المقالات

الأشقاء الثلاثة وكرسي الإرادة والتحدي

1299 14:40:00 2008-10-08

( بقلم : بشرى الخزرجي )

لم أستطع رفض طلب الشاب العراقي المهذب أحمد شلاه الحاصل على بكالوريوس علوم حاسبات والذي راسلني عن طريق العنوان البريدي الالكتروني المدون عادة تحت مقالاتي، في أن استمع له ولقصته وقصة شقيقتيه الشابتين حوراء مواليد 1978 الأستاذة الجامعية والحاصلة على ماجستير علوم حاسبات، وأخته الطالبة الجامعية أسراء المولودة في 1989، فطلبه أكثر من مشروع، إذ يعاني هؤلاء الأشقاء الثلاثة وهم من مدينة الحلة، من عوق جسدي (ضمور عضلي) أجبرهم على استخدام الكرسي المتحرك في قضاء حوائجهم اليومية، وبرغم تلك الإعاقة ومعاناتها استطاع الأشقاء المتآزرون المتحابون وبفضل مساعدة وصبر والديهم الكريمين وروح ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره، التحدي وكسر حاجز اليأس بإرادة عالية مؤمنه بقدراتها في تحقيق أعلى درجات العلم والمعرفة التي قد لا نراها عند الكثير من الأصحاء.

في الواقع لا اعرف من أين أبدأ وأنا أحاول قاصرة توصيل صورة قد تكون غير كاملة المعالم عن معاناة هؤلاء الأشقاء الذين يعدون وبحق مفخرة ونخباً عراقية جديرة بالتقدير والاحترام لما يبذلوه من جهد وعناء من اجل خدمة وطنهم رغم إعاقتهم الجسدية، في حين نجد الكثير غيرهم من الذين أنعم الله عليهم الصحة والعافية في البدن، لا تحركهم جبال الهموم والتحديات التي تواجه بلدهم بل ظلوا مستسلمين لليأس متقاعسين عن واجباتهم اتجاه وطنهم ومجتمعهم، ومهما ذكرت أو كتبت عن آلام ومحن ذوي الاحتياجات الخاصة يعد في واقع الأمر الشيء القليل جنب ما يكابده هم أنفسهم من هذه الآلام والمحن وعملية إهمال وتجاوز على حقوقهم المشروعة ، وصدق بيت الشعر القائل: ( لا تشكي للناس جرحا أنت صاحبه ..لا يألم الجرح إلا من به الألم)، لكن عزائي إنني انتصر لشريحة مهمة أجدها مهملة منسية بين تجاذبات وتشاحنات أروقة السياسة وروادها!

لن أتحدث عن ما قدمه ساسة العراق الجديد للمواطن العراقي البائس المسكين، بعد سنوات العذاب السالفة وما تلتها من سنين القتل والجثث المتناثرة في الشوارع والأسواق! فهذا موضوع يطول شرحه نخشى كثرة الكلام فيه كي لا نضطر دون قصد! إلى جرح مشاعر أصحاب الحس المرهف من المسؤولين الأفاضل، بل سأختصر كلامي عن فتاتين وفتى هم نموذج للإنسان العراقي الصابر على البلاء، ينشدون الأمل كل صباح ومساء من اجل الحصول على فرصة علاج من المرض العضال الذي أصابهم وهم في أعمار صغيرة وبقي هذا المرض ملازماً لهم حتى أصبحوا في ربيع الشباب ووهجه .. لقد دق الأشقاء أبوابا عدة، ،من مسؤولين كبار حتى القنوات الفضائية العراقية الرسمية منها والأهلية، (بشينها وزينها)،من اجل توصيل صوتهم ومناشدتهم أصحاب القلوب الرحيمة من أبناء جلدتهم لكن دون جدوى! فكما توقعوا لم يحصلوا على أذن صاغية أو باب تفتح لهم في بلدهم العراق الذي ينتمون له ولهم حق عليه كما له حقوق عليهم .

وقبل أن أنهي ما بدأت الحديث به وحتى لا أنسى، فقد سلّمت بيدي التي لا حيلة لها، تقرير ورسالة هؤلاء الأحبة إلى زوجة احد القياديين العراقيين حيث تعرفت عليها من خلال وجودها في مدرسة أولادي العربية في العاصمة لندن ووعدتني أنها ستحاول إيصال الرسالة إلى من يهمه الأمر! لكن وللأسف، الاستجابة لحالة حوراء وأسراء واحمد شباب العراق المعاقين، جاءت من جهة أخرى و مكان آخر، هو الإعلام المعادي كما يسميه البعض! قناة العربية الأخبارية التي أعدت تقريرها المقتضب عنهم وعرضته من على شاشتها في نهاية أيلول سبتمبر المنصرم في نشرتها الخبرية وفقرتها الخاصة التي خصصتها بمناسبة شهر رمضان المبارك (رمضان الخير)، وبعد ساعتين اثنين فقط من عرض التقرير القصير، مدت يد العون البيضاء مشكورة من دولة الإمارات العربية المتحدة وعن طريق هلالها الأحمر الإماراتي.وكل عام والعراق والشعب العراقي بخير.

بشرى الخزرجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد عادل الشلاه
2008-10-09
الوالدة -الاخت بشرى الخزرجي شكر لتلك الانامل التي خطت تلك العبارات وذلك المقالة الرائع ودعواتك لنا بالشفاء والدموع التي انسالت عند مشاهدتك للتقرير على قناة العربيةاتمنى من الله التوفيق لكي ولعائلتك الكريمة احمد الشلاه حوراء الشلاه اسراء الشلاه aaliraq30@yahoo.com
احمد عادل الشلاه
2008-10-09
الوالدة -الاخت بشرى الخزرجي شكر لتلك الانامل التي خطت تلك العبارات وذلك المقالة الرائع ودعواتك لنا بالشفاء والدموع التي انسالت عند مشاهدتك للتقرير على قناة العربيةاتمنى من الله التوفيق لكي ولعائلتك الكريمة احمد عادل الشلاه aaliraq30@yahoo.com
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك