( بقلم : أحمد رضا المؤمن )
لكُل مؤسسة إعلامية ( مقروءة أو مسموعة أو مرئية .. ) سياسة وآيدلوجية خاصة بها تتبناها وتسير عليها إسلوباً ومُمارسة وهدف من أجل تحقيق الهدف المنشود من هذه السياسة بغض النظر عن مُحتوى صلاحية أو فساد الفكرة وأدواتها .
اليوم يُفاجأ الكثير من الأحرار في العالم سيما شيعة العراق المظلومين وهُم يشهدون إصطفاف قناة الجزيرة بشكل مُثير مع المقاومة اللّبنانية الإسلامية البطلة بقيادة سماحة حُجّة الإسلام والمسلمين السيّد حسن نصر الله " دام ظله " وأبطال حزب الله الذين هُم بطبيعة الحال شيعة مُخلصين لله ولرسوله ولأهل بيت النبي "ص" في الوقت الذي ذاق العراقيون الأمرين ولسنوات عديدة من إصطفاف هذه القناة " المشبوهة " مع أعداء شيعة العراق وإيران وغيرها وكُل من يُكفرهُم ويدعو لفنائهم وفي مُقدمتهم الطاغية الجرذ صدام الهدام " لع".فهل يا ترى " تشيعت " الجزيرة كما يحلو القول للسذج ؟
أم أن حزب الله إنحرفوا ( حاشاهم الله من كُل سوء أو شطط ) ؟أم أن صحوة ( إستتراتيجيّة !! ) أصابت عقلية القائمين على هذه الجزيرة وعرفت العدو الحقيقي للعالم أجمع وهو الكيان الصهيوني اللّعين ؟؟الأسئلة العجيبة والساذجة كثيرة ، ولكن العجب سيزول بسرعة عندما يُعرف السبب إستناداً للقاعدة التي تقول ( إذا عُرف السبب بطل العجب .. ) .
فالجزيرة لم تتغير سياستها الحقودة ضد الشيعة عموماً وشيعة العراق خصوصاً قيد أُنملة إن صح التعبير .إنما هي المصالح وما تتطلبهُ من براغماتية إعلامية من مكان لآخر ، فموقف هذه القناة ( شُبه الداعم ) من المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله جاء لسببين هُما :
أولاً : العداء الشديد والمعروف بين العائلة المالكة في قطر وبين حُكّام آل سعود في السعودية ، وبطبيعة الحال فإن قناة الجزيرة قطرية ومحكومة بإرضاء طموحات ورؤى العائلة الحاكمة في قطر قبل كُل شيء . فكانت نصرتها الإعلامية لحزب الله من باب ( عدو عدوي صديقي ) . خصوصاً بعد أن شهد العالم أجمع الموقف السعودي القذر الخاذل والمتشمت من حزب الله وإعتبار ما قام به ( مُغامرة !! ) بالإضافة إلى صدور فتاوى أشد رجساً من فتاوى حاخامات بني صهيون كفتوى الناصبي إبن جبرين التي تُحرّم نصرة حزب الله وحتى الدعاء لهُ . فكانت نصرة ( إن صح تسميتها بالنصرة !! ) قناة الجزيرة لقضية المقاومة وتعاطفها معها مندرج تحت إطار الإستفادة من أخطاء وذنوب عدوها التقليدي في السر والعلن السعودية وحُكامها .
ثانياً : سياسة ( دس السم بالعسل ) وهي سياسة تتبعها الكثير من وسائل الإعلام العالمية المهمة سيما تلك المدعومة بالخفاء من رؤوس أموال وخبرات صهيونية ماسونية هدفها الأول والأخير التحكم بالسياسة العالمية . وأوضح مثال على إتباع الجزيرة لمثل هذه السياسة الخطيرة هو تبنيها لبث تسجيلات الظواهري وأشباهُه من الذين أصابهُم الحول وسخط الله تعالى وغضبه فإدعى بأن الجهاد يجب أن يكون في العراق " لأنهُ الأقرب إلى فلسطين " ثم " ليتمكنوا من لإقامة الإمارة الإسلامية في العراق ثُم النصر الأكبر والفتح العظيم ليذهبوا بعدها إلى تحرير فلسطين !! " فما كان من جهادهم الأعور هذا إلاّ أن يستشهد أكثر من ثلاثون شهيداً ( أو قتيلاً كما تُسميهم قناة الجزيرة وغيرها .. ) في إنفجار كبير آثم في الكرادة رُبما كان ترجمة فورية لإستراتيجية القاعدة وإبن لادين والظواهري في كيفية تحرير فلسطين .
فقد بثت الجزيرة هذا التسجيل في أحرج الأوقات التي تمر بها المقاومة في حزب الله والأمة الإسلاميّة والتي تتطلب تركيز الضربات والجهود الدبلوماسية واللوجستيّة والإنسانية والإعلامية وكل شيء ضد الكيان الصهيوني ومع المقاومة الإسلاميّة لا أن تُشتت جبهتنا حسب رأي الظواهري والقاعدة ( من بلاد الأندلُس إلى العراق .. ) دوناً عن جميع القنوات الفضائية الأخرى لتنال الجزيرة سبق البث في مُحاولة بائسة لتشويه وإرباك دور المقاومة الشريفة الإنسانية الإسلامية الحقيقيّة البطلة التي يمارسها أُسود حزب الله لا مقاومة الذبح والإغتصاب والتفخيخ في الأسواق الشعبية والأماكن العامة ..
إنما مثلُ هذه القناة الخبيثة مثلُ " حصان طروادة " تقول الحق وتُريد الباطل فحذار حذار منها ومن أهدافها وأساليبها الناصبية الماكرة . وكان الله في عون أبطال المقاومة الإسلامية البطلة في حزب الله الغالبون من أبناء مُحمّد وعلي والحسن والحسين والحمد لله رب العالمين .
https://telegram.me/buratha