النقاش العلمي او انهم اصدروا بيان يفند ما قاله البنا لا هذا ولا ذاك بل جاءت ردود افعالهم تجريم ودعاوى وتنديد وتعزير ومطالبات بالمصادرة والتحقيق . فاستهل الرد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ يوسف البدري، طالب بفتوى له فيها السلطات المصرية بمعاقبته وحظر أحاديثه وكتاباته في وسائل الإعلام. وطالب الشيخ يوسف البدري الاعلاميين بالتوبة عن ترويجهم له، لأن ذلك يجعلهم آثمين مأزورين ويورطهم في ارتكاب مخالفات شرعية عنيفة.
وأضاف أن البنا لم يحصل سوى على الابتدائية القديمة منذ 70 عاما، وأمضى حياته كلها يثقف نفسه بالحركة العمالية تأريخا وتاصيلا وتطورا. وطالبت الفتوى السلطات بمنع أصحاب وسائل الإعلام من نشر أفكاره وزجرهم وضربهم على أيديهم وتعزيرهم، وبمعاقبة جمال البنا وسن التشريعات الرادعة له ولأمثاله ، بالامس مفكرا واليوم خريج ابتدائية . ومن جانب اخر وُجهت انتقادات للكتاب في بعض الدوائر المصرية، معتبرة إياه هجمة على المذهب السنيّ.
https://telegram.me/buratha
