المقالات

(( اذا جائكم روبرت فيسك بنبأ فتبينوا ... فسوق الاعلام العربي ))

1480 20:43:00 2008-10-09

( بقلم : حميد الشاكر )

منذ يومين او اكثر ذكر الصحفي البريطاني روبرت فيسك في احد الجرائد البريطانية خبرا عن معتقلين في السجون العراقية من الارهابيين ، وكيفية اقامت القصاص العادل بحقهم بشكل اعدامات ، ربما في بعض الاحيان تصاب حالة الاعدام بوعكة صحية فلم تعد قادرة على العمل بشكل جيدمع هذا المجرم او ذاك ، مما يتسبب بفشل حالة القصاص الابتدائية فتضطر السلطة التنفيذية لاعادة صورة اقامة القصاص من جديد لتتم المسألة !.وما ان ذكر روبرت هذا التقرير في جرائد المستعمر القديم البريطاني حتى وجدنا الاعلام العربي من عبد الباري دولار ومنبره المنخور في القدس العربي ، الى قناة العبرية ( العربية ظاهريا ) الممولة وهابيا سعوديا والمُدارة من قبل حزب الكتائب اللبناني بقيادة الجلاّد سمير جعجع ....... الى باقي مواخير الذلّ والرذيلة العربية قد تناقلوا خبر (فيسك) ذاك وكأنه هدية من السماء لعطش الاعلام العربي المتشوّق لسماع اي شيئ يهين كرامة الدولة العراقية الجديدة وتجربتها الحديثة في عراق مابعد المقبور الدكتاتور صدام حصين ، وما هي الا لحظات حتى انتشر خبر المؤمن السلفي روبرت فيسك انتشار النار في هشيم الاعلام والصحافة العربية المؤمنة بروح العدالة والديمقراطية وشرف المهنة وباقي الصالحات !.نعم هذا هو حال الاعلام العربي مع العراق والعراقيين اليوم ، ومجرد ان تُقيم سلطتنا التنفيذية قرار القضاء العراقي بتنفيذ القصاص العادل بمجرمي الارهاب العالمي الذين يقتلون الشعب العراقي وبصور يندى لها جبين البشرية الشاعرة ، تقام الدنيا ولاتقعد في اعلامنا العربي بكاءً على تنفيذ الاعدام بشلة الارهاب القاعدي في العراق ، فياترى ماهو المطلوب من الحكومة العراقية عندما تلقي القبض على ارهابي يدينه القضاء العراقي والادلة الجنائية بارتكابه حالات قتل متعمدة وزعزعة استقرار وقطع طريق وفساد في الارض ؟.ثم منذ متى في عرف المسلمين اصبح روبرت فيسك المؤمن الذي لاتخرج من فيه كذبة حتى يؤخذ تقريره بهذا الشكل من المصداقية وينشر في مواخير الاعلام العربي المسخر لذبح العراق يوميا ؟.وأليس من الغريب ان يتحدث روبرت البريطاني المطرود بما تحت الارجل من البصرة عن صورة اقامة القصاص ولايتحدث عن الارهاب الذي اقامته هذه المجموعات الارهابية لقتل الاطفال والنساء والشيوخ من الشعب العراقي ؟.واين الزمن الذي كان فيه البريطانيون اصحاب نوايا طيبة تجاه الشعب العراقي او شعوب المنطقة العربية والاسلامية حتى تكون لتقاريرهم الاخبارية الصحفية مصداقية بحب العراقيين والخوف عليهم وعلى وجودهم الانساني المحترم ؟.لعلي في حيرة الى من اوجه سؤالاتي الكثيرة : هل الى الاعلام العربي صاحب شهرة النفاق العالمية ونشر الكراهية ودعم الارهاب والدكتاتورية ؟.أم الى الصحافة البريطانية صاحبة اكبر مقصلة تاريخية لحقوق البشر في العالم المستعمر القديم ؟.انا افهم ان روبرت فيسك صاحب مصلحة في أشعال فتنة بين طوائف العراق المتعددة لهذا كتب ماكتب عن حكومة شيعية تعدم متمردين سنة ، وافهم ان الصحافة البريطانية لها ثأر مع الشعب العراقي الذي لم يزل (مكَواره ) حجره يرنّ على رأس المحتل البريطاني بعد طرده من جنوب العراق ثم من العراق ككل في العشرينات وفيما بعد ، وأعي ان للعالم الغربي مقاييس انجيلية دينية ترى في القصاص حكم اسلامي متخلف ، وادرك ان النفاق البريطاني ماركة مسجلة ومطبوعة على العقل الصحفي البريطاني منذ قديم الازل !.ادرك وافهم واتعقل كل ذالك ، لكنّي لم استطع فهم وحتى هذه اللحظة الرغبة العارمة للعقل الاعلامي العربي في تصديق او نقل كل ماهو سيئ عن العراق الجديد بغض النظر عن مَمن يأتي بهذا الخبر ، وان يكن من حاكه الشيطان الرجيم فغير مهم امام تلك الرغبة التي تريد سماع اي شيئ يقتل من حياة تجربة العراق الجديدة والمتدرجة شيئا فشيئا ؟.طبعا ان المؤمن السلفي روبرت لم يذكر نوعية الجرائم التي يدينها القضاء العراقي بالقصاص ، ولم يسأل عن سير العملية القضائية العراقية وما تأخذه من مديات قانونية ، ولم يذكر ......... اي شيئ ، سوى ان بعض المجرمين عندما يُلفُّ حبل القصاص العادل على رقبته ( صورة صدام القديمة تستحضر في العقل العربي ) ويهوي الى الارض فانه بسبعة ارواح شيطانية لايموت فيضطر المنفذين الى الانتظار ومن بعد ذاك ربما لاعادة محاولة تنفيذ القصاص مرّة اخرى ؟!.هذا ماراد ايصاله روبرت للعقل العربي الناقم على تجربة العراقيين الجديدة ، ولم يكن فيسك في تقريره هذا كاتبا لا الى حقوق الانسان ولا الى الثقافة الغربية ولا الى الشعب البريطاني بالخصوص ، فهل نجح فيسك بايصال الرسالة ؟.بالتأكيد نجح روبرت فيسك اليهودي الهوى والاتجاه والمنطلق من ايصال الصورة ورميّ الطعم لسمكة العقل العربي التي تصاد بالطعم الواحد عشرات المرّات بلا اتعاض يذكر ، وكما يقال في امثالنا العراقية ( قلب سمكة ) فما هي الا مقالة كتبها حاقد ومسيس بريطاني على العراق واهله اراد الفتنة واستمرار ماكنة القتل الارهابية في العراق ، حتى تلاقف الاعلام العربي الصورة ليعيد انتاجها من جديد باساليبه العربية البليغة ليكون العنوان الاول في اعلاميات العرب :(( اعدامات جماعية بالمئات تنفذ في سجون شيعية على ايدي ميلشيات حكومية )) !.هل هذا معقول ؟.هل هي مؤامرة عربية وعالمية على هذا الشعب العراقي الذي لايريد من الحياة الا العيش بسلام مع العالم ؟.هل يتبقى بعد هذه الموازين الاعلامية العربية وتلك الاخرى الاستعمارية البريطانية اي أمل باعادة انتاج الحب بين البشر ؟.واين حكومتنا من هذا الخبث الخارج من افواه الاعلام العربي بقيادة قناة العبرية المسماة عربية كفرا بالقيم البشرية السليمة التي تسرح وتمرح في شوارع بغداد بكل احترام وحب ، لابل ورعاية من قبل الحكومة والشعب العراقي لهذه الافعى التي لاتحمل لاطفال العراق الا السمّ ؟.يالله من اي الاتجاهات انا استغرب ، من النفاق البريطاني ، أم من الدعارة والقبح في الاعلام العربي ، أم من عجز حكومتنا الوحيدة في المنطقة العربية التي تحمل شرعية انتخابات ووجود ديمقراطي بعجزها امام فعل اي شيئ عندما ترمى بكل هذه الافتراءات والتهم ؟.ياحكومتي وحكومة شعبي العراقي مجرد بيان حكومي مندد !.مجرد انعال عراقي على وجه قناة العربية السعودية يرجعها الى احترام اسيادها من الشعب العراقي !.مجرد حركة مالكم كيف تحكمون !.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.خضير
2008-10-10
ان هذه القنوات الاعلامية معروفة و مسجلة بوقوفها ضد الشعب العراقي و دولته الجديدة،ولذلك ليس غريبا او هو انسياق اعمى وراء(فيسك)،فهذه القنوات القذرة حقا لن ترضى عن العراق الا اذا عاد الى حضيرة(الخليفة)،ونصب من جديد الوية دولة(أمير المؤمنين) بثوابتها الطائفية ومقاساتها(الوهابية).. وعند ذلك يصبح القتل بالمجان،والمقابر الجماعية،والاعدامات الكيفية،نصر للامة،وقبرا لمؤامرات الاعداء،ويستحق القائم بها لقب فاتح الفتوح ونصير الملة،ومبيد الفتنة .. ولله في العربية و....و.....الخ شؤون.
بدر غالب
2008-10-10
الحكومة العراقية لا تلطم هذه المنابر الاعلامية المسيئة للعراق بل تكافؤها - ويكفي ان ترى الاعلانات المتعلقة بالترويج السياسي العراقي على قناة العربية وباغلى الاسعار - واخيرا رأينا حتى اعلانات وزارة الزراعة العراقية على العربية واعلانات مقدمة من المركز الوطني للاعلام - وكلها يكتب عليها اعلان مدفوع الثمن - هكذا تتعامل الحكومة العراقية واجهزتها مع المنابر الاعلاميةالمعادية وتمنحها ملايين الدولارات مقابل شتمها للعراق .. ولا احد يعترض على منح العربية هذا الكم الكبير من الاعلانات السياسية العراقية !!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك