( بقلم / د . حُسـام المــؤمن )
كم هي جميلة بعض الدول التي سنحت لي الفرصة بزيارتها ، وكم هي اجمل الدول التي نسمع ونقرأ ونشاهد من خلال شاشات التلفاز او الانترنت عن تقدمها وتطورها في محتلف الاصعدة والميادين ، فكثيرا ماراودني حلم جميل احببت ان يكون على ارض الواقع ، فيه رايت ان بلدنا العزيز بدا يخطو خطوات نحو التقدم العلمي والعملي ، والازدهار والبناء العمراني ، معتمدا على اسس صحية في التخطيط والبناء ، وواضعا نصب عينيه ابنائه دون التفريط في طاقاتهم وامكاناتهم ، التي طالما استفادت وتستفيد منها الكثير من الدول العربية والاجنبية ... وهنا تراودني بعض الاسئلة التي تمنيت ان اعرف اجابتها من السادة المسؤولين عن ادارة شؤون البلد بكافة مستوياتهم وتخصصاتهم .. لماذا انتم بعيدون عن شباب العراق ؟ لماذا انتم لاتستغلون طاقات شباب العراق ؟ لماذا يحرم العراق من خدمات ابنائه الشباب ويستفيد الاخرون ؟ لماذا تتمنى الكثير من الدول ان يكون لديها مثل شباب العراق والمسؤولين في العراق يتجاهلون شبابه ؟ ؟!!
عندما يريد البعض ان يستعرض خيرات العراق وموارده ، فعادة ما يبدا بالنفط والغاز والزئبق والكبريت والانهر و .......الخ ، ونلاحظ مع كل الاسف انه لا يذكر الكفاءات العلمية والخبرات الميدانية والطاقات الواعدة والايدي العاملة الماهرة والغيرة العراقية في العمل و ..... الخ ، الا ماندر ، وهناك المزيد من سمات ابناء العراق البررة ، وكانما التقدم المرتقب في العراق سوف يحصل بخيراته وموارده المادية فقط ؟!! .. لماذا ؟! لماذا ؟!!هذا التجاهل وهذا النسيان لماذا كل هذا الاجحاف لاهل العراق ، فانتبهوا يا رجال العراق وقاداته ، انتبهوا انكم تقتلون ابناء العراق بصورة غير مباشرة !! ..
فدعونا نستذكر قول سيد الكائنات صلى الله عليه واله وسلم ( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) ونكرر ونقول ايضا ( فذكر عسى ان تنفع الذكرى ) ، فنحن هنا نريد ان يعرف ويؤمن الجميع بانه لا يتم بناء للعراق دون الاعتماد على ابنائه الشباب الابطال ، ولا يتم القضاء على الارهاب في العراق دون الاعتماد على ابنائه الشباب ، ولا يحصل التقدم في العراق دون الاعتماد على الشباب ، فنحن في هذه الايام نعيش مرحلة تاريخية من مراحل العراق وهي ولادة اول حكومة دستورية دائمية للعراق ، والتي يقع على عاتقها تاسيس المفاهيم الحقيقية والثوابت الوطنية ورسم السياسات المستقبلية ، ونحن ندعوا لها بكل التوفيق والنجاح ،
وما اتمناه من السادة المسؤولين ان ينصفوا الشباب ، ويسعون منذ البدء بالاعتماد عليهم في بناء الدولة ، ليس باعتبارهم الشريحة الاكبر فحسب بل ان المستقبل يعتمد عليهم ، فاسعوا من الان ان تمحو غبار الماضي من على اكتافهم ، وان تعيدوا البسمة الى وجوههم ، وان تاخذوا بايديهم نحو الطريق الصحيح ، والقضاء على البطالة ، والبطالة المقنعة خصوصا، وانقذوا شباب العراق من الضياع ، والتخبط بحثا عن امل يحدوهم في العيش الرغيد ، دون ان يضطر ذوي التحصيل الدراسي منهم بان يعمل في غير اختصاصه ويندم على ايام معاناة دراسته التي تجاوزها بنجاح ، وان يضطر الاخر الى اللجوء الى الهاوية ، وان يسعوا جاهدين ذوي التحصيل العلمي العالي في البحث عن فرص العمل والمكان الامن والملاذ الحقيقي لهم في دولة اخرى غير العراق .... فانتبهو رجاءا للشباب يا قادة العراق .
https://telegram.me/buratha