المقالات

طوبى لصناع السلام

1733 14:33:00 2006-07-29

بقلم: باسم العلي

لو قارنا وضع العراق بوضع بعض دول العالم التي كانت متناحرة بحروب أهلية أو دولية لوقفنا على سر قوة رائعة لهذا الشعب الصابر المكافح الحي. لو قارنا تلك الحروب ووضع شعوبها مع الفتنة في العراق وارادة شعبه لعرفنا حقيقة أمر وقوة وسر هذا الشعب العظيم. إن الحرب الأهلية الأمريكية كانت بين شعب متجانس قوميا ودينيا ولكن مختلف اقتصاديا, أما الحرب الأهلية الروسية أو الأسبانية فنجدهما حربا بين شعب متجانس قوميا ودينيا ولكن مختلف سياسيا. أما الحرب الأهلية اليوغسلافية فكانت حربا بين شعب متجانسا قوميا ولكن مختلف دينيا. إن حروب أوربا الطويلة والتي كان ضحاياها الملايين من الأبرياء و استمرت لمئات من السنين فنراها بين شعوبا مختلفة قوميا وطائفيا وذو مصالح اقتصادية مختلفة. كل هذه الحروب ونتائجها معروفة لكل شخص فمنها من تمزقت إلى دويلات كالاتحاد السوفيتي والدول الروسية ويوغسلافيا ومنها من اتحدت لتشكل دول كبيرة متطوره ومسيطرة على مقدرات العالم ومنها أمريكا و اوربا المتحدة. وعندما ندرس الوضع العراقي فان هذا الشعب رغم تعدد دياناته وقومياته وطوائفه ومصالحه الاقتصادية لم ينجر إلى تلك الحرب الأهلية التي طالما طبل لها المطبلون أعداء العراق و أعداء الشعب العراقي. لقد عانى هذا الشعب فترة ثلاثة عقود من ظلم حاكم طاغي ومن ويلات حروب دولية لا يد ولا مصلحة له بها ومن حصار اقتصادي أجاعه و أذله وأمرضه وأضعفه. وجاء المحتل أو المحرر واصبح في مقدور كل من يكره هذا الشعب ويريد له الشر ويحاول إن ينهيه و يمحيه من ذاكرة الزمن أن يعمل ما يشاء به, فخططوا لخرابه و أرادوا له أن يحترب. فتعالت أبواق الغدرة الفجرة وتعالت أصوات أصحاب المصالح و أمراء الحرب والمتاجرين بالسلاح والمفسدين بالأرض من اجل إشعال فتيل حرب لا تبقي ولا تذر. فالتقت المصالح والنيات وعمل التكفيريين والبعثيين الصداميين من اجل أن تستعر الفتنة وتستمر المحنة و خلقوا جواً من عدم الثقة والتناحر بين مكونات الشعب: يقتلون السنة ويلومون الشيعة ويقتلون الشيعة ويلصقونها بالسنة. لقد عملوا من اجل توسيع دائرة الصراع على أساس عرقي طائفي مقيت ولكن هذا الشعب الأبي قاوم هذه الطغمة الفاسدة وكل مروجي الحرب وأبى إلا أن يكون شعبا واحدا موحدا وأبى أن يقطع الصلة بين مكوناته كلها فبقى التزاوج والتراحم بين مكونات هذا الشعب ولم تغيره أبواق ودسائس الحاقدين.طوبى لك وجزاك الله خير جزاء يا أية الله العظمى السيد السيستاني وجميع القادة الدينين الذين ما برحوا يدعون إلى عدم الانجرار نحو العنف الطائفي المقيت والاقتتال بين الاخوة, بدأها بفتواه بحرمة التعرض لسنة العراق حتى ولو قتل نصف الشيعة وآخرها فتواه بحرمة قتل أي عراقي ومهما كان انتمائه العرقي أو الديني أو الطائفي. نتمنى من الله أن تكون فتواه الأخيرة آخر مسمارا في نعش دعاة الحرب الأهلية.طوبى للسيدالرئيس نوري المالكي فلقد تمكنت من أن تجلب اخوتك من القيادات السنية إلى طاولة المفاوضات وطمأنتهم بان حكومتك حكومة عراقية لا تفرق بين أي مواطن عراقي وعلى أي أساس طائفي أو عرقي أو ديني, وما دعوتك إلى المصالحة الوطنية إلا هي طاعة لأمر شعبك وأرادته في العيش بحرية وأمان واستقرار.. وليعود كل عراقي أخا لكل عراقي .طوبا إلى كل القادة السياسيين الذين اقروا بان لا خلاص إلا بالتعاون والتكاتف من اجل جعل العراق عراق مؤسسات دستورية لا يعلو فيه شي على القانون ويكون رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ووزرائه ورئيس النواب ونائبيه ورئيس القضاء وقضاته ورئيس أركان الجيش وقواته وأفراده وقائد قوات الشرطة وقادته وأفراده والقيادات الأمنية وأفرادها , جميعا بإمرة وطاعة الدستور والقوانين المرعية ولا يعلو أحدا منهم على الدستور أو القانون.طوبا لكم يا قادة الكرد ويا شعب كردستان لعدم تخليكم عن شعبكم رغم أنكم قد شكلتم إقليما متمتعا باستقلالية كبيرة وكان بإمكانكم أن تتركوا شعبكم في بقية أنحاء العراق يتصارع ويقتل بعضه بعض ولا يمسكم من ذلك ضرر.طوبا لك أيها الشعب العراقي العظيم.. والله لقد اثبت بأنك شعبا يستحق الحياة شعبا رغم كل معاناته والمفخخات التي تفتك به بقى صامدا متحدا ومتحديا لكل قوى الظلام, و ها أنت وفي قمة انكسارك ومعاناتك و مأساتك تنطق وبأعلى صوتك لا للاقتتال.. ونعم للوحدة الوطنية.. ونعم لكلمة أنا عراقي ..أنا عراقي ..أنا عراقيطوبى إلى كل شيوخ العشائر وطوبى إلى كل رجل دين وطوبى إلى كل عامل في مؤسسات المجتمع المدني وطوبى لكل نقابة مهنية وطوبى إلى كل جندي قادة وأفرادا وطوبى لكل شرطي قادة وافردا وطوبى إلى كل القوى الأمنية قادة وأفرادا , طوبى إلى كل إعلامي وكل كاتب يدعو ويشجع ويحفز من اجل تحقيق هذه الوحدة الوطنية الذي يأبى هذا الشعب العظيم أن تتفتت..وفوق كل ذلك وفي أعلى درجات السمو طوبى لك أيها الشعب العراقي الحبيب عندما يشارك هذا الجمع الحبيب من العراقيين وفي كل قرية ومدينة ومحافظة وإقليم من العراق ليقول أنا عراقي أنا عراقي أنا عراقي من اجل إن تستعيد الأمة العراقية غابر عزتها وسؤد دها.طوبى لك بلدي الحبيب الذي بعدنا عنه وهو في قلوبنا وضمائرنا و وجداننا: نبكي لبكائه ونفرح لفرحه نغص بكل لقمة طيبة ونغص بكل شربة باردة ونغص بكل نور كهرباء نتمتع به ونغص بكل قطرة ماء نظيفة نشربها ونغص بكل كلمة احترام وتقدير توجه إلينا نغص في كل مراجعة لطبيب أو مستشفى نتعالج بها نغص بكل زيارة إلى مدرسة لأطفالنا.. لا لشي إلا لاننا نحس ونتألم لألمك يا وطني الحبيب, نعاني لمعاناة كل طفل وامرأة ورجل كبير, نتألم و ندعوا الله العلي القدير لك يا وطني الحبيب أن تتعافى وترجع وكما عهدناك مشافا معافا وليرجع إليك كل عشاقك. فطوبى لك وطوبى لقدراتك وطوبى لصبرك وطوبى لكرمك أيها الوطن الحبيب وأيها المعشوق البعيد القريب. باسم العلي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك