( بقلم نور الشمري )
إيمانا بالقاعدة الربانية التي نزلت على صدر رسولنا الأكرم (عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم) في القرآن الكريم، والتي تقول (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العلي العظيم. وتيمننا بما تناقلته الأخبار عن الأحداث التي جرت في مدينة الناصرية قبل أيام، سأسرد بعض مشاهداتي حينما كنا في مخيم ،(ذي سبع نجوم) كما أسلف (لوكي) من لوكية (الأمم المتحدة)، حينما وصف مخيم رفحاء (الصحراوي) على أرض الكرم (الحاتمي) في سعودية الملك (فهد). وهذه المشاهدات تستوجب الدراسة المعمقة، والتحليل النفسي الملتصق بالتكوينة الإجتماعية للمجتمع العراقي.
لقد إنتقل مجتمع عراقي مصغر الى الأرض السعودية بكل خواصه وخصائصه الحميدة والذميمة، ووفق ظروف قاهرة، وغربة قاتلة، وأحزان موروثة، وأهوال يشيب لها القلب قبل الرأس. تجمع هذا الطيف العراقي في مساحة صغيرة، تحيطه الأسوار والدبابات السعودية من الجهات الأربع، ليكون له متنفس وحيد الى العالم الخارجي عن طريق بوابة يقف فيها (أحفاد ومحبي إبن تيميه) وبيدهم العصي الكهربائية، التي تشهر على المتقربين من الباب بسبب أو بدون سبب.
ما في داخل هذه الأسوار الشائكة، عجائب من الأمور وغرائبها، مجموعة إتجهت الى التدين وحضور دروس الحوزات العلمية التي كان يلقيها بعض الشيوخ الأفغان، مجموعة أخرى أمتهنت التجارة، وأخرى أمتهنت سرقت قوت العراقيين، ومجموعة لبست لباس السياسه والتحزب، وأخرى أتجهت رغم الظروف الحالكة الى تطوير النفس والذات، وحتى إن رفاق (أبو تبارك) والمسؤولة المالية للحزب الإسلامي العراقي (الشريفة) حسنة (حتى لانخدش القراء) تواجدوا على أرض المخيم.
ولكن الغريب والأغرب من هذا وذاك، أن يتقاتل أهالي السماوة مع أهالي النجف، أو تهجم بعض من عشيرة (....) على مجموعة أخرى من أجل سوء تفاهم على (جليكان ماي)، لتخلف المعارك جرحى وقتلى. مع العلم أن الكل ضمن إطار مأساوي واحد، ومن بقعة واحدة، ومذهب واحد، وأمة واحد. فليس غريبا عندي، أن أسمع عراقيين من أهالي (مدينة الصدر) في الناصرية تقاتلوا بينهم من أجل (قنينة غاز)، وخلفوا قتلى وجرحى. ولكن الغريب، أن لا أسمع أن أمريكيا أو بريطانيا من أحفاد نظرية (فرق تسد)، قد أوقع بين المتخاصمين هذه العدواة والخصومة!!! أليس من الأجدر قبل أن نعيب غيرنا، نتجه الى دراسة مايعيب ذواتنا من أمور إجتماعية موروثة. مع أجمل وأرق وأحلى تحية. نور الشمري
https://telegram.me/buratha